مبادرتان جميلتان لرابطة الأدباء
تأسست رابطة الأدباء الكويتيين عام 1964، ومنذ ذلك التاريخ وهي حاضرة على ساحة النشاط الثقافي، إن عبر مواسمها وندواتها وأنشطتها الأدبية والثقافية، أو من خلال مجلتها "البيان".ظلت الرابطة في مقرها في منطقة "العديلية" ببنائها الذي انطلقت به منذ ما يزيد على النصف قرن. لذا صار مبنى الرابطة بحاجة ملحة لإعادة بناء، بتصميم معماري حديث يستلهم تاريخ الكويت الثقافي ببيئاتها المختلفة من جهة، ويجسد أهمية الثقافة والمثقف في مسيرة أي أمة من الأمم من جهة ثانية. إلى جانب مفهوم شفافية الإبداع، وأنه ضمير الأمة وصوتها الأجمل والأبقى على مر الأزمان.
وإلى أن يأتي وقت تجديد مبنى الرابطة كجمعية نفع عام بإقرار ميزانية خاصة لذلك من وزارة الشؤون، وربما بمساعدة سخية من شخصية أو مجموعة أشخاص يؤمنون بالثقافة والمثقف، ويقدمون وجهاً مشرقاً لوجوه العمل الثقافي في الكويت، فإن هناك اهتماما ومبادرات كريمة نرى ضرورة الإشارة إليها والإشادة بها، علها تكون حافزاً لآخرين ممن يعشقون الإبداع والثقافة. الشيخة باسمة المبارك العبدالله الصباح، لها أياد بيضاء على رابطة الأدباء ومنذ سنوات خلت، وتحديداً في تشجيع ودعم الشباب، حيث كان لها الفضل في احتضان ودعم مواهب "منتدى المبدعين الجدد" في رابطة الأدباء منذ تأسيسه في شهر أبريل عام 2001 بمبادرة من الأديب وليد المسلم وبمساهمة من أمين عام رابطة الأدباء وقتذاك الأستاذ عبدالله خلف، وبدور مشهود للأديبة الدكتورة ليلى محمد صالح، والأديب حمد الحمد. كذلك كان للشيخة باسمة المبارك مساهمة كريمة انبثقت عنها فكرة تأسيس صندوق باسم "صندوق الشيخة باسمة المبارك الصباح لدعم الإبداع"، إضافة إلى تقديمها عام 2012 مكرمة طيبة لتأهيل مكتبة الرابطة التي كانت تعاني من القِدم والتهالك. وعليه أعيد استصلاح وصيانة دور السرداب في الرابطة، ونُقلت إليه المكتبة بحلة جديدة، كما استُحدِثت قاعة للدورات الأدبية والفنية في الدور الأول.الشيخة الشاعرة الدكتور سعاد الصباح، وإضافة إلى مشروعها وجهدها الكويتي العربي المستنير في دار سعاد الصباح، فإنها تقدمت خلال الفترة الماضية بمبادرة سخية لصيانة وتأهيل مسرح رابطة الأدباء وفق أحدث الطرز الحديثة للقاعات المتعددة الاستعمال، وكذلك بهو الرابطة. ولقد قطع المشروع شوطاً كبيراً، بمتابعة حثيثة من الأستاذ طلال الرميضي الأمين العام لرابطة الأدباء والشاعر الأستاذ علي المسعودي مدير دار سعاد الصباح. حيث إنه من المتوقع إقامة احتفالية خاصة في شهر أبريل القادم بمناسبة افتتاح قاعة المسرح الجديد، التي سيُطلق عليها تسمية "مسرح الدكتورة سعاد الصباح"، وسيتسع المسرح لعدد (120) كرسياً، ويكون مجهّزاً بأحدث أنظمة الإضاءة والصوت، إضافة إلى غرفة خاصة للصوتيات والتصوير.إن تضافر الجهود المخلصة، الرسمية والأهلية، لرفعة العمل الثقافي هو وجه مشرق من وجوه دعم وتشجيع الإبداع والمبدع الكويتي. خاصة فئة الشباب، فهم الرهان الأجمل للغد. ففي فترة حرجة ومؤلمة من فترات منطقتنا العربية، تكسرت خلالها جسور كثيرة كانت ممتدة بين الأديب العربي وأخيه، لم يبق لنا من وصل مع بعضنا بعضا إلا عبر الإبداع؛ قصة كان أو رواية أو ديوان شعر أو لوحة أو مسرحية أو فيلما سينمائيا، نعم وحده الإبداع العربي الإنساني بات يواجه عنفا وحروبا وتدمير الأوطان والشعوب العربية، لذا فإن الالتفات إلى المشاريع الثقافية ودعمها سواء كانت للإنسان أو للبنية التحتية هو التفات للأهم والأبقى. هو التفات للغة الغد، وهو التفات للآخر وباللغة التي يفهمها لغة الفكر والأدب.إنني إذ أكتب عن مبادرتين كريمتين لكل من الشيخة باسمة المبارك والشيخة سعاد الصباح فإنني أمني النفس بفرحة اقتراب موعد المثقف الكويتي والعربي والعالمي للوقوف أمام مشاريع ثقافية كويتية لافتة، وأعني بذلك "مجمع جابر الأحمد الثقافي"، ومجمع "عبدالله السالم الثقافي" وإن غداً لناظريه قريب.