توقع مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير أحمد القويسني أن تلعب زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لمصر دوراً كبيراً في تخفيف حدة الضغوط الأوروبية المفروضة على القاهرة بشأن قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني. وأشاد القويسني، في حوار مع «الجريدة»، برفض وزير الخارجية المصري سامح شكري مصافحة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال القمة الإسلامية، وفيما يلي نص الحوار:
• ما مدى أهمية زيارة الرئيس الفرنسي لمصر في هذا التوقيت؟- زيارة هولاند لمصر تمثل أهمية بالغة، لاسيما أن فرنسا من الدول المحورية التي لعبت دورا بارزا في دعم النظام المصري، عقب ثورة 30 يونيو، كما أن هذه الزيارة ستدعم الشراكة بين البلدين، خاصة في المجال العسكري، حيث من المتوقع أن يتم توقيع اتفاقيات عسكرية جديدة بعد الصفقات الأخيرة، خاصة صفقة طائرات الرافال.إضافة إلى أهمية التنسيق مع الجانب الفرنسي بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث تستطيع فرنسا بما لها من ثقل دولي توفير الدعم اللازم لمصر في حال أرادت التدخل عسكريا في ليبيا لوقف زحف التنظيمات الإرهابية إلى الحدود المصرية، مثل «داعش».كما أن العلاقات مع مصر تمثل هدفا استراتيجيا بالنسبة لفرنسا التي تعلم جيدا أن الاستقرار في مصر يعني الاستقرار في دول الشمال الإفريقي، واقتصاديا ستلعب الزيارة دورا مهما في جذب الاستثمارات الأوروبية لمصر، فضلا عن البعد الثقافي المهم في العلاقات بين البلدين، حيث إن مصر عضو في المنظمة الفرانكفونية التي تضم الدول المتحدثة باللغة الفرنسية.• هل يمكن أن تلعب الزيارة دورا في تخفيف الضغوط على مصر بسبب أزمة مقتل الباحث الإيطالي ريجيني؟- بالتأكيد هذه الزيارة تأتي في توقيت مهم جدا، حيث إن وجود شخصية بحجم الرئيس الفرنسي في مصر سيلعب دورا مؤثرا في تخفيف الضغوط الأوروبية المفروضة على مصر عقب أزمة مقتل الباحث الإيطالي ريجيني، وكذلك تخفيف حدة الانتقادات الأوروبية الموجهة لمصر بشأن ملف حقوق الإنسان.• ما تقييمك لحجم الاتفاقيات التي تم توقيعها مع الجانب السعودي خلال زيارة الملك سلمان للقاهرة؟- الاتفاقيات التي أبرمت مع السعودية خلال زيارة الملك سلمان سيكون لها بالغ الأثر في تدعيم الاقتصاد المصري وتعافيه من الأزمة التي يمر بها حاليا، ولا شك في أن هذه الاتفاقيات سيظهر مردودها خلال الفترة المقبلة في تحسين موقف مصر وتصنيفها عالميا في المنظمات الاقتصادية الدولية، إضافة إلى البعد السياسي للزيارة، كون التحالف بين مصر والسعودية يشكل حائط صد منيعا ضد المنظمات الإرهابية.كما أنه يمثل ضربة قوية لجماعة «الإخوان» التي كانت تراهن في فترة من الفترات على حدوث توتر في العلاقات المصرية السعودية لتحقيق أهدافها في التحريض عربيا ودوليا ضد النظام المصري.• كيف ترى مشاركة مصر في القمة الإسلامية بتركيا وموقف وزير الخارجية المصري بعدم مصافحة الرئيس التركي خلال القمة؟- تسليم رئاسة القمة الإسلامية إلى تركيا كان يشكل إشكالية كبيرة على المستوى البروتوكولي، وبالتالي جاءت مشاركة مصر ممثلة في وزير خارجيتها سامح شكري، الذي أرى أن الطريقة التي تصرف بها كانت فريدة وموفقة، فقد سلم رئاسة القمة إلى تركيا بطريقة شديدة البساطة، ودون أن يدخل مصر في حرج، حيث لم يرتكب أي خطأ، وتعامل باحترافية شديدة مع الموقف، حينما أنهى كلمته سريعا، وانصرف دون أن يصافح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.• هل سيؤدي هذا الموقف إلى زيادة الفجوة بين القاهرة وأنقرة؟- مصر لا يعنيها ذلك، فهناك عدة شروط تم وضعها لتحسين العلاقات مع الجانب التركي، أبرزها الاعتراف بشرعية النظام المصري، ووقف الدعم الذي تقدمه أنقرة لجماعة الإخوان، وعدم توفير الملاذ الآمن لهم، وإذا نفذت تركيا هذه الشروط يمكن أن تعود العلاقات بين البلدين.
دوليات
القويسني: زيارة هولاند تخفف ضغوط قضية ريجيني
18-04-2016