«ياشواطي السالمية»
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
وأعرف أن معظم المجارير التي تصب في بحرنا شيدت منذ زمن كان هناك فيه بتلك الوزارة (الأشغال) مسؤول (أو مسؤولين) كبير غير قابل للمحاسبة بوطن "هذا ولدنا"، وحدثت قضايا كبيرة متفرعة عن تقاليد محسوبيات وتفصيل المناقصات على مقاس جلباب هذا "ولدنا"، ولكن "ولدنا" جبل لا تهزه الريح، فلم تقدم قضايا ضده للمحاكم وإذا حدث، خطأ وبفعل ضغط إعلامي، أن قدمت في قضايا مشابهة لفساد المجارير ضد مسؤولين آخرين، لم يكن يرافق تلك القضايا "أدلة" تثبت الإدانة، أو كانت التشريعات غير كافية، أو لألف سبب آخر، كما تروج أدبيات الاستقامة السياسية للخطاب الحكومي المعتاد، وكانت تطوى تلك القضايا، وتصبح حكايات يتم مضغها بجلسات الدواوين لا أكثر، وننتهي بشعار رسمي كبير بعنوان "إذا عندكم دليل على الفساد فباب المحاكم مفتوح"، وتوته توته خلصت الحدوته، ويبقى ولدنا "الجبل" في مكانه كي يبلع المزيد من العمولات في وطن الفاسد المناسب في المكان المناسب.ليست هي مجارير محطة مشرف أو الغزالي فقط التي تقذف ببقايا نفايات أمعاء كروش الفساد في بحرنا الذي غنى له يوماً فنانو الزمن الجميل، وإنما هي مجارير "ولدنا" وما أكثر "أولادنا" المتربعين فوق مجاري الفساد وغياب حكم القانون بطول وعرض الدولة "ببرها وبحرها"، ولا عزاء "لشواطي" السالمية حين أهدى لها بزمن قديم الفنان عثمان السيد التحية، ويا خسارة... !