لبنان: جعجع يتجاوز الحريري ويصوب باتجاه الحكومة

نشر في 24-02-2016 | 00:02
آخر تحديث 24-02-2016 | 00:02
No Image Caption
• زعيم «المستقبل» لن يُجر إلى مواقف متهورة حفاظاً على الرئاسة الثالثة والسلم الأهلي
• ريفي: كان يجب على وزير الداخلية الاستقالة
• المشنوق: طُلب تأجيل الخطوة
لم ينجح القرار السعودي بوقف المساعدات العسكرية للبنان في توحيد زعيم تيار "المستقبل" سعد الحريري، وزعيم حزب "القوات" سمير جعجع. ورأت مصادر "المستقبل"، في كلمة جعجع أمس وتصويبه على الحكومة، مزايدة على الحريري قد تؤدي إلى توسع الشرخ بينهما.

بعد بيان الحكومة اللبنانية أمس الأول، الذي جاء أقل من التوقعات، خصوصاً وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي هول بـ"خطوات عملية" كان على لبنان أن يشهدها خلال الأيام الماضية، صوب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع سهامه تجاه الحكومة اللبنانية، معتبرا أن بيانها أمس الأول "شعر بشعر".

وقال مصدر رفيع في تيار "المستقبل" لـ"الجريدة" إن "كلام جعجع جميل جدا من حيث المبدأ العام، وهو الذي يجب اعتباره شعرا بشعر، نظراً لعدم القدرة على صرفه في السياسة اليومية اللبنانية".

ولفت المصدر إلى أن "الحريري مصر على حماية الحكومة وتفعيل عملها في ظل غياب رئيس للجمهورية، وهو ليس في وارد اتخاذ مواقف متهورة من شأنها أن تطيح بها أو تعرضها لانتكاسات".

وأشار إلى أن "الحريري عاد إلى بيروت ووضع نصب عينيه انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت، وتثبيت الاستقرار الأمني"، مضيفا أن "أي موقف للحريري يشكل تحديا للفريق الآخر من شأنه أن ينعكس توتراً في الشارع، والحريري حريص على السلم الأهلي في لبنان في ظل الحريق الملتهب في المنطقة".  

وسأل: "في حال أراد جعجع تطيير الحكومة، فما هو البديل؟، وهل سيقبل الطرف الثاني باتفاق دوحة جديد او "طائف معدل"، ولمصلحة من سيكون الاتفاق الجديد في ظل موازين القوى الجديدة والراجحة لمصلحة 8 آذار؟". وختم: "لا تفيد المزايدة في الدفاع عن المملكة للتعويض عن تراجع علاقة البعض بها، نتيجة تحالفات سياسية جديدة لا تصب في خط الرياض الاستراتيجي".

جعجع

واعتبر جعجع أن "العلاقة مع السعودية ودول الخليج مهمة جدا، ولكن الأهم يمكن أن تكون دول الخليج راضية أو غير راضية عن البيان الوزاري، والفرق كبير بين ما جرى في الحكومة وبين الواقع".

وأضاف جعجع، في مؤتمر صحافي أمس، أن "بيان مجلس الوزراء أمس هو شعر بشعر، فالأزمة في مكان والبيان في مكان آخر، ويجب وضع الإصبع على الجرح وليس في أماكن أخرى"، معتبرا أن "المشكلة لا تحل ببيان وزاري، والوضع الداخلي من سيئ الى أسوأ، ولاسيما أن هناك من يصادر قرار الدولة"، متسائلا: "فكيف لنا أن نطبق سياسة النأي بالنفس وحزب الله ينفذ أجندة استراتيجية ويقاتل في سورية؟"

وأضاف: "من الأفضل للحكومة أن تستقيل على أن تعمد الى اتخاذ هكذا مواقف، ولكن في البداية كان يجدر بها طرح المشكلة كما هي ومحاولة معالجتها، لا يجب العيش بالتمنيات والخوف وإخفاء المشكلة".

الحريري

في موازاة ذلك، شهدت سفارة السعودية في بيروت جملة زيارات تضمانية معها، وزار وفد من تيار "المستقبل" برئاسة أمينه العام أحمد الحريري السفارة، حيث التقى السفير علي عسيري.

وشدد الحريري بعد اللقاء على أنه "واجب علينا أن نقف وقفة امتنان واعتزاز للسعودية"، داعيا إلى "الأخذ في عين الاعتبار استقرار البلد قبل اتخاذ أي موقف والسعودية تريد الأمن والاستقرار في لبنان".

كما أكد عسيري أن "الجهات التي تسعى الى عرقلة العلاقات بين البلدين لا تعبر عن رأي اللبنانيين، ولا عن لبنان"، مشددا على أن "المملكة تحرص على أمن لبنان واستقراره".

وأشار إلى ان "التحرك العفوي من خلال الزيارات الرسمية والروحية يعبر عن محبة اللبنانيين للسعودية، وصونهم لعمق العلاقات بين البلدين"، لافتا الى أن «لبنان أقوى من كل ما يحاك ضده". ورأى عسيري أن "هناك شريحة تؤذي لبنان، وعليه أن يفكر أكثر بما يجري داخله".

ريفي

إلى ذلك، قال الوزير المستقيل أشرف ريفي من مقر السفارة السعودية أمس: "أوجه اعتذارا كبيرا الى المملكة العربية السعودية على خطأ وزير خارجيتنا"، لافتا الى أن "الأمور أصبحت في مكان غير مقبول، ونعتذر عما قام به بعض المرتهنين منا".

وأسف لأنه "أمس مرت 7 ساعات على طاولة مجلس الوزراء من أجل سبعة أسطر"، معتبرا أن "الخلاف في لبنان لم يعد ينحصر على اليوميات، بل على البديهيات، وأنا قدمت استقالتي رفضاً للواقع الذي وصلت إليه الحكومة". وقال: "أنا حريري الانتماء السياسي، ولا خلاف مع تيار المستقبل".

وكشف ريفي أنه "كان من المفترض أن يستقيل معي الوزير المشنوق تنفيذا لاتفاق الرياض، لكنه لم يلتزم ولم أعرف الأسباب".

من جهته، رد المشنوق على تصريح ريفي عبر "تويتر" أمس قائلا: "طرحت باجتماع الرياض الاستقالة من الحكومة والخروج من الحوار، بحضور الصديق اللواء ريفي والنائب أحمد فتفت والرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة".

وأضاف: "كانت توجيهات الحريري ألا نقوم بأي خطوة تحرج رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، ولاحقا طلب الحريري تأجيل هذه الخطوات". وختم: "التزامي هو بعدم الانفصال عن قيادة التيار السياسي الذي أمثله بالحكومة، وأترك للرئيس الحريري خيار نشر وقائع الاجتماع، باعتبار أننا كنا في منزله".

الرياض وأبوظبي تصعّدان ضد بيروت وتقيدان السفر

بعد بيان "الحد الأدنى"، الذي صدر أمس الأول عن الحكومة اللبنانية الائتلافية برئاسة تمام سلام، والتي تضم خصوصا تيار "المستقبل" و"حزب الله"، فيما خص التوتر مع الرياض، صعدت السعودية والامارات أمس من مواقفهما، في خطوة ستنعكس على الوضع السياسي الداخلي، حيث ظن البعض أن التوتر الداخلي قد ينحسر، بعد تمكن الحكومة من المحافظة على نفسها.    

في هذا السياق، دعت وزارة الخارجية السعودية مواطنيها إلى "عدم السفر إلى لبنان حرصا على سلامتهم". وطلب مصدر مسؤول بالوزارة، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية "واس"، أمس، من "المواطنين المقيمين أو الزائرين إلى لبنان المغادرة، وعدم البقاء هناك إلا للضرورة القصوى مع توخي الحيطة والحذر، والاتصال بسفارة المملكة في بيروت لتقديم التسهيلات والرعاية اللازمة".

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية أمس انها رفعت حالة التحذير من السفر الى لبنان الى منع السفر إليه، اعتبارا من أمس، كما قررت الوزارة تخفيض أفراد بعثتها الدبلوماسية في بيروت الى حدها الأدنى. وقالت إنها تقوم بـ"التنسيق مع الجهات المعنية لوضع هذا القرار موضع التنفيذ الفوري".

وكيل خامنئي: ندافع عن عروبة لبنان

قال الوكيل الشرعي العام للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في لبنان، الشيخ محمد يزبك، أمس، "نحن الذين ندافع عن لبنان وعن عروبة لبنان".

وفي إشارة الى رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، سأل يزبك: "من جعل البلد بهذه الأزمة الاقتصادية؟ من كان حاكم البلد ومن جاء إلى البلد وكان عليه مليار أو ملياران وخرج بستين وسبعين مليار دولار دينا؟ نحن لسنا بحاجة إلى تزكية من هؤلاء أو إلى أن نثبت أننا عرب بشهادتهم".

طهران تدخل على الخط: مستعدون لتقديم مساعدات

`دخلت طهران على خط التوتر الذي يعيشه لبنان بعد قرار المملكة العربية السعودية وقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، إذ أعلنت استعدادها لتوفير المساعدات العسكرية للجانب اللبناني في حال طلبت الحكومة في بيروت ذلك.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، حسين أنصاري، خلال مؤتمر صحافي في طهران أمس الأول إن "السعودية أعلنت أنها سترسل أسلحة إلى لبنان كمساعدة بقيمة 3 مليارات دولار، إلا أنها عدلت عن موقفها، وأكدت أنها لن تقدم هذه المساعدات، في حين أن إيران أعلنت دعمها للحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، وإذا تسلمت طلبا من بيروت فإنها ستدرس الطلب".

إشكال بين «حزب الله» و«أمل» في «اللبنانية»

وقع إشكال بين طلاب من "حزب الله" و"حركة أمل" في مجمع الحدث في الجامعة اللبنانية، ما أدى الى إصابة شخص بجروح، ثم توقفت الدروس في بعض الصفوف.

ووفق المصادر، فإن الطالب تعرض للضرب في حرم كلية العلوم، وذلك بعد نشوب إشكال بين عدد من الطلاب بسبب انتخابات مجلس الفرع. وعلى الفور، تدخلت قوة من الجيش واستقدمت حوالي 5 آليات لإعادة الهدوء إلى الجامعة.

back to top