القامشلي تغلي... وإعلام الأسد يروج لحرب عربية - كردية

نشر في 23-04-2016 | 00:05
آخر تحديث 23-04-2016 | 00:05
No Image Caption
• الجعفري يلتقي ديميستورا ويشكو العقوبات و«استثمار الإرهاب»

• الكرملين ينفي اعتراض مقاتلات إسرائيلية

• سقوط «ميغ 23» في ريف دمشق

• المقداد ببراغ في زيارة غير مسبوقة لبلد عضو في الاتحاد الأوروبي
لليوم الثالث على التوالي، تواصلت المعارك الدامية  في مدينة القامشلي بين قوات "الأسايش" الكردي وقوات النظام السوري، الذي عمد إعلامه إلى جر المواجهات إلى حرب كردية- عربية، في وقت اتهم الإعلام الإسرائيلي مقاتلات روسية بإطلاق النار على طائرات إسرائيلية، الأمر الذي سارع الكرملين إلى نفيه.

توسّعت المعارك الدائرة منذ ثلاثة أيام بين قوات "الأسايش" الكردية وقوات النظام السوري في مدينة القامشلي، لتشمل أمس حي النشوة بالقسم الجنوبي من مدينة الحسكة بعد المربع الأمني في وسطها والأحياء الغربية منها.

وغداة سيطرتها بالتعاون مع "وحدات حماية الشعب" على سجن علايا شرقي القامشلي، بعد استسلام 66 عنصراً من قوات النظام، صعّدت "الأسايش" التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" وتيرة عملياتها في المربع الأمني الخاضع لقوات النظام، بهجوم واسع استخدمت فيه المدفعية الثقيلة والهاون، وسقطت عدة قذائف في حي المصارف والسوق، وحي الموظفين ودوار الخليج في القامشلي.

ووسط تخليق الطيران الحربي، استهدفت قوات الأسد المتمركزة في "الفوج 54" كراج "كاتربيلر" في المنطقة الغربية من المدينة وحي الزيتونية، الأمر الذي أدى إلى مقتل 5 مدنيين وجرح 25 آخرين، بينهم أطفال ونساء.

حرب قومية

وعمل نظام الرئيس بشار الأسد على تحويل معارك القامشلي، إلى حرب "كردية عربية"، بهدف إدخال شمال سورية في دوامة "حرب قومية"، بعد إصباغه ما يجري على أنها حرب طائفية.

ونشرت صفحة "سوريانا نيوز" الموالية على "فيسبوك" منشوراً ادعت فيه أن "أبناء العشائر العربية في الحسكة يتوافدون إلى القامشلي لمؤازرة أبطال الجيش العربي السوري مع وصول القائد العسكري في الحسكة اللواء حسن محمد لبدء الحسم العسكري في المدينة".

كذلك نشرت صفحة "شبكة أخبار الحسكة الوطنية" الموالية للنظام أن "أهالي حي طي والدفاع الوطني ينصبون خيمتين في وسط الحي، ويدعون المدنيين العرب إلى التطوع للمشاركة في القتال ضد الميليشيات الكردية".

دعوة للهدوء

وفي محاولة للتهدئة، التقى مسؤولون في الحكومة السورية وممثلون عن الأكراد في مطار القامشلي أمس، لوضع حد للاشتباكات الدامية.

وقال القائد الميداني الكردي جلنك قامشلو، إن وحداته أخلت المدنيين من المناطق التي تشهد معارك.

في المقابل، أصدر "المجلس الوطني الكردي" بياناً دان فيه استخدام السلاح في مدينة القامشلي وقطع الطرقات والخدمات العامة واغلاق الأسواق، مشيراً إلى أن النظام يسعى إلى استعادة سلطاته الدكتاتورية في المدينة التي تعتبر نموذجا للعيش المشترك بين العرب والكرد والسريان الكلدان الآشوريين والأرمن مسلمين ومسيحيين وأيزيديين.

حلب وريف دمشق

وفي حلب، قتل 20 مدنياً وجرح العشرات في غارات جوية استدفت 4 أحياء خاضعة للمعارضة بينها بستان القصر، الأكثر كثافة في المدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي ريف دمشق، أكد المتحدث باسم "جيش الإسلام" إسلام علوش سقوط طائرة حربية "ميغ 23" تابعة لقوات الأسد، في منطقة بير القصب نتيجة خلل فني، أدى إلى سقوطها بعد اقلاعها بقليل من مطار الضمير العسكري.

لكن حسابات تابعة لتنظيم "داعش" أكدت أن الطائرة سقطت نتيجة استهدافها من قبل عناصره على غرار عملية مماثلة شهدها قبل أسبوع مطار "خلخلة" في ريف مدينة السويداء.

احتكاك جوي

في السياق، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً أن القوات الروسية في سورية أطلقت النار مرتين على الأقل على طائرات عسكرية إسرائيلية، مما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسعي إلى تحسين التنسيق المتعلق بالعمليات مع موسكو.

وعلى الفور، نفى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس هذه العملية، وأكد أن تقارير الصحيفة الإسرائيلية بعيدة عن الواقع، وفنّد مباحثات بوتين ونتنياهو، مشدداً على أن "موقف روسيا من تسوية مشاكل الشرق الأوسط، بما في ذلك هضبة الجولان لم يتغير، وهو متوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي".

مباحثات جنيف

سياسياً، التقى رئيس وفد الحكومة بشار الجعفري مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا في الوقت الذي غادر فيه أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات، بعد تعليق مشاركتهم في "جنيف3" إلى أجل غير مسمى.

وأوضح الجعفري، الذي لم يتلق أسئلة من الصحافيين، أنه بحث القضايا الإنسانية مع ديميستورا، وسيجتمع معه مجدداً يوم الاثنين، مكرراً اتهامه لقطر وتركيا والسعودية برعاية الإرهاب في سورية.

وندد الجعفري بالعقوبات غير القانونية التي تفرضها القوى الكبرى على بلاده، مبيناً أنها تشمل مقاطعة البنوك السورية ومنع الاستثمار، مشيراً إلى أن الاستثمار الوحيد على ما يبدو هو الاستثمار في الإرهاب، وقال إن هذا يبدو مشروعاً ناجحاً.

زيارة المقداد

وخلال زيارة غير مسبوقة لمسؤول سوري كبير إلى بلد عضو في الاتحاد الأوروبي منذ اندلاع النزاع، أكد نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، أمس الأول في براغ، أن دمشق ستواصل المفاوضات، وستحترم وقف الأعمال العدائية على ما تطالب الأمم المتحدة.

وعقب لقائه وزير الخارجية التشيكي لوبومير زوراليك ومساعده مارتن تلابا، قال المقداد: "سنرسل المساعدات الإنسانية إلى سكان سورية، حيثما يحتاجون، وسنواصل المفاوضات حتى التوصل الى حل".

 الانتقال تأخر

وفي واشنطن، اعتبر المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض جوش أرنيست أن "الوضع المروّع في سورية هو نتيجة للقيادة الفاشلة للأسد، لذلك نحن نؤكد منذ سنوات أهمية رحيل الأسد"، مشيراً إلى أن "نوع الانتقال السياسي الذي نريد رؤيته تأخر كثيراً، لكننا سنستمر في بذل الجهود لحث كل الأفرقاء على المشاركة".

back to top