تقع أوروبا وأزماتها الخميس في صلب أعمال اليوم الثاني من منتدى دافوس الاقتصادي مع حضور رئيسي الوزراء البريطاني والفرنسي إلى المنتجع السويسري ومناقشات تنتظر بترقب كبير بين رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس ووزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله.

Ad

ويعتزم رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قبل الظهر توجيه «رسالة تيقظ» بشأن أوروبا، بحسب ما أفادت أوساطه.

وسيتناول فالس وفق المصادر ثلاثة مواضيع هي الإرهاب ومستقبل المشروع الأوروبي وموضوع ثالث اعتيادي هو الإصلاحات في فرنسا وقدرة هذا البلد على اجتذاب الأعمال.

وقال أحد مستشاري رئيس الوزراء إنه «ازاء خطورة التحديات الأوروبية وحجمها، ومع ترقب سنة جميع المخاطر في 2016 (من أزمة المهاجرين ومخاطر الإرهاب وتعثر المشروع الأوروبي) لا بد بالطبع أن تكون الردود والوسائل على المستوى المطلوب».

وتابع المستشار «يجب أيضاً أن تعتاد أوروبا بطريقة ما العيش في ما يشبه حال الطوارئ، ليس بمعنى حال الطوارئ التي أعلنت في فرنسا بعد الاعتداءات، ولكن من أجل تقديم ردود سريعة تكون على مستوى الأزمات التي تلم بها».

كما يلقي فالس كلمة خلال طاولة مستديرة حول أوروبا يشارك فيها أيضاً تسيبراس وشويبله، بعدما أدى تصلب وزير المالية الألماني في مواقفه إلى تأجيج أزمة الديون اليونانية.

ووافقت أثينا مؤخراً على مشاركة صندوق النقد الدولي في خطة المساعدة الجديدة لليونان، متخلية عن مقاومتها لدعاة خط التقشف وفي طليعتهم ألمانيا.

وقبلت اثينا في يوليو بخطة مساعدة دولية ثالثة لخمس سنوات بقيمة 86 مليار يورو، وتعهدت في المقابل بانجاز عدد من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، غير أن بعض هذه الإصلاحات يواجه صعوبات ولا سيما إصلاح نظام التقاعد الذي أثار اضراباً في اليونان.

والتقى تسيبراس الأربعاء المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية بيار موسكوفيسي لبحث مشروع إصلاح النظام التقاعدي الذي قدمته اثينا.

خروج

ومن المحتمل أن يتحدث رئيس الوزراء البريطاني المحافظ ديفيد كاميرون عن احتمال خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي.

وكان رئيس مجلس أوروبا دونالد توسك أقر الثلاثاء أمام البرلمان الأوروبي بأنه «من المستحيل أكثر من أي وقت مضى» التكهن بنتيجة الاستفتاء المقرر حول هذه المسألة، وسيسعى تاسك في فبراير لانتزاع اتفاق من رؤساء الدول والحكومات حول الإصلاحات التي تطالب بها لندن من أجل البقاء في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف «الوقت ينفد، لذلك سوف أعمل جاهداً من أجل التوصل إلى اتفاق في فبراير، لن يكون الأمر سهلاً، لكنه ما زال ممكناً».

وقدّم كاميرون مطالب في أربعة مجالات ينتظر رداً عليها قبل موعد الاستفتاء حول مصير بلاده في الاتحاد الأوروبي، الذي قد يُنظّم اعتباراً من الصيف المقبل.

والنقطة الأكثر إشكالية في هذه الطلبات تتناول المساعدات الاجتماعية للمهاجرين المتحدرين من الاتحاد الأوروبي، حيث يدعو كاميرون إلى لزوم مهلة من أربعة أشهر قبل الشروع في تقديم أي مساعدات.

وإن كان الملف يحرز تقدماً إلا أن توسك حذّر «لن نساوم على القيم الجوهرية مثل عدم التمييز وحرية التنقل».

وأطلق أعضاء في حزب العمل، أكبر أحزاب المعارضة البريطانية، الأربعاء حملة ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خلافاً لخط حزبهم.

والاستفتاء الذي تعهد كاميرون بتنظيمه بحلول نهاية 2017 قد يجري هذه السنة، ولا سيما في حال التوصل إلى اتفاق خلال قمة 18 و19 فبراير في بروكسل حول المفاوضات الجارية بين الاتحاد الأوروبي ولندن.

وقال كاميرون الذي يقود المفاوضات إنه سيخوض حملة من أجل بقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي بشرط الحصول على سلسلة من الإصلاحات للأنظمة الأوروبية.