تخوض المؤلفة والباحثة في الفنون المسرحية أنعام سعود غمار مسرح الطفل من خلال نصها «رحلة شوق وحمود»، وتنتظر وضع النظام الأساسي لـ «ملتقى المؤلفات المسرحيات العربيات».  حول الملتقى وجديدها كان الحوار التالي معها.

Ad

إلى أين وصل مشروع «ملتقى المؤلفات المسرحيات العربيات»؟

تتوجه اللجنة التحضيرية للملتقى بدعوة صادقة إلى سيدات المجتمع وصاحبات القرار لتبني هذا المشروع، لأن اجتماعاتنا الدورية مكلفة، وتحتاج إلى دعم ممن لديهن القدرة المالية لاستضافتها، خصوصاً أن الملتقى موجه إلى المرأة العربية في قطاع المسرح، وثمة نقص كبير في التوثيق الصحيح لتنشئة مؤلفة مسرحية عربية بل مفقود منذ عشرات السنين. هذا البناء بلا رصد، والبحوث التي تجرى في الأكاديميات في هذا المجال أقل بكثير من هذا الإرث.

باعتقادك من يستطيع تبنيه؟

طرحت أسماء مهمة من بينها: الشيخة د. سعاد الصباح، الشيخة موزة المسند، الشيخة جواهر القاسمي... نأمل أن يرى المشروع النور قريباً.

كيف جاءت الفكرة؟

خلال حضوري أحد المهرجانات في الكويت، تعرفت إلى بعض المؤلفات  شخصياً، بعدما كنا نعرف بعضنا البعض بالاسم ولم نتقابل، كأننا نعيش في جزيرة نائية ولسنا في أمة عربية واحدة، فانبثقت الفكرة لديّ ولاقت قبولاً من الزميلات في السعودية والإمارات وعُمان ومصر والأردن وسورية وفلسطين، فشكلنا لجنة تحضيرية، بانتظار انضمام البقية من الدول العربية كي نصادق على أهداف المشروع والنظام الأساسي.

هل لجأت إلى الهيئة العربية للمسرح؟

سنفعل ذلك في المستقبل القريب، بعد وضع النظام الأساسي، واكتمال الملتقى بكاتبات يمثلن ثلثي الدول العربية على الأقل، ونأمل بانضمام مؤلفات من المغرب وتونس والجزائر والصومال وجزر القمر، وأن يشمل أكبر عدد من الزميلات في الوطن العربي، ثم بعدها نتوجه إلى أي مظلة تحتضن المشروع.

للضرورة أحكام

هل ستكررين خوض الإخراج المسرحي؟

تعاطفت في تجربتي الأولى مع الزميلة الكاتبة والإعلامية دلال صقر، وأشرفت على نصها المونودرامي «ويبقى هو» لفرقة المسرح الشعبي، بيد أن خوفي عليها من أن تصطدم مع المخرجين المرشحين لباكورة أعمالها، دفعني إلى تبني الموضوع والتصدي لمهمة الإخراج. أتمنى أن أكون قد وفقت في هذه المونودراما، لكنني لن أكررها، فقد كنت في موضع «للضرورة أحكام».

هل لاقى إخراجك قبولاً لدى النقاد؟

لله الحمد، جاءت ردود الفعل والكتابات النقدية إيجابية على العمل ككل، وشارك في «مهرجان الكويت للمونودراما الثاني» (2015)، وأعلن البعض ولادة كاتبة مسرحية جديدة هي دلال صقر، فضلا عن الإشادة بالأداء اللافت للممثل علي ششتري، ونجاحي في الإخراج.

ما مشاريعك على صعيد النصوص؟

ثمة نص مسرحي للكبار بعنوان «لمن هو ؟»، وآخر للأطفال كان عنوانه «شوق وموضي» وأصبح «رحلة شوق وحمود»، من بطولة ناصر الدوب ومنال الجارالله، إخراج إبراهيم الشيخلي، والبروفات جارية الآن، سيشارك في «المهرجان العربي لمسرح الطفل» في مايو المقبل.

ماذا عن المسرح الجماهيري؟

لدي نصوص جاهزة، بيد أن المسرح الجماهيري  يسيطر عليه العرض والطلب، فلم يطلب أحد من المنتجين هذه الأعمال.

ما رأيك في ما تقدمه الدراما التلفزيونية؟

أنا ضد ما يعرض، لأنه الأسوأ. خلال السنوات العشر الأخيرة، لم نشهد مسلسلاً يذكر إلا ما ندر، باستثناء «التنديل» الذي يستحق المشاهدة و{يا خوي» للفنانة سعاد عبدالله. وإذا قاربنا الدراما التراثية نستطيع القول إن أعمال الفنانة حياة الفهد متميزة لأنها عايشت تلك البيئة، كذلك أعمال المؤلف بدر محارب. أما الدراما الاجتماعية المعاصرة، فأفضل ما يقال عنها إنها تعبئة ساعات البث الفضائي فقط لا غير، ويستثنى منها العمل الراقي «نوايا» للفنانة سعاد عبدالله الذي عرض منذ أسابيع قليلة.

إنتاجات ومهرجانات

ما السبيل إلى إنتاج مسلسلات أفضل؟

يستطيع أي ناقد متخصص في الدراما توجيه المنتجين والمؤلفين والمخرجين وكشف نقاط الضعف في تلك المسلسلات، في حال رغب هؤلاء في تطوير أعمالهم، لكن ما يحدث في الكويت أنهم لا يتوجهون بسؤال الناقد المتخصص في مجال فن كتابة الدراما.

هل تفكرين في خوض المجال؟

لن تقبل أعمالي من المنتج أو المخرج، لأنني لن أكون أقل من مستوى ما عرض في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته، فأنا لست ريشة بلا وزن وسط الكتابة الدرامية المعاصرة.

لماذا أنت مقلة في طباعة أعمالك؟

أصدرت مجموعات قصصية و{سقطات مظلمة»، في المقابل تحتاج النصوص المسرحية إلى تفرغ تام لمتابعة سير الطباعة ومراجعة دقيقة لكل المطبوع، وهذا لا يتوافر لي. طبعت نصين فحسب هما «خلف الكوليس» و{يداً بيد».

بصفتك باحثة فنون مسرحية، كيف تقيّمين المهرجانات؟

أتابع بألم يعصر قلوبنا المجهود والمال المهدورين في الإدارات المتعاقبة لهذه المهرجانات المسرحية، فما إن تنتهي أي دورة حتى نلاحظ أننا لم نكتسب أي إضافة إلى مسيرة المسرح في الكويت، وهل سأل القيمون عليها أو حتى من الوسط الفني معنى كلمة «مهرجان» ولمن يتوجه؟ لا يرقي هذا المجهود إلى مستوى أكثر من موسم ثقافي اعتيادي. أما المهرجان كمصطلح علمي فيعني احتفالية للدولة واحتفالية شاملة للشعب.

هل لك أن توضحي أكثر؟

تبذل أي مجموعة مسرحية مجهوداً يعادل ثلاثة أو أربعة أو ستة أشهر لعرض المسرحية ليلة واحدة، ثم لا تعرض كمسرح حي للناس، ولا حتى في تلفزيون الكويت. إنه أمر مؤلم لكن تبقى الحال أحسن من غلق المناسبات، وأن نكتفي بهذه التجمعات الثقافية الاعتيادية تحت هذا الاسم الكبير «مهرجان». نأمل من الدولة أن تبتكر شخصية توازي الرائد الشامل المرحوم حمد الرجيب في تبني المسرح والمسرحيين وإيجاد جو جماهيري دائم.

تحية لمن توجهينها؟

إلى نقيب الفنانين عبدالحسين عبدالرضا، وأقول له: كلنا أبناؤك «إحنا نعين ونعاون»، وخبرتنا المتواضعة تحت أمرك، في أي إنجاز أو منظور مستقبلي للدراما عموماً والمسرح على وجه الخصوص.