صورة لها تاريخ : زبن بن مزيد المطيري تولى حراسة «منارة الراس» من عام 1904 إلى 1954

نشر في 25-03-2016
آخر تحديث 25-03-2016 | 00:04
في المقال السابق تحدثنا عن منارة "راس الأرض" وعن بعض الوثائق التي تحدثت عن إنشائها، ولكننا لم نتحدث عن موقعها وعن الموظف الذي عمل في تشغيلها وصيانتها.

أفادني العم عبدالله عبدالرحمن سعود الماجد (المويجد)، أطال الله في عمره، بأن المنارة تقع في نهاية "الراس" جهة البحر، وأقرب بيت لها هو بيت زبن المطيري الذي يقوم بالإشراف عليها. ولم أكن أعرف من هو زبن ولا كيفية الوصول إلى أحد من أبنائه، إلا أنه في أحد الأيام هاتفني أحد أبناء عمومتي (وكان يعرف اهتمامي بمنطقة راس الأرض) وأبلغني أنه حالياً مع ابن الرجل الذي نبحث عنه، وسألته وهو معي على الخط عن اسمه الكامل، فقال فهد زبن مزيد المطيري. وأكد فهد لي بالهاتف أن والده كان مسؤولاً عن تشغيل وإطفاء المنارة، وأنه يعمل مع الإنكليز الذين بنوا له بيتاً في "الراس" ليعيش مع أسرته فيه. كما أفاد بأن البيت تم تسجيله باسم والده، وتم تثمينه لهم في الخمسينيات، وأكد لي أن جده مزيد كان حارساً على بوابة الشعب التي تعرف أيضا ببوابة البريعصي نسبة للفخذ الذي تنتمي له أسرته من قبيلة مطير.

وأعقب زبن، الذي توفي في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، من الذكور خمسة هم: خالد (توفي)، وعبدالله (توفي)، وعلي (توفي)، ويوسف (مواليد الراس عام 1941) وفهد، إضافة إلى ابنتين هما وحش وشيخة.

ويسكن فهد بن زبن المطيري اليوم في منطقة السالمية في قطعة 4 بالقرب من مسجد الشيخة بدرية. وللأسف لم أعثر على صورة له، ولكن العم محمد إبراهيم الحميضي يصفه بأنه أسمر اللون وطويل وله لحية قصيرة. وقد عثرت على ورقة في أرشيف المكتبة البريطانية ورد فيها اسم مزيد، والد زبن، وجدّ فهد المطيري، وردت فيها أسماء قد تكون لبعض من سكان "راس الأرض" القدماء. تقول الورقة:

"نعم انا يا مزيد بأن عندي ولازم ذمتي الى ابراهيم ابن علي العبدالله بموجب هذا السند الشرعي بموجب اعلاه تسعة وستين وذلك الطلب المذكور هو قرضة حسنة وملزوم ادفع له الطلب المذكور وقت المطالبة من غير مماطلة ولا شقاق وقد شهدت على نفسي جماعة من المسلمين والله خير شاهد. حرر في 30 ذوالقعدة 1346

شهد بذلك عبدالرحمن النصار – شهد بذلك ابراهيم العامر

صحيح مزيد ابوزبن"

من المعلومات التي تستحق التوثيق فيما يتعلق بتاريخ "الراس"، ما قاله لي العم محمد إبراهيم الحميضي (مواليد عام 1935م) قبل عدة أشهر. يقول العم بوخالد إن والده إبراهيم كان يصلي إماماً في مسجد صغير في "الراس" في بيت إبراهيم العامر، رحمه الله، الذي سكن الجزء الغربي من "الراس" الذي يسمى "المنزلة"، وهذه المعلومة ليست موثقة في كتب المساجد القديمة، إذ إن سجلات وزارة الأوقاف لعام 1951م أدرجت مسجداً باسم مسجد الراس، وذكرت أن إمامه وخطيبه هو محمد بن غانم الجاسم الغانم وأن راتبه آنذاك كان 170 روبية.  وتجدر الإشارة إلى أن هذه المعلومة لا تتناقض مع قول العم بوخالد لأنه يتحدث عن فترة أسبق من عام 1951م وربما كان يتحدث عن مسجد آخر. فالعم عبدالله الماجد المولود في "الراس" عام 1930 يقول إنه لا يوجد مسجد في "الراس"، بل يوجد مسجد في المنزلة عند النزول من الصيهد، في حين يقول العم محمد إبراهيم الحميضي إن المسجد الذي بناه إبراهيم العامر هو جزء من بيته، ولكنه منعزل عن حرم البيت انعزالاً كاملاً.

في المقال المقبل سنتحدث عن تاريخ عائلة الوقيان الكريمة في "الراس".

back to top