في ختام اجتماع ماراثوني في الرياض، سمّت المعارضة السورية، أمس، وفدها إلى «جنيف 3»، وعينت على رأسه العميد طيار أسعد الزعبي والمعارض اليساري البارز جورج صبرا نائباً والمسؤول السياسي في «جيش الإسلام» محمد علوش كبيراً للمفاوضين.

Ad

شكلت هيئة المفاوضات العليا لقوى الثورة والمعارضة السورية، أمس، وفدها لمفاوضات "جنيف 3" المرتقب انطلاقها مع النظام السوري يوم الاثنين المقبل.

والوفد برئاسة العميد الطيار أسعد الزعبي، الذي كان يقود جناح القوى الجوية في الأكاديمية العسكرية في دمشق قبل انشقاقه وانضمامه إلى "الجيش الحر" في يوليو 2012، ونائبه اليساري المسيحي جورج صبرا رئيس "المجلس الوطني السوري" المعارض، وكبير المفاوضين محمد علوش المسؤول السياسي في "جيش الإسلام".

ووجه رئيس هيئة المعارضة رياض حجاب تحذيراً من أن الوفد لن يشارك في المفاوضات إذا دعي وفد "طرف ثالث" للانضمام إليها، في إشارة واضحة إلى محاولة روسيا إشراك جماعات أخرى.

واتهم حجاب، في مؤتمر صحافي في العاصمة السعودية، موسكو بعرقلة سير المفاوضات، مشدداً على أن المعارضة لا يمكن أن تتفاوض في حين يموت السوريون نتيجة الحصار والقصف.

وبينما أكد مصدر في الهيئة، المنبثقة عن اجتماع أطياف مختلفة سياسية وعسكرية من المعارضة السورية في الرياض الشهر الماضي، أن "الوفد مؤلف من 15 شخصاً وهو جاهز للمشاركة في حال اتخاذ قرار المشاركة وفق المستجدات التي لا تتعارض مع أساسيات لا حياد عنها"، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، إن "وفد النظام جاهز للمفاوضات دون مشاركة مطلوبين إرهابيين".

وأفاد مصدر سياسي في الوزارة بأن "فيصل المقداد نائب وزير الخارجية هو الذي سيترأس وفد دمشق".

كيري ولافروف

وقبيل لقائه، أمس، في زيورخ نظيره الأميركي جون كيري، طمأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن المحادثات المقررة يوم 25 يناير الجاري بشأن الأزمة السورية، قد تجري كما هو مقرر.

وغداة إقرار الخارجية الأميركية بأنه "لا يزال هناك الكثير من العمل" أمام مفاوضات "جنيف 3" وأن "الوقت يداهم إطلاقها في الموعد المحدد"، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس، وجود "خلافات كبيرة" بين موسكو وواشنطن بشأن وضع قائمتين بالمعارضة المعتدلة والمنظمات الإرهابية في سورية، مشيراً إلى أن الجانبين يبذلان جهوداً كبيرة للبحث عن حلول وسط.

قاعدة الرميلان

وعلى الأرض، بدأت القوات الأميركية استخدام قاعدة الرميلان الجوية بريف الحسكة، بحسب ناشطين أفادوا، أمس، بأنهم سجلوا هبوط طائرتين هليكوبتر في المطار المعروف بـ"أبو حجر" ويخضع لسيطرة الإدارة الذاتية لأكراد سورية.

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن مطار رميلان بات شبه جاهز لاستخدامه من قبل القوات الأميركية، التي عملت على توسيع مدرجه خلال الأسابيع الماضية.

وبحسب مصادر ميدانية، من المنتظر أن يكون المطار نقطة انطلاق للطائرات الأميركية التي تقصف "داعش"، وأن يكون مقراً للمستشارين الأميركيين الذين دخلوا الأراضي السورية قبل أسابيع.

ويقع "أبو حجر" في جنوب شرقي مدينة الرميلان النفطية، التي تضم أكبر حقل نفطي في سورية وتديره وحدات حماية الشعب الكردية، وتصدر إنتاجه عبر كردستان العراق، وهو مطار زراعي صغير ومتوقف عن العمل منذ عام 2010.

مطار القامشلي

في المقابل، أكد المرصد، أمس، توافد ضباط ومهندسين روس إلى مطار القامشلي، خلال الأيام الفائتة، من أجل دراسة وضع المطار وتحصينه وتوسيعه، لاستخدام الطائرات الحربية الروسية وطائرات الشحن الروسية.

وفي وقت سابق، أعلنت لجان التنسيق المحلية وصول "100 جندي روسي بينهم 10 ضباط برتب مختلفة فجر الاثنين إلى مطار القامشلي على متن طائرة عسكرية سورية لينتقلوا بعدها وسط حراسة وحماية مشتركة من الوحدات الكردية وعناصر الأمن العسكري التابع لنظام الأسد إلى الفوج 154 التابع لجيش النظام".

وأوضحت اللجان أن "القاعدة العسكرية تلك تقع شرقي المطار جنوب مدينة القامشلي قرب قرية طرطب السريانية، وأن مهمة الفوج حماية المطار، ويحتوي رادارات ومضادات طيران إضافة إلى بطاريات مدفعية".

الروس و«داعش»

وفي حين أكدت لجان التنسيق استهداف مطار حميميم العسكري، الذي تتخذه القوات الروسية منطلقاً لعملياتها في اللاذقية ومقتل وإصابة عدد من الجنود الروس، أعادت السلطات السورية تشغيل ميناءي اللاذقية وطرطوس أمام حركة الملاحة البحرية، وذلك بعد انحسار العاصفة الجوية، التي ضربت البلاد على مدى يومين.

وفي دير الزور، أفاد المرصد عن سيطرة "داعش"، رغم القصف الروسي الذي فشل في وقف تقدمه حتى الآن، على تلة الحجيف الاستراتيجية في أطراف بلدة عياش وقتل أكثر من 11 عنصراً من قوات النظام أحدهم تم تعليق جثته في المنطقة وآخر تم فصل رأسه عن جسده، قبل أن يستولي على كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر.

قتلى واتفاق

وفي تطور لافت، وثق المرصد مقتل 1015 مدنياً في آلاف الغارات الروسية منذ بدء تدخلها العسكري في نهاية سبتمبر، مبيناً أنهم 238 طفلاً دون سن الـ18، و137 مواطنة فوق سن الثامنة عشرة، و640 رجلاً وفتى.

وأوضح المرصد أن الغارات قتلت أيضاً 893 عنصراً من "داعش" و1141 من الفصائل المعارضة للنظام و"جبهة النصرة".

وفي اللاذقية، أفاد المرصد بأن فصائل المعارضة واصلت تقدمها في جبل الأكراد وسيطرتها على عدد من النقاط في محاور وادي الشيحان والغنيمية والحور وبيت ميرو بالريف الشمالي، وسط معلومات عن تمكن "جبهة النصرة" من أسر عدد من قوات النظام وقتل عدد آخر منهم، مبيناً أن ذلك يأتي إثر هجوم تنفذه المعارضة منذ فجر أمس.

ووسط تكتم شديد من الأمم المتحدة والنظام، بدأ أمس تنفيذ اتفاق لنقل مئات المقاتلين في"داعش" وعوائلهم، من حي القدم وجنوب العاصمة دمشق إلى محافظة الرقة والشمال السوري عقب خروج قيادات التنظيم على دفعات خلال الأيام الفائتة.

«داعش» يرعب «الدير» ويقر بمقتل «جون» ويطلق 170

أثار تضييق "داعش" الحصار على المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في دير الزور، رعباً وذعراً بين السكان البالغ عددهم نحو مئتي ألف، والذين يخشون الأسوأ بعد مقتل العشرات في الهجوم الأخير وخطف نحو 400 مدني، قبل أن يعود ويفرج عن 170 منهم أمس، وفق المرصد، الذي أوضح أنهم أطفال دون سن الـ14 ورجال فوق سن الـ55 ونساء.

وشن التنظيم هجوما واسعا السبت تمكن خلاله من السيطرة على ضاحية البغيلية المعروفة بإنتاجها الزراعي، ما ساعده على تشديد الحصار على الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام في وسط المدينة وغربها وجنوب غربها.

وقال عطية، أحد سكان دير الزور، لوكالة "فرانس برس" عبر الهاتف، "الوضع صعب جدا ويزداد صعوبة. حتى أن المواد التموينية والخضار نادرة. وهناك مشكلة في تأمين مادة الخبز"، مضيفا أن الناس "خائفون نظرا لاتهام داعش لهم بانتمائهم الى الدولة، وسقوط المدينة قد يؤدي الى وقوع مجزرة".

ووفق المرصد، فإن التنظيم "أبقى على نحو 130 رجلا وفتى تتراوح أعمارهم بين 15 و55 عاماً"، مشيرا الى انه سيعمد إلى التحقيق مع هؤلاء في شأن علاقتهم بالنظام السوري، في حين قرر توزيع المفرج عنهم على عشائر دير الزور دون العودة إلى المدينة.

في غضون ذلك، أقرّ "داعش" بمقتل جلاده البريطاني محمد إموازي، المعروف باسم "الجهادي جون" في ضربة جوية أميركية استهدفت معقله في الرقة، وفق ما ذكرته مجلة التنظيم "دابق" أمس الأول.

وأوضحت "دابق" أن إموازي، الذي ظهر في شرائط فيديو عدة تتضمن مشاهد قطع رؤوس غربيين وبات رمزاً لهمجية التنظيم، قتل في 12 نوفمبر، "عندما استهدفت السيارة التي كان على متنها بضربة جوية من طائرة من دون طيار في مدينة الرقة، حيث دمرت السيارة وقتل على الفور"، واصفة إياه بـ"الشهيد" وبـ"الأخ المشرف".