نفت الهيئة المصرية العامة للكتاب على لسان نائب رئيس الهيئة الدكتور محمود الضبع علمها بوجود الكتاب،  وقال: «في المعرض  ألف ناشر يعرضون آلاف العناوين في أجنحة المعرض، فكيف للهيئة أن تعرف أي عنوان يمكن أن يتسلل إلى داخل المعرض».

Ad

كتاب «ألف ليلة دوت كوم» للصحافي الإسرائيلي جاكي حوجي،  ترجمه الباحث في الشؤون الإسرائيلية عمرو زكريا، مراجعة وتقديم الدكتور أحمد هويدي، أستاذ الدراسات اليهودية بجامعة القاهرة. يرصد المشاكل الاجتماعية التي أدت إلى ثورة يناير.

تطبيع ثقافي

أعاد الكتاب فتح أكثر القضايا جدلا وهو التطبيع الثقافي مع إسرائيل، ما حدا بنائب البرلمان المصري محمد المسعود إلى التقدم ببيان عاجل إلى الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى وزير الثقافة حلمي النمنم، حول مشاركة كتاب إسرائيلي تحت عنوان «ألف ليلة دوت كوم» في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ «47».

أكد المسعود أنه طالب بمحاكمة من أدخلوا هذا الكتاب إلى معرض القاهرة الدولي، متسائلا ماذا فعل وزير الثقافة بعدما أثير هذا الموضوع، وهل ما زال هذا الكتاب داخل معرض الكتاب.

تعالت أصوات المثقفين المطالبة بمنع الكتاب ومؤلفه من المشاركة في المعرض، اعتمادا على قرار اتحادي الناشرين المصريين والعرب، بمقاطعة الكيان الصهيوني ثقافياً، ودعوا إلى مقاطعة أي ندوة تُقام للكتاب.

وصف القاص سعيد الكفراوي ما حدث بالمأساة،  واعتبر أن «إسرائيل استطاعت عبر السنوات الأخيرة معرفة كل شيء عنا،  وتترجم الأدب والفكر العربي، من باب أعرف عدوك، وكيف يفكر، ويعيش، وما هي ثقافته»، مشيرا إلى أنه قرأ  لكاتب إسرائيلي مرشح لجائزة نوبل، وهو من أكثر المعارضين للصهيونية، موضحا أن «الانغلاق لن يؤدي إلى شيء وعندما اقتربنا من العقل الإسرائيلي استطعنا مواجهته».

وقفة صارمة

أكد الشاعر إبراهيم داود أن وجود الكتاب في المعرض يمثل كارثة، وأضاف في تصريحات صحافية أنه لا يعلم كيف يسمح المسؤولون عن المعرض بوجود أعمال من إسرائيل، ولا بد من وقفة صارمة ضد أي شكل من أشكال التطبيع الثقافي مع العدو، وتابع: «موقفنا من التطبيع ثابت، ولن يتغير للحفاظ على ثقافتنا من الغزو، أو إعطاء مساحة للتغلغل»، موضحا أن تعامل المترجم مع الكاتب بشكل مُباشر هو ما يُعد تطبيعاً.

بدوره دافع عمرو زكريا، باحث في الشؤون الإسرائيلية ومترجم الكتاب، عما قام به وقال إن المترجم ما هو إلا حلقة وصل، وإن هذا الكتاب يرصد المشاكل الاجتماعية التي أدت إلى ثورة يناير، موضحا أنه يعمل لزيادة وعي المصريين بالنسبة إلى اليهود وإسرائيل.

يضيف: «أعتقد أن هذا دور مترجمي العبرية، وإلا لماذا يسمح بتدريس هذه اللغة في مصر؟!، قبلاً صدرت ترجمة أخرى للكاتب عاموس عوز، ولم يتحدث أحد، أنا ترجمت 14 كتابا، وكل عام أُشارك بثلاثة كتب على الأقل في المعرض»، مؤكداً أن المركز القومي للترجمة يشارك بكتب عبرية هذا العام، وأن الكتاب مراجعة وتقديم الدكتور أحمد هويدي، أستاذ الدراسات اليهودية في جامعة القاهرة، مشيراً إلى ان إسرائيل تترجم كل شيء عنا، آخرها «عمارة يعقوبيان»، ولافتاً إلى أنه لم ينظم  حفلة توقيع، ولا يبحث عن الشهرة، وأن من أثاروا ضجة حول الكتاب قدموا دعاية لم يكن يتصورها.