قال لي صديقي معنفاً: لقد بلغ بك العمر عتياً، ولم تحقق لنفسك من المال ما حققه أقرانك!
أجبت: وماذا أفعل؟!قال: ادخل في عالم التجارة!! فما الذي نفعتك به الثقافة والكتابة والعمل الاعلامي؟!أجبته: ولكني لست موهوباً في هذا المجال!!احتد صديقي قائلاً: ومن قال لك إنك تحتاج إلى موهبة في العمل التجاري؟!• ثم أخذ يروي لي قصة ذلك المحامي... وأنا بدوري هنا أرويها لكم لتحكموا: هل أدخل في عالم التجارة أم لا؟!***• قال صديقي إن محامياً افتتح مكتباً قانونياً... لكنه لم يوفق مطلقاً، إذ لم يزره أحد، ولم يزر أي محكمة للدفاع عن أي قضية!ومرت عليه الأشهر تلو الأشهر وهو في مكتبه ينتظر الرزق، وفي يوم من الأيام طُرق الباب فاستبشر خيراً بالرزق، فأذن للطارق بالدخول... وما إن دخل حتى رفع المحامي سماعة التلفون وأدار رقماً، فسلّم على سكرتير سعادة وزير العدل، وطلب إليه أن يحوله لمعاليه، على مسمع من زائره الوحيد:• نعم... نعم... يا هلا سعادة الوزير... كما تحب سنتناول العشاء معاً إن شاء الله!! غداً؟!... لا... لا... لا... أعتذر لأنني مشغول في العديد من القضايا يا سعادة الوزير! لنجعلها في الأسبوع القادم عندما تنتهي المشاكل التي بيدي!! وأرجو منك يا سعادة الوزير أن توصي الأخوة القضاة على القضية التي أخبرتك عنها! كثر خيرك... يا سعادة الوزير... اسمح لي كذلك أن أرجو من سعادتك أن تحرص مع وكيل النيابة على الموضوع (اللي بالي بالك)! شكراً... شكراً سعادة الوزير - ثم يضحك - في رعاية الله سعادة الوزير... مع السلامة... مع السلامة!!• وبعد أن وضع المحامي السماعة التفت للرجل قائلاً:نعم... هل من خدمة؟!قال الرجل: معذرة أستاذ أنا جئت لإصلاح هاتفكم الأرضي، بعد أن قُطع لعدم تسديدكم الفواتير المترتبة عليه!! ولكن على ما يبدو أنه ليس معطلاً! مع السلامة.***• وأضاف صديقي: هذا هو أسلوب العمل في التجارة هذه الأيام، فهل يحتاج منك إلى موهبة وأنت الكاتب، والمخرج، والممثل؟! ألا تستطيع أن تقوم كتاجر بنفس الدور الذي قام به المحامي؟! أم أن كتابة المقالات في الجرائد كافية لمواجهة نار غلاء المعيشة في هذا الزمن؟!• حوار صديقي، والمثل الذي ضربه بالمحامي، زادني إصراراً على الحرص على أهمية العمل بشرف الكلمة التي تُنشر مع "الفقر"، فهي أشرف عندي من ثراء التجارة القائم على الكذب الذي مارسه المحامي في حكاية صديقي التي يحثني فيها على الدخول إلى هذا العالم!
أخر كلام
أدخل في عالم التجارة؟!
10-04-2016