قضت محكمة القضاء الإداري في مصر، أمس، برفض دعوى تطالب بمنع قيادات حركة «حماس» الفلسطينية من دخول مصر، بينما استقبل في مطار القاهرة الجوي، الرئيس عبدالفتاح السيسي، 20 مصرياً عائدين من ليبيا، بعدما اختطفتهم ميليشيات مسلحة هناك.

Ad

في تطور جديد، ربما يعكس جانباً من تطور العلاقات بين القاهرة وحركة «حماس» الفلسطينية، بعد سنوات من التوتر، قضت محكمة القضاء الإداري، أمس، بعدم قبول دعوى طالبت بمنع أعضاء «حماس» من دخول مصر، أو الخروج منها.

كانت الدعوى، التي أقامها المحامي سمير صبري، ذكرت أن المنظمة الفلسطينية شاركت في الهجوم الإرهابي على نقطة ارتكاز للجيش في سيناء، والتي عرفت وقتها بمجزرة رفح الأولى التي وقعت 6 أغسطس 2012.

الجدير بالذكر أن القضاء المصري أدرج كتائب «عز الدين القسام» الذراع العسكرية لـ»حماس» كمنظمة إرهابية في فبراير 2015، قبل أن تطعن الحكومة المصرية على الحكم ويتم إسقاطه في يونيو 2015، بعدما تدخلت حركة «الجهاد» للصلح بين القاهرة و«حماس».     

مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير محمود شريف، وصف الموقف المصري من الحركة بـ»الملتبس وغير الواضح»، مستبعداً أي تقارب بين الطرفين، فيما أكد خبير العلاقات الدولية في مركز «الأهرام»، سعيد اللاوندي، أن استمرار «حماس» في عدم ضبط الحدود مع مصر، واستمرار دعمها لجماعة «الإخوان» يُضاعف من توتر العلاقة بين الطرفين.

من جانبها، رحبت «حماس» بالحكم، وقال القيادي في الحركة حسام بدران، والمقيم حالياً في قطر، خلال حديث هاتفي مع «الجريدة»، إن «الحكم خطوة في الاتجاه الصحيح، وفرصة لإعطاء العلاقة بين مصر وحماس دفعة إيجابية»، معرباً عن أمله في أن يسهم القرار في فتح معبر «رفح» لتخفيف الحصار عن قطاع غزة، مؤكداً حرص الحركة على وجود علاقة طبيعية مع مصر، بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني، وأن تطور العلاقة بين الطرفين يحتاج إلى قرار من الطرفين.

استقبال

داخلياً، وفي إجراء مشابه لما قام به الرئيس عبدالفتاح السيسي في مايو 2015 عندما استقبل إثيوبيين عائدين من ليبيا، بعدما اختطفتهم ميليشيات مسلحة هناك، استقبل السيسي أمس 20 مصرياً كانت ميليشيات اختطفتهم منذ نحو شهر، وقدم السيسي الشكر لطاقم المأمورية التي أعادت المصريين المُحررين.

وقال السيسي: «مصر من غيركوا مش هتفرح وحمدالله على السلامة»، وتابع: «مكنش ممكن نسيب ولادنا في خطر وتحركنا في هدوء عشان محدش يحصل له أذى وجهود كتير اتبذلت من قبل المسؤولين الليبيين».

وأكد: «مصر أولى بيكم وفيه شغل كتير في مصر يمكن مش موجود في الصعيد الآن، لكن هناك فرص حقيقية موجودة في مصر محتاجين عشرات الآلاف ومئات الآلاف للعمل في هذه المشاريع».

إلى ذلك، استقبل الرئيس أمس وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي. وأكد السيسي خلال الاستقبال دعم مصر الكامل لجهود الجيش العراقي في مواجهة الإرهاب، مشيداً بما حققه من تقدم ميداني في مواجهة «داعش»، مؤكداً حرص مصر على مساندة العراق وجيشه لاستعادة سيادته على كل أراضيه والتغلب على التهديدات الأمنية الراهنة.

زيارة تاريخية

على صعيد آخر، وضعت الحكومة المصرية اللمسات النهائية على فعاليات زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ التاريخية لمدينة الأقصر، أقصى جنوب مصر، اليوم، حيث انتشرت الأعلام المصرية والصينية، في شوارع المدينة السياحية.

وبينما يعقد السيسي مؤتمراً صحافياً مع نظيره الصيني، غداً، أكدت الرئاسة المصرية أهمية الزيارة التي من المقرر أن تشهد توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات النقل، والإسكان، والكهرباء، والزراعة، والتعليم العالي والفني، كما سيتم بحث سبل مشاركة مصر في مبادرة الرئيس الصيني لإحياء طريق الحرير.

ومن المتوقع أن تشهد الزيارة توقيع اتفاقية قرض للبنك المركزي المصري، بقيمة مليار دولار، لتعزيز الاحتياطي النقدي، وقرضين للبنك «الأهلي» وبنك «مصر» بقيمة 800 مليون دولار، وعلمت «الجريدة» أن الرئيس الصيني سيحضر مراسم تدشين المرحلة الثانية من المنطقة الاقتصادية والتجارية المصرية- الصينية في شمال غرب خليج السويس.

في السياق، أكد الرئيس الصيني أن بلاده تنظر إلى العلاقات مع مصر وتطورها من زاوية استراتيجية طويلة الأمد، معرباً عن استعداده لبذل جهود مشتركة مع السيسي في تعميق الثقة السياسية المتبادلة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين,

الرئيس الصيني قال في مقال له نشرته جريدة «الأهرام»: «إن مصر أول دولة عربية أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين، وندعم حق الشعب المصري في تقرير مصيره، وندعم جهود الحكومة في استعادة الاستقرار الاجتماعي والنمو الاقتصادي».

استنفار

أمنياً، ومع قرب حلول الذكرى الخامسة لثورة يناير التي تحل الاثنين المُقبل، بدأت وزارة الداخلية تنفيذ إجراءات تأمين، وقال مساعد وزير الداخلية لقطاع الإعلام، اللواء أبوبكر عبدالكريم، إن «الخطة مُحكمة ووضعت بالتعاون مع قوات الجيش، وتستهدف تأمين الشوارع والطرق والمؤسسات الحيوية»، وشدد على استعداد القوات للتعامل مع أي عمل تخريبي. وأشار عبدالكريم إلى أن الملصق الجديد الذي أصدرته وزارة الداخلية ومكتوب عليه «شرطة الشعب... تحيا مصر»، صدر بالتزامن مع احتفالات الشرطة بعيدها، وأن الشعار يحمل دلالات أهمها أن جهاز الشرطة هو ملك للشعب.

برلمانياً، انتهى مجلس النواب من تمرير 270 قراراً بقانون، ليتبقى له 72 تشريعاً آخر تتم مناقشتها خلال 5 جلسات مقبلة، ومن بين القرارات بقوانين التي تم إقرارها، قانون الموازنة، وقانون الضريبة على الدخل.

في الأثناء، كشفت مصادر برلمانية أن حالة من الاتفاق تمت بين نواب ائتلاف «دعم مصر» على تمرير قانون «الخدمة المدنية» في جلسة مجلس النواب العامة اليوم، على أن تشكل لجنة خاصة، أو تظل لجنة القوى العاملة هي المنوط بها عقد اجتماع مع الحكومة ممثلة في وزارة التخطيط، وتعديله لاحقاً.