على عكس توقعات استطلاعات الرأي، تلقى الملياردير المثير للجدل دونالد ترامب صفعة قوية، بخسارته في أول اقتراع حزبي تمهيدي للحزب الجمهوري في ولاية إيوا، أمس الأول، مقابل تيد كروز نجم المحافظين اللامع.

Ad

وفي الجهة الأخرى، أحرزت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تقدماً طفيفاً جداً على منافسها الاشتراكي بيرني ساندز.

تعرض المرشح الجمهوري الملياردير دونالد ترامب لنكسة كبرى، بعدما حلَّ ثانيا في نتائج الانتخابات التمهيدية التي جرت أمس الأول في ولاية أيوا، فيما أعلنت حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون فوزها بفارق طفيف على منافسها بيرني ساندرز.

والفائز الأكبر في هذه الانتخابات هو سيناتور ولاية تكساس تيد كروز، الذي نال 27.7 في المئة من الأصوات، حيث حصل على 51.649، متقدما على دونالد ترامب (24.3 في المئة)، الذي حصل على 45.416.

وحلَّ سيناتور فلوريدا، ماركو روبيو، ثالثا، متجاوزا كل التوقعات، ونال 23.1 في المئة من الأصوات، حيث حصل على 43.132 صوتا، وهي نتيجة قريبة جدا من ترامب، في حين جاء جيب بوش خامسا، بحصوله على 2.8 في المئة من الأصوات، بحصوله على 5.235.

ولدى الديمقراطيين، أعلن فريق حملة هيلاري كلينتون، أن المرشحة الديمقراطية فازت في انتخابات أيوا، متقدمة على منافسها بيرني ساندرز قبل إعلان النتائج النهائية للانتخابات التمهيدية، التي اعتبرت الأكثر تنافسية في تاريخ الولاية.

مشاركة كثيفة

وشارك الناخبون الجمهوريون والديمقراطيون في هذه الولاية الريفية الصغيرة، وسط الغرب الأميركي بكثافة في هذه الانتخابات لاختيار مرشح حزبهم لخلافة الرئيس باراك أوباما في 8 نوفمبر المقبل.

وتوافد سكان أيوا إلى مكاتب الاقتراع التي أقيمت في مدارس أو مكتبات عامة أو قاعات رياضية، وأطلقوا بذلك رسميا عملية اختيار كل حزب مرشحه لخوض السباق الرئاسي، التي تختتم بيوم الانتخابات في نوفمبر.

وتعد هذه المرحلة الأولى من الانتخابات رمزية إلى حد ما، لأن عدد المندوبين في هذه الولاية ضئيل جدا، أي 1 في المئة فقط من إجمالي العدد المشارك في مؤتمر تنصيب مرشح كل حزب. لكنها المرة الأولى التي خضع فيها دونالد ترامب لحكم صناديق الاقتراع، لمعرفة ما إذا كانت نسب التأييد الاستثنائية التي نالها في استطلاعات الرأي ستتبلور إلى واقع.

وينتخب الجمهوريون في اجتماعات الناخبين ذات الصيغة الفريدة في اقتراع سري، فيما يشكل الديمقراطيون مجموعات وفق المرشح لتوزيع المندوبين.

كلينتون

أما في معسكر الديمقراطيين، فقد أعلنت الحملة الانتخابية لكلينتون فوزها في الانتخابات.

وقال مدير حملتها في أيوا، مات بول، في بيان: "لقد فازت هيلاري كلينتون في المجالس الناخبة في أيوا. وبعد تحليل معمق للنتائج، ليس هناك من شك أن وزيرة الخارجية السابقة فازت بوضوح بمعظم أصوات المندوبين على المستوى الوطني وعلى مستوى الولاية".

وأضاف: "إحصائيا، ليست هناك معلومات استثنائية يمكن أن تعدل النتائج، وليس هناك أي احتمال أن يتمكن السيناتور ساندرز من قلب الوضع لمصلحته". وصدَّق الحزب الديمقراطي على هذه النتائج.

وقال رئيس الحزب اندي ماغواير، إن وزيرة الخارجية السابقة نالت ما يعادل 699.57 "مندوبا"، بموجب نظام التعيين المعقد جدا لدى الديمقراطيين، مقابل 695.49 لسيناتور فيرمونت.

وأضاف أن النتائج "تعد الأكثر تقاربا في تاريخ المجالس الناخبة في ولاية أيوا".

وفي خطاب بلهجة تصالحية، أكدت كلينتون، فيما وقف زوجها الرئيس السابق بيل إلى جانبها، أن الحزب الديمقراطي يمثل أفضل الخيارات لأميركا، مقارنة بمرشحين جمهوريين يسعون إلى ذر الخلاف.

كروز

من جهته، قال كروز، المنبثق من حزب الشاي والمكروه من الكونغرس، بسبب عرقلاته المستمرة لما يسميه "كارتل واشنطن"، "الليلة تسجل نصر المحافظين الشجعان في أيوا ومختلف أنحاء البلاد"، معتبرا أن النتيجة التي أحرزها إثبات على أن الرئيس الأميركي المقبل لن ينتخب باختيار "وسائل الاعلام أو نخب واشنطن أو كتل الضغط".

ترامب

أما بالنسبة لترامب، الذي جاء خطابه مناهضا للمهاجرين والمسلمين والخارج عن أصول اللياقات السياسية، وأحرز تقدما كبيرا في الاستطلاعات، فتبدو المعادلة اكثر تعقيدا.

وكان ترامب يفاخر حتى نهاية الأسبوع الماضي باستطلاعات الرأي، التي اعطته تقدما كبيرا على منافسيه في هذه الولاية.

وقال في خطاب اتسم بنبرة رصينة لم يعهدها مساء أمس الأول "غداً سنكون في نيوهامشير، وسنقاتل في سبيل الترشيح الجمهوري"، مضيفا: أشعر بالفخر. وتقدم بالتهنئة لكروز.

وقال الخبير السياسي ديفيد ريدلوسك من جامعة روتغيرز، إن "العبرة لدونالد ترامب، هي أنه يجب أن يعرف كيفية عدم المبالغة في التوقعات". وأضاف: "لقد ركز حملته على أساس أنه فائز وحين خسر أصبح أقل مصداقية".

روبيو

أما ماركو روبيو، الذي عزز فجأة مكانته بين المرشحين البارزين، فتقوم استراتيجيته على تقديم نفسه على أنه المرشح الوحيد القادر على جمع تياري المحافظين والوسط في الحزب الجمهوري.

وقال روبيو (44 عاما): "حين أصبح مرشح الجمهوريين، سنوحد هذا الحزب، وسنوحد الحركة المحافظة".

نيوهامشير

وغادر المرشحون الديمقراطييون والجمهوريون اعتبارا من مساء أمس الأول أيوا إلى شمال شرق البلاد، ولاية نيوهامشير، حيث يصوت الناخبون في الانتخابات التمهيدية في 9 فبراير.

وتعد نيوهامشير ولاية مؤاتية عموما لحملة سيناتور ولاية فيرمونت المجاورة ساندرز.

لكن بقية الانتخابات التمهيدية تبدو مؤاتية أكثر لكلينتون، بحيث إن 11 ولاية ستصوت في 1 مارس لتوزيع 21 في المئة من المندوبين الديمقراطيين لمؤتمر تنصيب مرشح الحزب. والكثير من هذه الولايات تقع في الجنوب، حيث هناك قاعدة ناخبة كبرى من السود، وهي الشريحة التي تصوت عادة لكلينتون.

المغردون لترامب: لا أحد يتذكر الثاني

سخر العديد من المغردين والمتابعين للانتخابات الأميركية من المرشح الجمهوري المحتمل الملياردير دونالد ترامب، بسبب حلوله في المرتبة الثانية.

وكان ترامب نشر على حسابه في "تويتر" أكثر من مرة في الشهور القليلة الماضية تغريدة عبارة عن اقتباس للاعب الغولف الشهير والتر هاغن، التي تقول إن "لا أحد يتذكر من يحل ثانياً". وقام المغردون بإعادة نشر تغريدات ترامب عن هذا الاقتباس مع تعليقات ساخرة.

5 أرقام من الاقتراع

• 44% حصة تيد كروز من الناخبين المحافظين.

• 28% حصة دونالد ترامب من الناخبين الجمهوريين غير الجامعيين.

• 35% من الناخبين الجمهوريين حسموا أمرهم بالمشاركة قبل أيام قليلة.

• 84% حصة بيرني ساندرز من الناخبين الديمقراطيين تحت سن الـ 30.

• 44% نسبة الديمقراطين الذين صوتوا.