سعد لمجرد أحد أكثر الفنانين حظاً على «يوتيوب»، إذ حقق كليب أغنيته «أنت معلم» (كلمات جلال الحمداوي وتلحينه وتوزيعه) 232,228,465، وهو رقم ضخم مقارنة بحداثة عهد لمجرد الذي ظهر منذ فترة عبر أحد برامج اكتشاف المواهب، ثم عاد أخيراً، لكن أغنيته الأخيرة تجاوزت كل الخطوط بعدما اعتمد في المقام الأول على التسويق الإلكتروني لها عن طريق {يوتيوب}، وحقق نجاحاً ساحقاً باحتلاله المرتبة الأولى ونسبة عالية من المشاهدة في فترة زمنية قياسية وجيزة.

Ad

حصد كليب رامي صبري الأخير {أجمل ليالي عمري} أكثر من نصف مليون مشاهدة في شهر ونصف الشهر، بعدما طرحته قناة {مزيكا} على القناة الخاصة بها على {يوتيوب} ونال استحسان مرتادي هذا الموقع. الأغنية من كلمات تامر حسين، ألحان شادي حسن، توزيع طارق توكل، تم تصويره في دبي، وهو من إخراج موسى عيسى.

اعتمد أحمد جمال أيضاً على التكنولوجيا فحصد كليب {اضحكي} 3,850,448 مشاهدة على مدى ثلاثة أشهر، رغم أنه حديث العهد أيضاً في السوق الغنائي. الأغنية من كلمات نور الدين محمد، ألحان أحمد جمال وتوزيع توما. حصد كليب {أهي جت} للمطربة أنغام أكثر من 663,713 مشاهدة على مدار شهر ونصف الشهر بعد عرضه على موقع الفيديوهات. الأغنية من كلمات كاترين معوض، ألحان هشام بولس وتوزيع طارق مدكور، وهي من ألبوم {أحلام بريئة}.

بالنسبة إلى عبدالفتاح الجريني فحصد كليبه {ده حبيبي يا ناس} 594,947 مشاهدة وذلك بعد غيابه عامين عن الساحة الفنية. الأغنية من كلمات محمد الغنيمي، ألحان هادي شرارة وتوزيعه، إخراج أحمد عبد القادر.

كذلك حصد كليب نيكول سابا {قررت} 565,810 مشاهدة في شهرين. الأغنية من كلمات الشاعر أمير طعيمة وألحان عمرو مصطفى، توزيع توما. تدور أحداث الكليب في إطار من المرح، وتجسد نيكول شخصية فتاة مراهقة ومشاغبة. تقول كلمات الأغنية: {قررت أفرح وأضحك لو حتى بدون أسباب.. وهبطل أهزر وأتنفس وأعيش بحساب.. مش عايزة أفكر في إمبارح ولا في اللي ماجاش.. مش هأقبل أضيع أيامي وحياتي بلاش}.

مقياس النجاح

تؤكد نيكول سابا أن التكنولوجيا أصبحت المقياس الحقيقي لنجاح الفنان، وأنها أطلقت حملة عبر حسابها الشخصي على «إنستغرام» وتوجهت إلى متابعيها بالقول: «انضموا إلى قناتي الخاصة عبر «يوتيوب» وكونوا من الأوائل في مشاهدة كليب أغنيتي الجديدة»، لافتة إلى أن الشباب هم أكثر المتصفحين لهذه المواقع لذلك تحوّل تقييم الأغاني والكليبات إلى المواقع الإلكترونية.

بدوره يرى الناقد الموسيقي أشرف عبدالمنعم أن أوراق اللعبة الموسيقية اختلفت عن ذي قبل، وأصبح للتكنولوجيا دور كبير في السياق، موضحاً أن الاعتماد بات أساسياً على الصورة ولغة الجسد، ما أدى إلى انتشار هذه الكليبات، وأن الموسيقى صارت مسموعة ومرئية، لذلك ازداد الاهتمام بالوسائل التكنولوجية الجديدة.

يضيف أن التعامل مع الأغنية يتمّ بطريقة النقل، ويكتفي مغنون كثيرون بثلاثة مقامات موسيقية في حين يغفلون الباقي، إما بسبب الجهل أو الخوف من عدم النجاح، مؤكداً «أننا نقلنا من الغرب كل شيء حتى طريقة الترويج على الإنترنت، من دون تفكير أو تغيير ملحوظ لأننا نريد تقديم ما هو مضمون».

حلاوة روح

لا يعترف الملحن والموسيقار حلمي بكر بتقييمات المواقع الإلكترونية ولا يثق فيها، ويعتبر كل ما يقال عن الأكثر مشاهدة والأكثر تحميلاً هو حلاوة روح، لأن النجاح والحضور الفعلي للمطرب يكمنان في استماع الجمهور إلى أغانيه في الشارع وتداول ألبوماته.

يضيف أن المطربين أصبحوا ينتجون لأنفسهم، لأن الشركات ترفض الخسارة المادية، ما يفسر تحايل هؤلاء على الجمهور بهذه المصطلحات الجديدة، «فإذا كانوا يستطيعون الحصول على مكسب مادي من وراء أغانيهم لما تخلى عنهم المنتجون».

بدوره يؤكد الملحن رضا رجب أن رواج الأعمال على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لا يعتبر مقياساً أو دليلا على جودة هذه المنتجات، «ذلك أن الأعمال الغريبة تلقى رواجاً، وثمة فرق بين الرواج والجودة والنجاح»، مشيراً إلى أن «التلاعب في هذه الأرقام أصبح ممكناً وواضحاً، لأن أرقاما تعلن بالملايين ولا أحد يعرف هذه الأعمال، ولا يمكن اختصار نجاح المطرب وجماهيريته في تقييمات أحد المواقع الإلكترونية الذي يصدر بيانات رقمية غير محسوسة».