التحقيق البريطاني يرجح موافقة بوتين على قتل ليتفيننكو مسموماً في لندن

نشر في 21-01-2016 | 14:17
آخر تحديث 21-01-2016 | 14:17
خلص التحقيق البريطاني العام في قضية قتل المعارض الروسي الكسندر ليتفيننكو بالسم في لندن عام 2006 إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «وافق على الأرجح» على هذه العملية بحسب النتائج التي أعلنت الخميس.

وسارعت روسيا إلى التنديد بهذه النتائج معتبرة أنها «مسيسة» وتنقصها الشفافية.

وقال القاضي البريطاني روبرت اوين في نتائج تحقيقه أن «عملية جهاز الاستخبارات الروسي وافق عليها على الأرجح (الرئيس السابق للجهاز نيكولاي) باتروشيف وكذلك الرئيس بوتين».

وتوفي الكسندر ليتفيننكو في 23 أكتوبر 2006 عن سن 43 عاماً، بعد ثلاثة أسابيع على تناوله الشاي في حانة فندق ميلينيوم بوسط لندن برفقة اندريه لوغوفوي العميل السابق في جهاز الاستخبارات الروسي والذي أصبح اليوم نائب حزب قومي ورجل الأعمال الروسي ديمتري كوفتون.

والصورة التي التقطت له في سريره بالمستشفى قبل وفاته وبدا فيها حليق الرأس وهزيلاً، انتشرت في كافة أنحاء العالم.

وأتاح التحقيق العثور على كميات كبرى من مادة البولونيوم-210 في الحانة، وخصوصاً في ابريق الشاي الذي استخدمه ليتفيننكو، وفي مساء اليوم نفسه، شعر ليتفيننكو المعارض للرئيس الروسي بوتين والمقيم منذ 1999 في بريطانيا، بتوعك.

وكتب القاضي اوين «أنا متأكد أن لوغوفوي وكوفتون وضعا مادة بولونيوم 210 في ابريق الشاي في 1 نوفمبر 2006، وأنا متاكد أنهما قاما بذلك بنية تسميم ليتفيننكو».

وأضاف أن جرعة أولى أضعف من البولونيوم وضعت لليتفيننكو العميل السابق في جهاز الاستخبارات الروسي (كي جي بي) في وقت سابق في 16 أكتوبر قبل الجرعة القاتلة في 1 نوفمبر.

وأضاف أن «الأدلة التي قدمها تؤكد بوضوح مسؤولية الدولة الروسية في مقتل ليفتيننكو» في حين أن الكرملين نفى على الدوام أي ضلوع له في هذه القضية.

وفي موسكو، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان «لم يكن هناك أي سبب يدفع لتوقع أن تكون نتائج هذا التقرير النهائي المسيس والذي تنقصه الشفافية، حيادية وموضوعية».

من جهته، نفى لوغوفوي الخميس أي ضلوع له في القضية معتبراً نتائج التحقيق البريطاني «بدون أي أساس»، وقال لوكالة انترفاكس أن «نتائج التحقيق تؤكد مرة جديدة موقف لندن المناهض لروسيا».

عقوبات

وفور إعلان النتائج طالبت مارينا ليتفيننكو ارملة المعارض الروسي لندن بفرض «عقوبات» على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين.

وقالت أمام الصحافيين «أطالب بفرض عقوبات اقتصادية محددة الأهداف وحظر سفر خصوصاً على باتروشيف وبوتين».

وبعدما أدخل العميل الروسي السابق إلى وحدة العناية المركزة في مستشفى يونيفرستي كوليدج في لندن عام 2006 تحدث وخلال فترة احتضاره البطيء، لمدة ثماني ساعات مع مفتشين اثنين من اسكتلنديارد وقدم تفاصيل مهمة للتحقيق.

وفي رسالة كتبها، وجه العميل السابق اتهامات لفلاديمير بوتين بأنه أمر بقتله، وهو ما نفته موسكو على الدوام.

ودفن ليتفيننكو الذي نال الجنسية البريطانية وأشهر الإسلام، في مقبرة في لندن في نعش فولاذي من أجل احتواء الإشعاعات.

وأشار التحقيق القضائي الأولي إلى احتمال ضلوع الكرملين في تسميم ليتفيننكو الذي كان يحقق حول «الروابط المحتملة بين فلاديمير بوتين والجريمة المنظمة» بحسب ما قال محامي زوجته.

لكن هذا التحقيق أوقف بسبب رفض موسكو تسليم ديمتري كوفتون واندريه لوغوفوي، ثم تم إطلاق «تحقيق عام» يؤدي فقط إلى تحديد الوقائع لكن بدون إصدار إدانات.

وتأخر التحقيق بشكل خاص بسبب دور ديمتري كوفتون الجندي السابق في الجيش الأحمر الذي انتقل إلى مجال الأعمال.

وبحسب روبن تام المستشار القانوني لقاضي التحقيق فان كوفتون قال سراً لأحد أصدقائه بأنه يملك سماً باهظ الثمن وأنه يبحث عن «طاه» لكي يضعه في ما يتناوله ليتفيننكو.

وفي المقابل تم العثور على آثار عالية من البولونيوم في مغسل الغرفة رقم 382 في فندق ميلينيوم التي كانت ينزل فيها كوفتون.

back to top