بدأت عملية تحرير الموصل تواجه العراقيل التي واجهتها عمليات عسكرية مشابهة، بينها الألغام التي زرعها «داعش» في مناطق سيطرته، وعدم القدرة على مسك الأرض بعد تحريرها، في حين حاز رئيس الحكومة حيدر العبادي دعماً أممياً لإصلاحاته.   

Ad

تواصل القوات العراقية ببطء عملياتها العسكرية لليوم الثالث على التوالي، وتحرير عدد من القرى المحيطة بمدينة الموصل مركز محافظة نينوى، استعدادا لتحرير المحافظة بالكامل من عناصر تنظيم داعش.

وقال قائد عمليات الموصل اللواء نجم عيدالله الجبوري، أمس، إن "قوات الفرقة 15 في الجيش العراقي قتلت عشرات الانتحاريين من عناصر داعش في القرى المحررة منها، كديلا وكرمردي ومهنانة وخطاب والنصر وحميدات وخربردان، جنوب شرقي مدينة الموصل، في محاولة فاشلة من عناصر داعش لإعادة السيطرة عليها".

وأضاف أن "مدافع وراجمات الفرقة 15 قصفت بكثافة عددا من معاقل داعش ومواقعه وتجمعاته في ناحية القيارة جنوبي الموصل".

وذكر أن "القوات الأمنية شنت هجوماً آخر على قرية الشيالة التابعة لناحية القيارة، لكن تقدم القوات الأمنية يسير ببطء، بسبب قيام داعش بتفخيخ المنازل والطرق والشوارع والأبنية في القرية كعادته".

آلاف النازحين

ومع بدء عملية تحرير الموصل، فرَّ الآلاف من أبناء المناطق المحاصرة، ولجؤوا لقوات البيشمركة، فقد تمكن أكثر من 3500 شخص من الوصول إلى منطقة دوبز في محافظة كركوك، التي تسيطر عليها القوات الكردية.

وقال مسؤول محور كركوك، كمال كركوكي، "طلبنا من رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، تأمين مخيم لإيواء النازحين عن مدينة الموصل، لكننا لم نتلقَ رداً إلى الآن"، مشيرا إلى أن "الذين نزحوا بطلب من قوات الأمن يمكن أن يتسببوا في مشكلة".

وأضاف: "الحكومة المركزية تريد إرسال النازحين إلى إقليم كردستان، وفي هذه الحالة لن نقبل ذلك".

من جانبه، قال وزير الهجرة والمهجرين درباز محمد "هناك مليونا نسمة يعيشون في الموصل، ومن المتوقع أن ينزح نحو 500 إلى 800 ألف شخص عن المدينة".

هجوم «عين الأسد»

في غضون ذلك، قال قائد عمليات الجزيرة اللواء علي إبراهيم، أمس، إن "أربعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة حاولوا التسلل إلى معسكر في الجهة الشمالية لقاعدة عين الأسد غرب محافظة الأنبار"، مضيفا "قوات الجيش وحماية القاعدة تمكنت من قتل المهاجين الأربعة".

وقال المتحدث باسم قوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، الكولونيل ستيف وارن، إن قوات التحالف لم تشترك في هذه المعارك.

وأكدت خلية الإعلام الحربي، أن "عدد الانتحاريين كان أكثر من أربعة، وتمكن أحدهم من تفجير حزامه الناسف، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين بينهم ضابط برتبة رائد".

وتحاصر قوات الجيش قضاء هيت، المعقل الرئيس للتنظيم بين قاعدة الأسد ومدينة الرمادي مركز الأنبار.

انفجار الإسكندرية

إلى ذلك، أفادت مصادر طبية وأمنية عراقية، أمس، بارتفاع حصيلة القتلى من جراء التفجير الانتحاري، بعد انتهاء مباراة لكرة القدم في منطقة القرية العصرية التابعة لقضاء الإسكندرية جنوبي بغداد، إحدى المناطق التابعة لمدينة الحلة، أمس الأول، حيث بلغ عدد القتلى 31 والمصابين 94. واعتبر سياسيون أن الهجوم يظهر أن "داعش" بدأ يستهدف المناطق الآمنة، بسبب تزايد الضغط عليه.

العبادي

على صعيد آخر، كشف مصدر سياسي مطلع، أمس، أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قرر أمس، تأجيل عرض تشكيلة حكومة التكنوقراط المقرر خلال جلسة البرلمان لمدة يومين.

وعزا المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أسباب التأجيل إلى تأخر بعض الكتل السياسية بتقديم أسماء مرشحيها التكنوقراط وفق المدة التي حددها رئيس الوزراء، التي انتهت أمس، مشيرا إلى أن العبادي أمهل التحالف الكردستاني حتى يوم غد، لتقديم مرشحيهم. وشدد في الوقت نفسه على أن "رئيس الوزراء أكد أنه سيقدم التشكيلة الحكومية الجديدة بعد انتهاء تلك المهلة، في حال امتناع التحالف الكردستاني".

مساعدات للعراق

إلى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، أن الهدف من زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم ورئيس البنك الإسلامي أحمد محمد علي للعراق، هو مساعدة البلد في سعيه لإجراء الإصلاحات وفي الحرب ضد تنظيم داعش.

وقال العبادي في مؤتمر صحافي مشترك مع كي مون ورئيس البنك الدولي ورئيس البنك الإسلامي، إن "الإرهاب أثبت أنه لا يهدد العراق فقط، بل المجتمع الدولي، والعراق اليوم في مقدمة الدول التي تحاربه على الأرض".

من جانبه، قال كي مون إن تفجيرات محافظة بابل أمس الأول، أظهرت أن الإرهاب لا يبالي من يستهدف، ونحن نشد على يد الحكومة في حربها ضد التطرف والإرهاب"، مضيفا "زيارتنا للعراق كانت ناجحة، وعقدنا حوارا إيجابيا مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية بشأن مجموعة من القضايا".

وأعرب عن أمله أن "تنتصر القوات الأمنية في عملياتها المقبلة في الموصل والفلوجة"، لافتا إلى أن "العراق يحتاج إلى دعم دولي أكثر"، مجددا دعوته لـ"الشركاء الدوليين لدعم الحكومة العراقية".

من جهته، قال رئيس البنك الدولي "لقد خصصنا 250 مليون دولار، من أجل إعادة الاستقرار في المناطق التي حررت من داعش"، مؤكدا أن "المجتمع الدولي بأكمله يقف مع العراق في حربه ضد داعش، ومن أجل بناء عراق يخدم جميع مواطنيه".

إلى ذلك، قال رئيس البنك الإسلامي "سنكون داعمين لبرنامج الحكومة الإصلاحي لهذا البلد العزيز، وسنتعاون تعاونا وثيقا"، مبديا استعداده "لعقد اجتماع خاص تنسيقي لإعادة تأهيل المناطق المحررة بالعراق". وقد وصل كي مون وكيم وعلي إلى العراق صباح أمس.