انعقدت جلسة مجلس الوزراء أمس على وقع التدابير الخليجية بحق لبنان، والتي استحوذت على معظم النقاش داخل الجلسة. وأكد رئيس الحكومة تمام سلام خلال الجلسة على «الإجماع الذي تجلّى في جلسة الاثنين الماضي حول البيان الصادر عن مجلس الوزراء».

Ad

وتمنّى سلام على الوزراء أن «يراعوا في مواقفهم السياسية هذا الإجماع، الذي يجب التمسك به في معالجة شؤوننا الوطنية»، قائلاً إنّ «الوضع حسّاس ودقيق، وعلى الجميع العمل في الاتجاه المفيد، وإلا فإن النتائج ستكون عكسيّة ومضرّة».

وقال سلام «أبذل جهداً كبيراً، وأسعى في كل الاتجاهات من أجل تجاوز الواقع الراهن للعلاقات مع المملكة العربية السعودية وباقي دول مجلس التعاون الخليجي».

إلى ذلك، أشار السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري أمس إلى أنه «لم تحدد زيارة وفد الحكومة إلى السعودية، والتشاور مستمر مع رئيس الحكومة تمام سلام».

وقال «إذا اعتذر الفريق الذي كان أساس المشكلة فقد تصحح العلاقات الدبلوماسية، ونحن دائماً إلى جانب لبنان»، مضيفاً «لن أعلق على موضوع سحب الودائع، وإذا جاء القرار من السعودية يجب العمل».

في السياق، أمّت سفارة المملكة العربية السعودية أمس وفوداً متضامنة، ومن الزوار وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي قال بعد اللقاء: «ما يجري اليوم في السفارة هو تأكيد على أنه لا أحد يمكن أن يفصلنا أو يخرجنا عن عروبتنا»، مناشداً «السعودية أن تقوي تعاضدنا لنصمد، وأن تشد أزرنا لنمنع لبنان من الانزلاق».

كما رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني أن «لبنان سيبقى بلد العروبة والانفتاح لأشقائه العرب»، وقال: «نتضامن مع السعودية، وهمنا مصلحة لبنان واللبنانيين التي هي فوق كل اعتبار».

وأشار إلى أنه «من يعتبر أن إعلان التضامن مع المملكة السعودية فيه شيء من التذلل، فهو إما مريض، أو جاهل، أو صاحب نية سيئة يريد من خلال موقفه قطع الطريق على إمكانية إصلاح أخطاء ارتكبها هو وفريقه».

الراعي

في موازاة ذلك، استقبل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في مقر إقامته في الوكالة البطريركية في روما أمس، سفير المملكة العربية السعودية لدى إيطاليا ومالطا الدكتور رائد بن خالد قرملي، وكان عرض الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط عامة وفي لبنان خاصة. وخلال اللقاء كان هناك تشديد على أهمية حسن العلاقة بين لبنان والسعودية، ورفض كل لبناني وسعودي تشويهها وإغراقها في أوحال الصراعات الطائفية والمحاور الإقليمية.

وإذ عبّر الراعي للسفير السعودي عن أسفه للفوضى العارمة، التي تعكر اليوم صفو العلاقة المشتركة، أكد أن «موقف لبنان الرسمي بهذا الشأن، تنطق به الحكومة وحدها، في ظل غياب رئيس الجمهورية الذي ساهم غيابه في اتساعها وانجرافها إلى أماكن لا يقبل بها أحد».

وأمل البطريرك الراعي أن «تعيد المملكة السعودية النظر في قراراتها التي صدرت على خلفية ما حصل أخيراً، طالباً من السفير قرملي نقل هذا الموقف إلى السلطات السعودية».

«نهر النفايات» إلى العالمية

باتت «أنهر النفايات» في لبنان من الأشهر على الخريطة العالمية، وأخذت وسائل الإعلام العالمية تفرد لها مساحة على الهواء، للتعريف بالمعالم البارزة في بلد الأرز، وكأنها معلم سياحي.

المشهد «السوريالي» الذي ارتسم في بلدة الجديدة (قضاء المتن) نتيجة تراكم اكياس النفايات الموضبة الناتجة عن أشهر الأزمة الطويلة، وذلك بين الأبنية السكنية والمساحات الخضراء، استحوذ أمس الأول على اهتمام قناة «سي.ان.ان»، واستعرضت المراسلة المعروفة هالا غوراني أسباب الأزمة، ومراحل فشلها المتراكمة، فانتهى التقرير الذي حمل عنوان «نهر النفايات في بيروت» الى خلاصة عجز الدولة عن ايجاد حل لمشكلة تهدد صحة المواطن، وتشوّه صورة البلد التي باتت تترافق مع صورة «الزبالة».