سكنت أسرة الوقيان في قرية الراس مبكراً، وربما يكون ذلك قبل فترة حكم الشيخ مبارك الصباح، والدليل على ذلك ما ورد في وثيقة عدسانية يعود تاريخها الى عام 1899م تؤكد أن هزاع الوقيان كانت له حظور لصيد السمك (مصائد أسماك في البحر) في تلك الفترة. تقول الوثيقة:

Ad

" الحمد لله سبحانه

جرا كما ذكر لدي وانا العبد الفاني محمد ابن عبدالله العدساني

السبب الداعي الى تحرير هذه الاحرف الشرعية هو انه تخالص ناصر وسعود اولاد هزاع الوقيان وتقاسموا حضور ابوهم هزاع الذي في الراس وصار حق سعود من كيفان الى راس الماشية من شمال وصار حق ناصر من كيفان الى نقعة عجريش من جنوب وصار لسعود حضرة في وسط حضور ناصر يحدها من جنوب حضرة البدع ومن شمال حضرة العجريش لسعود من كيفان وشمال الى راس الماشية ولناصر من كيفان وجنوب الى نقعة عجريش وتراضيا على ذلك وشهد على رضاهم رجا ابن معيوف العازمي وهويدي ابن سعيد المتحرول وهذه الورقة نقل الورقة الاولى المؤرخة سنة ثلاثماية وسبعة عشر حتى لا يخفى جرا وحرر في 21 صفر سنة 1333".

ونلاحظ من الوثيقة أنها كتبت أولاً في عام 1317 هـ المطابق لعام 1899م، وهي تتحدث عن حظور صيد سمك تركها هزاع الوقيان لورثته ناصر وسعود، مما يعني أن الحظور موجودة قبل ذلك العام، كما أنه يمكن استنباط أن وفاة هزاع ربما كانت في نفس السنة (1899) أو السنة التي قبلها وليس بعدها، مما يعني أن هزاع أقام هذه الحظور قبل تلك السنة بسنوات عديدة لا نستطيع تحديدها، بل يمكننا أن نرجح أنها سبقت فترة حكم الشيخ مبارك الصباح التي بدأت في عام 1896م. وقد تحدث عن تفاصيل هذه الوثيقة الدكتور عادل العبدالمغني في إحدى مقالاته بجريدة "القبس" بتاريخ 30-7-2000م، ورسم "كروكي" يوضح التوزيع الجغرافي لحظور هزاع الوقيان.

وقد عرفت من أسرة الوقيان الكريمة أن فرع هزاع استقر في الراس منذ أكثر من 120 عاما، وأن ذريته عاشت في الراس والبدع منذ ذلك الوقت الى اليوم. كما فهمت أن هزاع له من الذرية سعود، وناصر، وسليمان، وعبدالله، إلا أن الوثيقة لم تتحدث إلا عن سعود، وناصر. وقد أنجب سعود من الذكور علي، ومحمد، وأحمد الذين كانت لهم منازل في الراس حتى فترة الخمسينيات من القرن الماضي، كما أنجب مبارك الذي سكن بمدينة الكويت.

ويبدو أن هزاع كان له بيت في وسط مدينة الكويت في عام 1885م طبقاً لوثيقة أخرى عدسانية نشرتها في كتابي "موسوعة الوثائق العدسانية" الجزء الأول، وأشارت الوثيقة الى أن هزاع كان حياً في تلك السنة وأنه ذهب الى الشيخ محمد بن عبدالله العدساني وأقر أمامه أنه قد أوقف عدداً من الحظور (لا أدري إن كانت في مدينة الكويت أو في منطقة الراس) وبيتاً يملكه بجانب بيت حسين الحداد بمدينة الكويت القديمة.

وقد أكد لي الأستاذ عبدالعزيز أحمد سعود الوقيان أن منازل الوقيان (علي ومحمد وأحمد) في الراس تقع على الساحل بقرب بيت زبن بن مزيد المطيري وبيت فهد المنير السبيعي.