«الإخوان» و«حماس» تتنصلان من دماء بركات
«الجماعة» اعتبرت الاتهامات مرسلة و«الحركة» استغربت التوقيت
بعد ساعات من اتهام وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبدالغفار جماعة "الإخوان المسلمين" وحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" بالاشتراك في تخطيط وتنفيذ عملية اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، أواخر يونيو 2015، سارع الطرفان إلى نفي صلتهما بالحادث والتنصل منه.واعتبرت "الإخوان" الاتهامات مرسلة، بينما اعتبرتها "حماس" جزءا من التدافع السياسي في مصر.
وقالت "الإخوان"، التي أدرجها القضاء المصري إرهابية أواخر ديسمبر 2013، "الداخلية بمساعدة أجهزة الإعلام دأبت على إلصاق تهم حوادث التفجير والقتل بالإخوان، لإلهاء الشعب عما يعانيه من أزمات"، وأكد مسؤول اللجنة الإدارية في "الإخوان" محمد عبدالرحمن، في بيان أمس الأول، "أكدنا مرارا رفض العنف بكل صوره، ومنهجنا الحراك الثوري السلمي".من جانبها، أعربت حركة حماس، في بيان أمس الأول، عن استهجانها من الاتهامات المصرية، ووصفها الناطق باسم الحركة سامي أبوزهري بـ"غير صحيحة، ولا تنسجم مع الجهود المبذولة لتطوير العلاقات بين حماس والقاهرة"، وأهاب بالمسؤولين المصريين تحمل مسؤولياتهم وعدم الزج باسم الفصائل الفلسطينية في الخلافات المصرية الداخلية. وقال القيادي السابق في التنظيم الدولي لجماعة "الإخوان" كمال الهلباوي، لـ"الجريدة" إن "تاريخ الإخوان طويل، وشهد عمليات اغتيال مماثلة، لكني لا أستطيع الجزم بشكل رئيسي بمدى تورطهم في دماء النائب العام السابق من عدمه"، مضيفا: "اتهامات الداخلية للجماعة جاءت بناء على معلومات وتحريات أمنية ولا يمكن التعليق عليها".ولفت الهلباوي إلى أن "الإخوان" منقسمة إلى مجموعات في الوقت الحالي، إحداها يتبنى العنف، وهم فعليا كانوا النواة الأولى لتأسيس تنظيم داعش، ولا يمكن استبعاد قيامهم بأي شيء، لكنه استبعد الجزم بأن يكون اغتيال النائب العام جاء بإجماع قيادات "الإخوان" من عدمه.وكانت القاهرة وجهت جملة من الاتهامات إلى "حماس"، منها عدم الجدية في ضبط الأنفاق الحدودية بين سيناء والقطاع الفلسطيني، حيث تستغلها الجماعات الإرهايبة في سهولة التحرك، فضلا عن اتهامات الحكومة المصرية للحركة بدعمها جماعة "الإخوان"، فيما عُدت مطالبات النائب البرلماني سمير غطاس بإدراج "حماس" إرهابية، أول رد فعل برلماني على الاتهامات.وبدا أن الإعلان المصري الأخير مثل "صدمة" للحركة، خاصة أنها بعدما ألمحت إلى وجود تقدم في مسار المباحثات الرامية لحلحلة الموقف المتجمد بينها وبين القاهرة، بعد توترها أخيرا، حيث وصف القيادي الحمساوي حسام بدران اتهامات القاهرة بـ"المستغربة" و"المرفوضة"، وقال إنها تثير تساؤلات من حيث التوقيت، حيث تتزامن مع جهود تبذل لتحسين مستوى العلاقات بين الحركة والقاهرة.