الجدير بالملاحظة والتفكر أن كل فكرة كويتية للإقصاء ترتكز دائما على الدين، فإما أن يكون هدف الإقصاء موجها للطائفة المختلفة أو لدولة جارة بعينها دون غيرها، والسبب أيضا يرتكز على البعد الديني المختلف الذي تحمله تلك الدولة.
كلما اقتربت الانتخابات النيابية في الكويت ارتفع مستوى التفاهات والحماقات التي تطلق من السياسيين هنا وهناك، وللأسف تجد من يتلقفها بتقبل وسعادة ورضا، وطبعا فإن نظام الصوت الواحد السيئ ساهم في ارتفاع مستوى تلك التفاهات، فتحّول المنحل أخلاقيا إلى متدين والغبي إلى خبير استراتيجي، لا يهمّ فحوى التصريح وهوية من يصرّح طالما كان التصريح نكاية بالمذهب الآخر أو بالأصول التي ينحدر منها بعض فئات المجتمع، وغالبية الناخبين أو بالأصح غالبية من يشارك في التصويت من الناخبين (قبل وبعد المقاطعة) مستعدون لتلقف كل ما يثار، ويبدون استعدادهم بأن يكونوا وقودا لها في سبيل إقصاء الآخر.الجدير بالملاحظة والتفكر أن كل فكرة كويتية للإقصاء ترتكز دائما على الدين، فإما أن يكون هدف الإقصاء موجها للطائفة المختلفة أو لدولة جارة بعينها دون غيرها، والسبب أيضا يرتكز على البعد الديني المختلف الذي تحمله تلك الدولة، فنحن لا نسمع في الكويت عن فكرة إقصاء قائمة على اللون مثلا أو محاولة إقصاء قائمة على الجنس (إلا إن كانت قائمة على أساس ديني)، حتى إن وجدت تلك النوعيات فهي لن تتمكن من الفوز بالانتخابات بمثل هذا الطرح، فأنا إن قلت مثلا لنحارب ذوي البشرة السمراء فلن يلتفت إليّ أحد، أما إن تطرقت لمسألة خلافية مذهبية فسأصبح أسداً لطائفة معينة وعدواً للأخرى، هذا ما جنيناه باختصار من محاولات تعميم الدين في الشأن السياسي، فلم نجنِ سوى الفتنة والفرقة. كي أدلل على ما أقول بأقرب مثال شهدته في وسائل التواصل عندما تم نشر مقطع مؤخرا للإعلامي المبدع نادر كرم في برنامج قديم، تم بثه قبل ست سنوات أو أكثر على شاشة تلفزيون الكويت، وهو يخاطب أحد المتصلين بالبرنامج وعلى سبيل الدعابة باللغة الفارسية المطعمة باللغة الإنكليزية، ليبادر على إثر ذلك نائب في مجلس الأمة في 2016 بتحذير وزارة الإعلام من مغبة الحديث باللغة الفارسية!! علما أن وزارة الإعلام الكويتية لها قناة خاصة ناطقة بالإنكليزية ومحطة إذاعية تقدم حسب علمي 3 أو 4 لغات مختلفة ما بين الفارسية والهندية والإنكليزية وغيرها!! والمصيبة أنه وحسب ما ينقل هذا النائب أن الوزير تفاعل وسيتعامل بجدية مع الأمر!ما الذي أوصلنا إلى هذه الحال التافهة سوى تسييس الدين ومحاولة الكسب من وراء محاربة المختلف حتى في أتفه الأمور، لو كنا في دولة يحظى ناخبوها بجزء يسير من الوعي السياسي لكان سلوك ذلك النائب كفيلاً بإسقاطه في أي انتخابات يشارك فيها، فمن يركز على مثل هذه الأمور لا يستحق قطعا أن يكون ممثلا عن أمة، ولكن هذا النائب سيفوز وسيستمر كممثل للأمة لأن الأمة أصلا....خارج نطاق التغطية:ما زالت الكويت موقوفة رياضيا على الصعيد الدولي دون سبب يذكر سوى كتاب من اتحاد الكرة الكويتي يدّعي وجود تدخل حكومي في شؤون الرياضة ولم يحاسب أحد.
مقالات
«مصاخة»
13-04-2016