يصل وفد رفيع المستوى من "حزب الله" اللبناني إلى القاهرة اليوم لتقديم واجب العزاء في الكاتب الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل، نيابة عن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله.

Ad

وعلمت "الجريدة" من مصدر مُطلع أن الوفد من المُقرر أن يلتقي مسؤولين أمنيين للتنسيق والتشاور بين البلدين في الكثير من القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة اللبنانية الداخلية والأزمة في سورية، التي دخلت عامها الخامس دون حلول جذرية تلوح في الأفق.

ومن المُقرر أن يضم وفد "حزب الله" مسؤول العلاقات العربية في الحزب حسن عزالدين، والمستشار الإعلامي للحزب محمد عفيف، والنائب البرلماني علي المقداد.

وقال المصدر، الذي فضَّل عدم ذكر اسمه، إن ملفات الرئاسة اللبنانية، والأزمة في سورية وتهدئة الأوضاع مع المملكة العربية السعودية، تأتي على أجندة اللقاء، مشيرا إلى أن الوفد يحمل رسائل طمأنة لمصر من أن نفوذ الحزب في قطاع غزة لا يمكن أن يكون مقلقا للقاهرة.

الباحث المصري في الشأن السوري واللبناني محمود جابر، لفت إلى أن اللقاءات بين أجهزة سيادية في مصر و"حزب الله" لم تنقطع منذ ثورة 25 يناير 2011، لكنها تأخرت في بعض الأوقات نتيجة الظروف السياسية التي تمر بها البلدان، موضحاً أن القاهرة تُدرك أهمية "حزب الله" في المُعادلة اللبنانية الداخلية، وكقوة فاعلة في الأزمة السورية.

وتابع: "حزب الله من جانبه يُدرك قيمة وأهمية الصداقة مع القاهرة قائدة العالم العربي"، لافتا إلى أن الأزمة في سورية كانت سببا في التقارب بين الطرفين.

وأكد جابر خلال حديثه مع "الجريدة" أن "مصر تسعى للحافظ على استقرار لبنان داخلياً، ولا تريد أن تتحول الأزمة الداخلية فيها إلى صراع دولي تتدخل فيه قوى إقليمية على خلفية تحالف نصر الله مع إيران من جهة، ودعم المملكة العربية السعودية لقوى في الحكومة اللبنانية من جهة أخرى".

وأضاف: "حسن نصر الله أكد في رسائل عديدة للقاهرة أنه يعي خطورة ذلك الوضع، وأنه لن يقبل بوجود استقطاب إقليمي على القوى الفاعلة في لبنان".

يُذكر أن مصر انتهجت منذ انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، يونيو 2014، سياسة التقارب مع كل القوى الفاعلة في المنطقة العربية، وتفادي الدخول في حالة الاستقطاب المتفاقمة على الساحة العربية.