الأغلبية الصامتة: «الطليعة» بناسها
قد تكون هذه الهزة لـ"الطليعة" هي الأعنف في تاريخها، لكنها قد تكون الفرصة الأخيرة لتحصين الهيكل القانوني لـها حتى لا تواجه مستقبلا أي مفاجآت غير محسوبة، لأن الزمن يمضي والقلوب تتقلب والنفوس تفسد.
معظم ما في خاطري عن "الطليعة" كتبته في مقال مخضب بالألم، نشرته فيها بعنوان "الطليعة في معناها لا مبناها"، بتاريخ 9 ديسمبر 2015م، ذلك التاريخ أتى في أعقاب تطورات بطيئة كانت تنذر في كل مرة بأن مآل لسان حال التيار الوطني الديمقراطي بنكهة مجموعة "الطليعة" يقترب من النهاية، وتلت ذلك المقال أيضا أيام بطيئة توقفت بتوقف صدور "الطليعة" نهائيا يوم الأربعاء قبل الماضي. ولعل غرضي الرئيس من الإشارة إلى موضوع الوقت هو أن حملة إنقاذ "الطليعة" كان بالإمكان إطلاقها قبل أن تقع الواقعة، ولكن تبدو مخاطر الإعلان عن تلك الحملة قبل حصول أي شيء أكثر من الإعلان عنها بالأمس من الأستاذ عبدالله النيباري في مقاله المنشور في جريدة "الجريدة"، هذا الأمر لا يعني أن القضية انتهت بجمع مبلغ كاف من المال لتسوية الوضع وعودة "الطليعة" مرة أخرى، فهناك أمور أخرى لا أظن أنها غائبة عن تفكير أستاذنا الكبير الدكتور أحمد الخطيب ورفيقيه أحمد النفيسي وعبدالله النيباري.أول ما يجب أخذه بعين الاعتبار هو "من سيتبرع؟"، وذلك لصيانة مبدأ الاستقلالية وخصوصية سياسة النشر التي ميزت "الطليعة" طوال تاريخها، ثانيا أن حملة التبرعات قد تكون جسراً لعودة بعض الوجوه التي عملت بجهد ضد كل ما تمثله "الطليعة" من فكر وحزم ضد نهج الانفراد بالقرار، وهذه المسألة رهن بيد "الرفاق"، أما العودة لخطر اهتزاز الصورة وارتباكها أو مواصلة الطريق مع العناصر التي صمدت على مواقفها أخيرا، فقد تكون هذه الهزة في تاريخ "الطليعة" هي الأعنف، لكنها قد تكون الفرصة الأخيرة لتحصين الهيكل القانوني لـ"الطليعة" حتى لا تواجه مستقبلا أي مفاجآت غير محسوبة، لأن الزمن يمضي والقلوب تتقلب والنفوس تفسد.في الختام كتبت بالأمس تغريدة قلت فيها "الطليعة بناسها لا بأوراقها... في يوم ما كانت الوطن قلعة من قلاع الرأي الوطني الديمقراطي حتى بيعت، فاستمر الاسم وتحول لعلامة من علامات الخزي".