تعمقت الأزمة، التي يعيشها البرلمان العراقي المنقسم على نفسه، رغم سحب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر نوابه من الساحة.

Ad

فقد تمسك النواب المنشقون بشرعية خطوتهم المتمثلة بإقالة رئيسهم سليم الجبوري، واستقبلوا، أمس، الترشيحات لخلافته، في حين واصل الجبوري ممارسة مهامه اليومية في مقر البرلمان، مؤكداً أنه الرئيس الشرعي.

وعقد النواب المنشقون، المعتصمون داخل البرلمان، أمس، جلسة برئاسة عدنان الجنابي، الذي عينوه رئيساً مؤقتاً لبرلمانهم، وقال النائب قتيبة الجبوري، إن الجنابي ترأس جلسة،أمس، حضرها 135 نائباً بهدف «استكمال إجراءات فتح باب الترشح لهيئة رئاسة جديدة».

وكشف الجبوري، أن «هناك 8 أسماء قدمت إلى الجنابي خلال الجلسة»، مضيفاً أن «هذه الأسماء هي صلاح الجبوري، وأحمد الجبوري، وقتيبة الجبوري، ونيازي أوغلو، ومحمد التميمي، وغازي كعود، وزاهر العبادي، وأحمد المساري». وذكرت مصادر أخرى، أن عدد النواب كان فقط 100 نائب.

وعقب إعلان زعيم التيار الصدري، أمس، سحب نوابه من الاعتصام، بقيت في الساحة، بحسب مصادر محلية، مجموعة كبيرة من النواب التابعين لحزب الدعوة بزعامة رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، والنواب التابعين لائتلاف الوطنية بزعامة رئيس الحكومة السابق أياد علاوي ، بالإضافة إلى نواب من السنة موالين للمالكي، ونواب متفرقين انشقوا عن كتلهم كل لأسبابه الخاصة.

المالكي

إلا أن المالكي دخل على الخط أمس، نافياً أنه يوجه النواب المعتصمين. وقال المالكي، في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن «كثرة المبادرات ووثائق الشرف ودعوات الإصلاح، دون أي نتيجة تذكر، أصبحت محط استفزاز الشعب وقواه المخلصة»، مضيفاً، أن «المبادرات ووثائق الشرف عمرها بحدود الوقت، الذي توضع فيه على الورق، أو لغاية جفاف الحبر، الذي توقع به».

وتابع: «لم نضع في حساباتنا السيطرة أو توجيه الحركة النيابية الأخيرة الرافضة للمحاصصة، لكن عندما قامت بذاتها دعمناها وأيدناها، ‏ولكن كنا على يقين من أنها بنت نفسها ووليدة تجربتها، ولا يمكن قراءتها بشكل خاطىء».

أما رئيس البرلمان سليم الجبوري، فقد واصل مهامهه اليومية، أمس، حيث استقبل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش.

وقال مكتب الجبوري في بيان، إنه جرى خلال اللقاء «بحث تطورات الأوضاع السياسية في العراق، وجهود الأمم المتحدة هناك في جميع المجالات، خصوصاً ما يتعلق بملف الإصلاحات، بالإضافة إلى سير العملية التشريعية، والتأكيد على أن تكون أي ممارسة ضمن الإجراءات الدستورية والقانونية».

وشدد على «أهمية حسم التعديلات الوزارية ومراقبة تنفيذ الإصلاحات، الذي يمثل أولوية قصوى للمجلس في المرحلة المقبلة».

وكان الجبوري اجتمع مساء، أمس الأول، مع نائبيه وقدم الثلاثة شكرهم لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على موقفه الأخير ودعوته نواب التيار إلى الانسحاب من الاعتصام.

على صعيد آخر، دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى زيارة المملكة العربية السعودية، مؤكداً دعم المملكة للعراق في جميع المجالات. وجاء ذلك، أثناء اتصال هاتفي أجراه العبادي مع العاهل السعودي.

وكان العبادي أجرى، أمس الأول، سلسلة اتصالات هاتفية مع رؤساء وزعماء المنطقة، أبرزهم إلى جانب العاهل السعودي سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وملك الأردن والرئيس المصري وأمير قطر وولي عهد أبوظبي، باحثاً معهم العلاقات الثنائية والحرب على الإرهاب.

وأجرى العبادي أيضاً اتصالاً بالرئيس الإيراني حسن روحاني شدد فيه على أن «العراق حريص جداً على إدامة العلاقات مع جميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل ومصالح شعبه».

(بغداد - أ ف ب، د ب أ، السومرية نيوز)