«أرض الحكاية»... قلوب فلسطينية يعتصرها الألم
عدسات 3 مصورين وثقت تفاصيل القدس القديمة
ضمن ليالي «القرين» السينمائية عرض الفيلم الفلسطيني «أرض الحكاية»، الذي سلط الضوء على القدس المحتلة.
ضمن ليالي «القرين» السينمائية عرض الفيلم الفلسطيني «أرض الحكاية»، الذي سلط الضوء على القدس المحتلة.
ضم فيلم "أرض الحكاية" صوراً من القدس القديمة داخل أسوار المدينة وخارجها منذ زمن ضمن أنشطة وفعاليات الدورة الـ22 من مهرجان القرين الثقافي، عرض أمس الأول في سينما ليلى غاليري الفيلم الوثائقي الفلسطيني "أرض الحكاية" للمخرج رشيد مشهراوي.صور من هنا وهناك حملت مآسي وهموم الشعب الفلسطيني كانت محور عدسة المخرج المشهراوي التي سلطت الضوء على القدس المحتلة، بدءاً من الانتداب البريطاني والاحتلال اليهودي، وانعكاس الأمر سياسيا واجتماعيا على الشعب الفلسطيني.
تنطلق أحداث الفيلم من خلال 3 مصورين ينتمون لعائلة من القدس من ثلاثة أجيال مختلفة يسكنون فلسطين، احترفوا فن التصوير، فكانت عدساتهم هي الأساس الذي حاكي كافة التفاصيل الدقيقة، والتي كانت المرجع للأجيال اللاحقة لمدينة القدس القديمة في فترتي العشرينيات والثلاثينيات.معاناة شعب واستطاع المشهراوي أن يتجول بين الدكاكين والبيوت القديمة التي يقطنها الفلسطينيون حتى يومنا هذا، وإيضاح مدى المعاناة التي يشعرون بها، سواء من ضغط الحكومة أو من حيث الاستبداد والذل من خلال ضربهم بالحجارة وإلقاء بعض المواد الضارة وإفساد معيشتهم وزرع كاميرات المراقبة هنا وهناك، ورفع أعلام الاحتلال الإسرائيلي، واقتحام خصوصية بيوتهم غير الآهلة بالسكان، وإجبارهم أيضا على ترك منازلهم، واحتلالها.كما حرص المخرج على توصيل الصورة الجمالية من خلال إبراز المقدسات والطقوس الدينية والحياة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، والأحاديث التي رويت بحسرة على لسان أهلها الذين يكدون ليلا ونهارا للحصول على لقمة العيش، والشعور بالحسرة والغربة وسط أرضهم، ورفضهم الشديد وتمسكهم بما تبقى لديهم، وما يتعرضون له من تهديدات واستفزازات ومضايقات يومية تصل إلى حد الاعتداءات على الأماكن المقدسة.أقرب للواقعومن خلال تلك المعاناة التي صورت لنا، إلا أننا تجولنا بين شوارع القدس العتيقة، وكأننا نعبر في رحلة من الزمن بعيداً كل البعد عما تسجله الأفلام الوثائقية الأخرى، فكانت المشاهد أقرب إلى الواقع ما بين الاحتلال عام 1967، وصورة القدس في عام 2012 التي أصبحت تحمل في طياتها معاني الخوف واللاأمل والحصار الدائم.وعقب عرض الفيلم أقيمت ندوة نقاشية، حاضر فيها المدير العام لإدارة الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام الفلسطينية ماهر العواودة، وأدارها الناقد السينمائي عماد النويري، وتحدث خلالها العواودة عن جغرافية مدينة القدس، مؤكدا أن الاحتلال الذي تتعرض له المدينة يكون مباشرا وغير مباشر، بينما تناول النويري تجربة السينما الفلسطينية مع المخرج رشيد مشهراوي.