بعد غياب عن الدراما التلفزيونية، تعود الفنانة الكبيرة فردوس عبد الحميد من خلال مسلسل «الأسطورة»، لينضم إلى أعمالها الناجحة والخالدة في ذاكرة الفن والجمهور، وتاريخها الفني الطويل.

Ad

حول أحدث أعمالها، ومصير المسرحية التي كانت تنوي المشاركة فيها وقضايا فنية كان الحوار التالي معها:

ما سبب الغياب خلال السنوات الأخيرة؟

ليس غياباً، لكن لم يُعرض عليَّ عمل جيد يناسب تاريخي الفني ويضيف إلي، فضلاً عن أنني لست مضطرة إلى الموافقة على عمل لا يرضيني، وأرى أن البقاء في المنزل أفضل من المشاركة في عمل متواضع.

أخبرينا عن «الأسطورة».

المسلسل من تأليف محمد عبد المعطي، إخراج محمد سامي، يشارك في البطولة: محمد رمضان، هشام عبد الحميد، نسرين أمين، روجينا، هادي الجيار، ومجموعة من النجوم. من المقرر عرضه في رمضان 2016.

ما أبرز محاوره؟

يندرج ضمن الأعمال الاجتماعية، ويناقش مشاكل الأسرة والحارة المصرية، من خلال شاب يتخرج في كلية الحقوق ويسعى إلى دخول النيابة العامة، ولكنه يواجه بالرفض بسبب طبقته الاجتماعية، فيقرر العمل في المحاماة، ويتلاعب بالقانون ليصبح أسطورة، ثم يقع في حب فتاة من طبقة اجتماعية أعلى منه ولا يستطيع الارتباط بها، ما يزيد أزمته النفسية.

ودورك فيه؟

 أؤدي دور أم تهتم بمشاكل أولادها من بينهم البطل محمد رمضان، ومشاكل زوجاتهم وأبنائهم.

ما الذي جذبك للمشاركة فيه؟

العمل جيد جداً، ويشكل عودة للأعمال الاجتماعية التي اختفت منذ فترة طويلة، دوري جيد، فريق العمل متميز، لا سيما المخرج محمد سامي الذي عقد جلسات عمل مع كل ممثل لوضع تصوّر وتحديد تفاصيل الشخصية، وهو أمر لا يفعله مخرجون كثر.

ما رأيك في الهجوم الذي تعرض له محمد رمضان؟

محمد ممثل جيد وذكي ومتواضع، قد يكون أخطأ في بداية مشواره، وقدّم أعمالا سيئة، لكنه في النهاية ممثل جيد، أدى دوره كما يجب، ويختار أدواره بعناية لأنه أحد أهم النجوم الحاليين، شئنا أم أبينا، وعليه أن يراعي أن جمهوراً من الشباب يتأثر بما يقدمه.

أعمال ومقاييس

ماذا عن شروطك في ترتيب اسمك على الشارة؟

تحدثت مع القيمين على المسلسل حول ترتيب اسمي على الشارة، فلا بد من أن يكون لتاريخي ومشواري الفني اعتبار، إلى جانب مقاييس السوق والإعلانات، وبالفعل تفهمت الشركة شروطي وجار حل هذا الموقف.

ما سبب غياب الأعمال الاجتماعية؟

البحث عن نسبة المشاهدة وعائد الإعلانات دفعا المنتجين إلى اختيار موضوعات تحقق هذا النجاح التجاري، وعُرضت قضايا في التلفزيون كانت تُقدم في السينما فحسب. مع نجاح أول عمل من هذا النوع، سار الجميع في الاتجاه نفسه، وأصبح الأمر كأنه ظاهرة لنوع مُحدد من الدراما.

إلى أي مدى أفسدت الإعلانات قيمة الدراما؟

باتت الإعلانات المحرك الرئيس للدراما، بداية من اختيار صاحب الإعلانات الفنان من دون الاهتمام بموهبة أو تاريخ، فتحوّل نجوم آخرون إما إلى الصف الثاني أو ابتعدوا عن الساحة، لأنهم غير جاذبين للإعلانات رغم موهبتهم وتاريخهم. كذلك باتت وكالات الإعلانات والقنوات الفضائية تحدد الموضوعات التي يجب تقديمها، لأنها ناجحة، وتحقق مشاهدة عالية، فاختفت الأعمال التي تتمتع بقيمة فنية وأخلاقية عالية أمام طوفان الإعلانات.

لماذا لم تحقق المسلسلات الطويلة نجاحاً يُذكر؟

ظهرت هذه الأعمال في أميركا وأوروبا لأجل الإعلانات في المقام الأول ولتشاهدها ربة المنزل في الصباح، وهي تعتمد على الإيقاع البطيء، لكنها قدمت عندنا كنوع من التقليد وملء ساعات البث من دون الاهتمام بالنص والمحتوى.

ما سبب فشل الأعمال التي تنتجها الدولة؟

عندما كان الفن أحد أولويات الدولة، شاهدنا إنتاجاً جيداً وناجحاً، ولكن بعدما تخلت الدولة عن دورها في الفن والثقافة، ولم تُخطط لهما ولم تُخصص موازنة جيدة، ولم تختر من يصلح لإدارة المنظومة، سيطر القطاع الخاص الذي يبحث عن الربح من دون أي اعتبار آخر، فاختفت الأعمال الدينية والتاريخية التي لا يُقبل عليها المنتج الخاص، رغم أن تجديد الخطاب الديني ومحاربة الإرهاب يستلزمان أعمالا دينية جيدة، وهذا دور الدولة في المقام الأول.

ما رأيك في تقديم جزء سادس من «ليالي الحلمية»؟

قرار غريب ومخاطرة، لأن العمل حقق نجاحاً، ومن الصعب الوصول إلى النجاح نفسه مجدداً، فضلا عن أنه حمل بصمة أسامة أنور عكاشة، ويستحيل على أي مؤلف دخول هذه المنطقة، بالإضافة إلى أن الشخصيات في معظمها تقدمت في السن وبات ظهورها غير منطقي.

مع ذلك، علينا الانتظار لمشاهدة العمل حتى يكون الحكم عليه منطقياً.

ماذا عن العمل المسرحي الذي تشاركين فيه؟

المشروع توقف، كما قلت، لأن الدولة لا تهتم بالفن والثقافة عموماً. لا توجد جدية ولا رؤية لدى من يديرون المسرح والثقافة، و90 % من موازنة هيئة المسرح عبارة عن أجور ومكافآت للعاملين، وما تبقى لا يكفي لإنتاج أعمال فنية ذات قيمة.

 لذلك كل من تربوا في المسرح مستعدون لتقديم أعمال مسرحية جيدة، إنما لا تتوافر إمكانات ولا إرادة جادة من القيّمين على المسرح.