لبنان: هل يحسم نصرالله موقفه من الرئاسة اليوم؟

نشر في 29-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 29-01-2016 | 00:01
No Image Caption
على الرغم من الاشتباكات في عرسال، مساء أمس الأول، بين «جبهة النصرة» و«داعش»، التي تدخل فيها الجيش اللبناني بقصف التنظيمين، فإن لبنان لا يزال مشغولاً بالملف الرئاسي، وبموقف «قوى 8 آذار»، التي باتت منقسمة على نفسها، بوجود مرشحين ينتميان إليها، هما زعيم «التيار الوطني الحر» و»تكتل التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون، وزعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية.  وقد تحولت «قوى 14 آذار» إلى مجرد ناخب، وأعلنت بوضوح موقفها من المرشحين الرئاسيين، حيث انقسمت بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع، المؤيد لترشيح عون، و»تيار المستقبل» ومستقلي «14 آذار» المؤيدين لفرنجية، في وقت اتخذ حزب «الكتائب اللبنانية» الحياد الايجابي لمصلحة فرنجية.

في هذه الأجواء، يطل الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله، اليوم، في كلمة سيتناول فيها موضوع الانتخابات الرئاسية.

ولا يزال الحزب صامتا حتى اللحظة بشأن الوضع الذي وصلت إليه المعركة الرئاسية، وتعرض لضغوط قوية في الأيام الأخيرة لإعلان موقف، كونه صاحب الكلمة الفصل في «قوى 8 آذار»، وأن موقفه في الحد الأدنى سيؤثر بشكل بالغ في كل الأطراف.

وفي ظل تكتم شديد من قبل الحزب بشأن موقفه الرئاسي ومضمون كلمة نصرالله اليوم، لا تزال أوساط «التيار الوطني» تبدي ثقة وارتياحاً إلى موقف الحزب، مراهنة على موقف واضح اليوم بشأن دعم «السيد» لـ «الجنرال».

في هذا السياق، أكد رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب، خلال زيارته عون في الرابية، أمس، أن «قوى 8 آذار لديها مرشح واحد إلى رئاسة الجمهورية، هو العماد عون، الذي يُحارب على عدة جبهات من قبل الكارتال المالي العائلي في البلد».

ويجد «حزب الله» نفسه في موقف محرج، ففي حال طلب من فرنجية الانسحاب وضغط على حلفائه لتأييد عون، فسيضع ذلك السنة، ممثلين بزعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري خارج اللعبة بالكامل، كما قد يبقي على التعطيل، في حال قرر جنبلاط الاصطفاف إلى جانب الحريري بالاضافة إلى مستقلين.

في المقابل، هناك إجماع على أن حزب الله يتخلى عن عون، ولن يطلب منه الانسحاب، ولن يسمح بكسره وانتخاب رئيس من دون موافقته بكامل إرادته. وتعزز موقف الحزب هذا بعد انضمام جعجع إلى عون، الأمر الذي يعني أن الغالبية المسيحية باتت مع عون، وانه من غير المنطقي الاتيان برئيس من خارج إرادة المسيحيين.

إلا أن المصادر تشير إلى أن «حزب الله» لا يمكنه البقاء في هذه الخانة إلى ما لا نهاية، محذرة من أن يكون الحزب ينوي الاحتفاظ بورقة قصر بعبدا حتى يدخل رئيس جديد إلى البيت الابيض في واشنطن، وحتى تضمن طهران بقاء الديمقراطيين في سدة الرئاسة للمضي في مسيرة التقارب.

في غضون ذلك، وجه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع انتقادات لاذعة للحكومة، متسائلاً خلال استقبال وفد كبير من الفنانيين في معراب: «هل قضية النفايات أصعب من قضية الشرق الأوسط والملف النووي؟».

وشدد على أنه «على الحكومة تأمين الاعتمادات اللازمة فوراً، وفي جلسة اليوم، ولو من خارج جدول الأعمال لإجراء الانتخابات البلدية»، وأضاف: «هذا، وإلا يكون كل الفرقاء في هذه الحكومة متواطئين، لعدم إجراء هذا الاستحقاق الانتخابي».

ووضع جعجع خطوة ترشيح عون في سياق «الخروج من الفراغ الرئاسي، الذي طال كثيراً، فضلاً عن الانتهاء من الوضعية التي كنا فيها مع التيار الوطني الحر طيلة 30 عاماً».

من جهة أخرى، انتقد عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار في الرياض في لقاء مع الجالية اللبنانية، موقف وزير الخارجية جبران باسيل، في اجتماع وزراء الخارجية العرب حيال دعم السعودية، والوقوف إلى جانبها، و»الذي أتى عكس ذلك تماما»، معتبرا أن «باسيل انحنى بكلامه للنظام الإيراني، الذي لم يجلب للبنان واللبنانيين سوى الارهاب والتطرف والخراب، عكس مملكة الخير، التي لم تمتنع يوما عن دعم وحماية لبنان واللبنانيين في كافة الأصعدة والميادين».

ودعا إلى «ضرورة التنبه لعدد اللبنانيين الموجودين في السعودية، الذي يقدر عددهم بنحو 350 الف لبناني يعيشون في هذا البلد الشقيق، وما يشكلون من نسبة الحوالات النقدية السنوية إلى لبنان التي توازي نحو 3.5 مليارات دولار». وتساءل:»هل هذا الوزير مسؤول فعلا أمام الشعب اللبناني عن أقواله وأفعاله ونتائجها، أم أنه مجرد متحدث باسم أسياده الممثلين بولاية الفقيه؟».

حسابات فرنجية ليست نهائية

لدى خروجه من جلسة الحوار الوطني أمس الأول، قال زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، إنه يملك 70 صوتا مقابل 40 لزعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون، من أصل 128 نائباً في مجلس النواب، الذي من المقرر أن يعقد جلسة في 8 فبراير لانتخاب رئيس في حال اكتمل النصاب القانوني للجلسة.

ووفق حسابات فرنجية، فإنه حاصل على أصوات كتلة «المستقبل»، بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أي 35 نائباً، وأصوات كتلة «التنمية والتحرير»، بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري، أي 13 نائباً، وكتلة «اللقاء الديمقراطي»، بزعامة النائب وليد جنبلاط، أي 11 نائباً، إضافة إلى نواب «المردة» الثلاثة ونائبي «حزب البعث»، إلى جانب صوات المستقلين كالنواب بطرس حرب، وروبير غانم، ونجيب ميقاتي، وأحمد كرامي، ومحمد الصفدي.

أما عون فهو حائز 13 صوتاً من «حزب الله»، و8 من «القوات»، إضافة الى أصوات كتلته الـ19، أي 40 صوتاً. وكان جعجع مرشح «14 آذار» السابق إلى الرئاسة حصل في أول جلسة لانتخاب الرئيس قبل نحو عامين على 48 صوتاً مقابل 52 ورقة بيضاء، و16 صوتاً لهنري الحلو، وصوت للرئيس السابق أمين الجميل، و7 أوراق ملغاة.

وكان حزب «الكتائب اللبنانية»، الذي يملك 5 نواب، أعلن أنه لن يصوت لمرشح من «8 آذار»، أي لا لعون ولا لفرنجية، ولكنه أقرب إلى الأخير في حال قرر التصويت.

ولم يعلن رئيس مجلس النواب نبية بري دعمه صراحة لفرنجية، لكنه ألمح إلى ذلك، علماً بأنه على خلاف كبير من عون. أما زعيم الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط فقد أعلن دعمه لفرنجية قبل أن يعود ويعلن تأييده النائب هنري الحلو، بعد ترشيح زعيم حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لعون. ويملك بري وجنبلاط معاً 24 نائبا، وبإمكانهما ترجيح كفة الميزان لأي مرشح.

وتحتاج الجلسة إلى حضور 86 نائبا، أي ثلثي مجلس النواب لانعقادها وفق النصاب القانوني المطلوب، ويحتاج الرئيس إلى ثلثي الأصوات أيضاً للفوز في الدورة الأولى، أو إلى النصف زائدا واحدا في الدورة الثانية.

back to top