«ميونيخ السوري»: وقف «الأعمال العدائية» وإيصال مساعدات

نشر في 13-02-2016 | 00:05
آخر تحديث 13-02-2016 | 00:05
No Image Caption
• قوات سعودية وإماراتية ستساهم في تحرير الرقة

• موسكو تحذر من «حرب عالمية» إذا شُنت عملية برية

اتفقت المجموعة الدولية المعنية بالأزمة السورية في ميونيخ على وقف الأعمال العسكرية العدائية في سورية، إلا أن ذلك لا يشمل «داعش» و«النصرة» ولا ينص على وقف الغارات الروسية، كما أنه يتطلب موافقة النظام والفضائل المقاتلة على الأرض.
اتفقت «المجموعة الدولية لدعم سورية»، ليل الخميس- الجمعة في مدينة ميونيخ بألمانيا، على خطة طموحة لوقف «الأعمال العدائية» في سورية خلال اسبوع، وتعزيز ايصال المساعدات الانسانية.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، بعد محادثات مطولة، إن الدول الـ17 المشاركة، وبينها السعودية وإيران وتركيا، اتفقت على «وقف للمعارك في جميع انحاء البلاد في غضون أسبوع».

وأشار كيري الى أن المجموعة اتفقت على «بدء تسريع وتوسيع ايصال المساعدات الانسانية فورا ابتداء من هذا الاسبوع الى المناطق الأكثر احتياجا ثم الى الذين يحتاجون اليها في البلاد، وخصوصا في المناطق المحاصرة التي يصعب الوصول اليها»، لافتا الى أنها ستشمل سلسلة من المدن المحاصرة منها دير الزور (شرق) حيث يطوق مسلحون جهاديون القوات الحكومية.

وأكد أن الأولوية ستكون لإيصال المساعدة الانسانية الى الفوعة وكفريا والمناطق المحاصرة في ريف دمشق ومضايا والمعضمية وكفر بطنا.

وقال كيري، إن المفاوضات بين المعارضة والنظام ستستأنف في اسرع وقت ممكن، لكنه حذر من ان «ما لدينا الآن هو حبر على ورق، ونحتاج لأن نرى في الايام المقبلة افعالا على الارض».

ولفت الوزير الأميركي الى أن «وقف الأعمال العدائية»، العبارة التي اختيرت عمدا بدلا من وقف كامل لإطلاق النار، ينطبق على كل المجموعات باستثناء «المنظمات الارهابية» مثل تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة».

وأوضح كيري أن مجموعة عمل خاصة للامم المتحدة تترأسها روسيا والولايات المتحدة ستعمل في الاسابيع المقبلة على «وضع طرق وقف طويل الأمد وشامل ودائم لأعمال العنف».

وستشرف مجموعة أخرى على تسليم المساعدات بما في ذلك الضغط على النظام السوري لفتح الطرق، بينما لم تتم الموافقة إلا على حوالي عشرة طلبات من أصل 116 تقدمت بها الامم المتحدة.

وعقدت هذه المجموعة أمس أول اجتماع لها على أن تقدم تقريرا اسبوعيا حول التقدم او النقص للتأكد من ان ايصال المساعدات بشكل مستمر وفي الوقت المحدد والموافقة عليها يسير قدما.

لافروف

من ناحيته، شدد لافروف على أنه يتعين أولا أن توافق الحكومة السورية والمعارضة على الهدنة، لافتا الى أن وقف الأعمال العدائية لن يشمل الغارات الروسية التي تقول بلاده انها تستهدف مجموعات إرهابية. والتقى لافروف أمس نظيره السعودي عادل الجبير في ميونيخ. وقال لافروف عقب اللقاء: «نأمل في ترجمة الاتفاقات التي تم التوصل إليها إلى خطوات عملية».

المعارضة

وقال المتحدث باسم المعارضة السورية الرئيسية سالم المسلط، للصحافيين، إن المعارضة ترحب بالاتفاق، مضيفاً أنه يجب رؤية تأثيره على أرض الواقع قبل انضمام المعارضة إلى المحادثات السياسية مع ممثلي الحكومة في محادثات «جنيف 3» المقرر استئنافها في 25 الجاري.

وأكد العضو في الهيئة العليا للمفاوضات جورج صبرا أن «الفصائل المقاتلة هي التي ستتخذ القرار النهائي بشأن اتفاق ميونيخ»، مشددا على «اننا ملتزمون بالقرار المشترك بين الهيئة العليا والفصائل، وهذه نقطة واضحة امام طاولة».

وأوضح المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، في تغريدة على حسابه على «تويتر» أمس ان «إقرار الهدنة المؤقتة التي تهدف لإيقاف الأعمال العدائية ضد السوريين، مشروطة بموافقة الفصائل الجنوبية والشمالية في الجبهات».

وفي حال وافقت الفصائل على الهدنة و«ترافق ذلك مع تنفيذ البندين 12 و13 من قرار مجلس الامن الدولي، فان الباب سيفتح امام استئناف المفاوضات في جنيف»، بحسب صبرا.

ويتعلق البندان 12 و13 من قرار مجلس الامن الدولي 2254 حول سورية بإيصال المساعدات لاسيما الى المناطق المحاصرة واطلاق المعتقلين تعسفا ووقف الهجمات ضد المدنيين.

أنقرة

ورحبت تركيا أمس باتفاق ميونيخ، معتبرة انه يشكل «خطوة مهمة» على طريق تسوية سياسية للنزاع السوري. واعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو ان «هذا الاعلان يقدم فرصة لتجاوز المأزق الذي تواجهه العملية السياسية»، مضيفا: «المهم الآن هو اقتناص هذه الفرصة ووقف الضربات الجوية ووقف استهداف المدنيين وتأمين وصول عاملي الوكالات الانسانية».

«جنيف 3»  

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة أمس، إن المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان ديميستورا حريص أشد الحرص على عقد جولة جديدة من محادثات السلام بعد أن اتفقت القوى الكبرى على ضرورة الإسراع بوقف القتال، لكنه أشار إلى أن خطط استئناف المحادثات لا تزال «غائمة».

كارتر

في سياق متصل، قال وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر أمس، إنه يتوقع أن تساهم السعودية والإمارات بقوات خاصة لمساعدة مقاتلي المعارضة السورية في معركتهم ضد تنظيم «داعش» بما في ذلك معركة استعادة مدينة الرقة. وقال كارتر بعد محادثات في بروكسل مع وزراء دفاع التحالف الدولي ضد «داعش»: «سنحاول أن نتيح الفرص والقوة... وبخاصة للعرب السّنة في سورية الذين يريدون استعادة أراضيهم من داعش لا سيما الرقة».

وأضاف كارتر الذي التقى مسؤولين إماراتيين أمس، عقب لقائه نظيره السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن الإمارات تعهدت أيضا باستئناف مشاركتها في الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد، كما تلقى تأكيدا مماثلا من السعودية أمس الأول.

حرب عالمية جديدة

وحذر رئيس الوزراء الروسي، ديميتري مدفيديف، من خطر نشوب «حرب عالمية جديدة» في حال حصل هجوم بري خارجي في سورية، في مقابلة نشرتها صحيفة «هاندلسبلات» الألمانية، أمس.

وقال مدفيديف، متناسياً أن قواته تشارك أصلاً في الحرب على الأراضي السورية إلى جانب النظام، إن «الهجمات البرية عادة تؤدي إلى أن تصبح أي حرب دائمة»، مضيفاً أنه «ينبغي إرغام جميع الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بدلا من التسبب في اندلاع حرب عالمية جديدة».

وشدد على أنه «يجدر بالأميركيين وشركائنا العرب التفكير ملياً: هل يريدون حربا دائمة، وهل يعتقدون أن بوسعهم تحقيق انتصار سريع في مثل هذه الحرب؟ إن أي شيء من هذا القبيل مستحيل، خصوصا في العالم العربي».

فالس

وصرح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في مقابلة نشرت أمس في ألمانيا بأن هجوما بريا لقوات محلية واخرى قادمة من دول عربية أخرى سيكون «حاسما» للقضاء على «داعش»، وأضاف ان «فرنسا لا تنوي إرسال قوات برية في مكافحة داعش».

(ميونيخ، بروكسل -

أ ف ب، رويترز، د ب أ)

100 ألف لاجئ سوري على حدود تركيا

أعلن نائب رئيس الوزراء التركي يالتشين أكدوغان، أمس، أن نحو 100 ألف مدني موجودون حاليا بالمخيمات التي أقيمت في سورية قرب الحدود التركية، بمن فيهم الـ 35 الفا الذين فروا من المعارك الجارية في محيط مدينة حلب.

وقال أكدوغان في تصريح صحافي أمام معبر أونغو بينار التركي على الحدود مع سوري: «الآن هناك تسعة مخيمات في الجانب الآخر من الحدود، تؤوي 100 الف شخص»، مشيرا إلى أنه يجري الاعداد لإقامة مخيم عاشر على مسافة ثلاثة كلم من تركيا.

وألمح أكدوغان إلى حركة تدفق اللاجئين إلى الحدود منذ بضعة أيام، قائلا: «في هذه اللحظة الراهنة، ليست هناك تجمعات على الحدود، ولا حشود غفيرة من الأشخاص الذين يحاولون عبور الحدود». وأعلنت الامم المتحدة أمس الأول، أن اكثر من 51 الف مدني نزحوا منذ بدء الهجوم الذي اطلقه النظام السوري في 1 فبراير، بدعم من الطيران الروسي على فصائل المعارضة في محافظة حلب.

وتوجه نحو 35 الفا منهم، معظمهم من الاطفال والنساء، نحو الشمال، على أمل دخول تركيا عبر مركز أونغو بينار الحدودي.

وكان نحو 70 الف نازح آخر مقيمين في منطقة شمال حلب.

ورفضت السلطات التركية التي تستضيف اساسا 2.7 مليون سوري على أرضها، السماح لهم بالدخول، ونظمت بدعم من منظمات تركية ودولية غير حكومية اقامتهم في الجانب السوري، وسمح لمجموعة من الجرحى فقط بالعبور إلى تركيا.

back to top