مع إعلان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع تأييده ترشيح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وتأكيد زعيم تيار "المردة" سليمان فرنجية استمراره بالترشح، بات لبنان أمام مرشحين لرئاسة الجمهورية.

Ad

الاثنان من "8 آذار" والاثنان حليفان، والاثنان من التكتل النيابي نفسه. هكذا كانا، قبل أن يتبدل المشهد السياسي فجأة، فيصبح عون مرشح جعجع، وفرنجية مرشح رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.

وقالت مصادر متابعة إن "مبادرة جعجع حققت غايتها عبر إرباك مبادرة الحريري -فرنجية. أما نضوجها فيحتاج الى استكمال على المستوى الوطني، ولاسيما على المستوى السني-الشيعي والموقف الجنبلاطي، خاصة بعد الرفض المسبق الذي أعلنه رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة من بكركي".

ولفتت المصادر إلى أن "اكتمال سلة الحل تحتاج الى توضيح موقف الرئيس نبيه بري الملتبس، وتحديد موقف النائب وليد جنبلاط وترقب مسار حراك فرنجية".

ميدانيا، بدأت الجولات المكوكية للمرشحين ومساعديهم، فدشنت مساء أمس الأول مع زيارة فرنجية للبطريرك الماروني بشارة الراعي، واستكملت أمس بلقاء جعجع الراعي ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل برئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أوفد بدوره معاونه السياسي وزير المال علي حسن خليل للقاء رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" سامي الجميل.

وتمنى جعجع بعد لقائه الراعي في بكركي أمس "على كل الكتل النيابية استعراض الموقف للوصول الى انتخابات رئاسية وإلى وضع أفضل".

وقال جعجع ردا على سؤال عن توقعاته لردود فعل الأفرقاء لما جرى أمس الأول في معراب: "أتوقع الحصول على ردود فعل إيجابية، لأنني وفق المنطق، لا أجد سببا لردود سلبية، فالإطار السياسي للترشيح واضح جدا، ولا أعتقد أن أي لبناني يختلف مع الآخر على النقاط العشر التي طرحت". وعن موقف الكتائب من الترشيح، أجاب جعجع: "بالأمس اتصلت برئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، وكان حزب الكتائب قبل ذلك مطلعا على أننا نحاول التوصل الى أمر ما مع الجنرال عون، ولا أتصور أن الكتائبيين موقفهم سلبي من التوحيد وإجراء انتخابات رئاسية، ولاسيما أنهم من أكثر الناس المنادين بانتخاب رئيس للجمهورية بدل التلهي بعقد جلسات تشريعية للمجلس النيابي، وتفعيل العمل الحكومي، فلنتجه مباشرة الى إجراء انتخابات رئاسية".

وعن استمرار النائب سليمان فرنجية بترشيحه وقوله "من يريدني يعرف أين بيتي"، قال جعجع: "أعتقد أن هنا بيت القصيد وليس الجزء الأول، فالنائب فرنجية، بغض النظر عما إذا اختلفنا معه في السياسة أم لا، يقف عند كلامه، وكان يكرر دوما أنه اذا كانت للجنرال عون حظوظ في الانتخابات الرئاسية، فأنا معه وأصوت له، وأتصور أن حظوظ العماد عون باتت مكتملة تقريبا، لذا أتوقع أن يتمسك النائب فرنجية بكل الكلام الذي قاله سابقا، وهذا مغزى كلامه أن عنوان بيته معروف".

وعن علاقته بالرئيس سعد الحريري، أكد جعجع "أن العلاقة مع الرئيس الحريري هي كما كانت دائما، وما يجمعنا معه ومع تيار المستقبل أكبر من كل الخطوات السياسية الصغيرة والكبيرة، ولا أنكر أبدا أن هناك خلافا حول الترشيحات لرئاسة الجمهورية، ولكن في الوقت نفسه أؤكد النظرة الأكبر للأمور التي نتفق حولها، ومن خلال التواصل المستمر الذي لم ينقطع لحظة، سنتوصل الى موقف غير بعيد عن بعضنا البعض، أقله لناحية حضور الجلسات الذي هو مبدأ ثابت لدى تيار المستقبل، الأمر الذي يتيح إجراء الانتخابات الرئاسية والخلاص من الفراغ".

من جانبه، شدد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، بعد لقائه ووزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، على "الحفاظ على حلفائنا ووضع أسس تخرجنا من الماضي إلى أفق أوسع"، وقال: "أمامنا حالة انفراج في الرئاسة، ولنستغل الفرصة وسنحافظ على حلفائنا".

ورأى باسيل أن "ما حدث انفراج كبير لتسريع الأمور، ولكي يتم الاستحقاق الدستوري بحسب ميثاقنا الوطني ويصب لمصلحة الجميع، وهو يعزز الوحدة المسيحية والتفاهم والتوازن الوطني".

وأضاف: "نحن مستعدون لاستيعاب الجميع والحفاظ على حلفائنا، نحن نبدأ مرحلة جديدة بالسعي الفعلي للتفاهم على هذه الأسس، ونأمل تلقف هذه الخطوة كي لا ندخل في مطبات سياسية نحن في غنى عنها"، مؤكدا أن "الأقوياء في الحكم يزيلون كل الاختلالات في الوطن".

من جهته، قال بو صعب: "اللقاء مع الرئيس بري إيجابي وتأسيسي ويفترض أن يكون هناك لقاء مع فرنجية".

في السياق، أعلن وزير المال علي حسن خليل، بعد لقائه رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل في مقر الحزب في الصيفي أمس "أننا ركزنا على حاجة اللبنانيين لتفعيل عمل المؤسسات وضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية". وقال خليل: "التجربة اظهرت ان الرئاسة موقع فاعل وأساسي وضروري لانتظام عمل المؤسسات الدستورية، ورأينا ان كل الفوضى هي نتيجة غياب الرئيس".

وقال: "لا نستطيع التحدث عن تفاصيل كثيرة في الملف الرئاسي بعدما حصل بالأمس، لكننا حريصون على رؤية الحكومة مكتملة، وسنعمل على إزالة العوائق من أمام هذا الأمر". وأضاف: "نأمل في جلسة الانتخاب المقبلة أن نرى رئيسا للجمهورية، وما حصل بالأمس أعطى دينامية ودفعا بهذا الاتجاه".

بري وجنبلاط يرجحان كفة الرئيس

بعد ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون، لرئاسة الجمهورية، تتجه الأنظار إلى سيناريوهات التصويت، التي قد تشهدها جلسة انتخاب الرئيس، في حال تم تأمين نصابها.  وانشغلت الأوساط السياسية بسيناريو عون في مواجهة زعيم «المردة» سليمان فرنجية، فبدأ احتساب الأصوات المحسوبة على كل من المرشحين. ووفق المراقبين، فإن «بيضة القبان» في أي جلسة تصويت رئاسية سيكون الثنائي بري-جنبلاط يملكان 24 صوتا داخل مجلس النواب.  ومن المعلوم أن بري وفرنجية كانا من أبرز المتحمسين لوصول فرنجية إلى السدة الرئاسية الأولى، ويبقى موقفهما رمادياً، لتأثرهما بـ»حزب الله»، الداعم الرئيس لوصول عون إلى الرئاسة.

 وفي ما يلي السيناريو المتوقع للتصويت، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لا يمكن الحسم مع تبدل الحسابات السياسية واتجاهات التصويت.

دعم الثنائي بري-جنبلاط ترشيح عون

الأصوات التي قد يحصل عليها عون: نواب «التغيير والإصلاح» : 21. نواب «القوات اللبنانية»: 8. النائب محمد الصفدي: 1. نائبا حزب «الطاشناق»: 2. نائبا الحزب «السوري القومي»: 2. نواب «حزب الله»: 13. النائب نقولا فتوش: 1. نائبا حزب «البعث»: 2. كتلة «التنمية والتحرير»: 13. «اللقاء الديمقراطي» :11. وبذلك يكون عون فاز بمجموع 74 صوتا.

دعم الثنائي بري-جنبلاط ترشيح فرنجية

الأصوات التي قد يحصل عليها فرنجية: نواب «المردة»: 3. نواب كتلة «التنمية والتحرير»: 13. نواب كتلة «المستقبل»: 36. مستقلو «14 آذار»: 6. اللقاء الديمقراطي:11. النائب نجيب ميقاتي: 1. النائب أحمد كرامي: 1. النائب ميشال المر:1. وبذلك يكون فرنجية فاز بمجموع 72 صوتاً.

 ولم يتم احتساب أصوات حزب «الكتائب»، لموقفه الرمادي من فرنجية وعون، علما بأن لديه 5 نواب، وغير قادر على التأثير على النتيجة بشكل حاسم.