تونس ربحت «جولة بن قردان»... وتتحسب لمعارك جديدة

نشر في 09-03-2016 | 00:02
آخر تحديث 09-03-2016 | 00:02
No Image Caption
• الصيد: 50 متشدداً بينهم أجانب شاركوا في الهجوم الهادف إلى «إحداث إمارة داعشية»

• «الأمن» تمشط المنطقة وتلاحق فارين وتحقق مع 7 أسرى • حكومة طبرق: لا نصدر الإرهاب
اعتبر رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد أن بلاده ربحت جولة في الحرب مع الإرهاب بعد صدها الهجوم الذي تعرضت له مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا، لكنه شدد على أن الحرب مع الإرهاب لم تنته.

أعلن رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، أمس، أن بلاده "ربحت معركة، لكن الحرب مازالت مستمرة ضد الإرهاب"، وذلك غداة إحباط قوات الأمن هجمات متزامنة على ثكنة عسكرية ومركزيْ أمن في مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا، متعهدا بـ"تقييم شامل" حول إخلالات أمنية محتملة.

«إمارة داعشية»

وقال الصيد، في مؤتمر صحافي تحدث فيه عن أحداث بن قردان، إن "نحو 50 شخصاً أكثرهم توانسة هاجموا بشكل متزامن الثكنة العسكرية ومديريتيْ الحرس الوطني (الدرك) والأمن الوطني (الشرطة) في بن قردان بهدف احتلال هذه المنشآت الأمنية، وإحداث إمارة داعشية في المدينة".

وأكد أن "نية المهاجمين كانت إعلان إمارة إسلامية هناك، وكانوا يتوقعون أن يساعدهم أهالي المدينة في ذلك، وأن يتعاطفوا معهم، لكن أهالينا أظهروا وطنيتهم وساهموا مع الجيش في الإطاحة بهم".

وأوضح أن الجهاديين أعطوا "إشارة انطلاق العملية" من مكان يقع "قرب الجامع" في بن قردان.

وروى سكان في بن قردان أن الجهاديين دخلوا وسط المدينة، وطلبوا من بعض المارة بطاقات هويتهم، وأبلغوهم أنهم من تنظيم "داعش" المتطرف، واعتبروا أن تمكنهم من التحرك بسهولة في المدينة يدل على كونهم من أبناء المنطقة.

حصيلة نهائية

وأفاد الصيد بأن الاشتباكات بين المهاجمين وعناصر الأمن والجيش أسفرت وفق الحصيلة النهائية عن مقتل 36 إرهابيا و12 عنصر أمن، أحدهم تم اغتياله في منزله، و7 مدنيين، وأصيب 7 من عناصر الأمن و7 من الجيش و3 مواطنين.

وأضاف أنه من الممكن وجود أجانب بين المهاجمين الذين قتلتهم قوات الأمن، لافتا إلى أنه سيتم الكشف عن جنسياتهم وهوياتهم والجهة التي قدموا منها بعد استكمال التحقيقات.

موقوفون

ولفت إلى أن قوات الأمن أوقفت 7 "إرهابيين منهم أربعة تونسيين" من دون الكشف عن جنسيات الثلاثة الآخرين.

وقال إن "استنطاق الارهابيين الموقوفين مكن من الحصول على عدة معلومات" عن مخازن أسلحة في بن قردان.

وردا على سؤال عن علم مصالح الاستخبارات التونسية سابقا باحتمال استهداف مدينة بن قردان من جهاديين يريدون تحويلها إلى "إمارة"، لم يستبعد الحبيب الصيد حصول إخلالات في أداء أجهزة الأمن، قائلا: "بعد أن تتم العملية الامنية في بن قردان، سيقع تقييم معمق لأداء قوات الامن والجيش من كل النواحي الأمنية والعسكرية والاستخباراتية".

واعتبر أن "وجود 7 أسرى (موقوفين) سيمكننا من معرفة كيف تمت الهجمات"، مضيفا: "ربحنا معركة، ولم نربح الحرب ضد الإرهاب، إنها حرب متواصلة وشاملة".

وتابع أن "الوضع في بن قردان مستقر" حاليا، وأن العملية الأمنية لا تزال جارية في المنطقة.

السبسي

وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قد قال، أمس الأول، إن "المسلحين الإرهابيين الذين هاجموا مدينة بن قردان كانوا يسعون للسيطرة على المنطقة، وإعلانها ولاية جديدة تابعة لهم".

وأضاف السبسي في كلمة موجهة للشعب أن "هذا الهجوم منظم وهو غير مسبوق، ولكن قواتنا التي توقعت هذا كانت موجودة ويحق للتونسيين الافتخار بها"، مؤكدا أن الجيش سيدحر "الجرذان" في منطقة بن قردان وكامل البلاد.

تمشيط

وفي وقت سابق، ذكرت وزارة الداخلية أن قوات الأمن تواصل عمليات تمشيط في منطقة بن قردان لتعقب مهاجمين هاربين.

ومساء أمس الأول تجددت الاشتباكات بين الجيش ومسلحين بضواحي بن قردان تزامنا مع حملة تمشيط تقوم بها قوات الأمن بالمنطقة القريبة من الحدود ليبيا.

هدوء

في غضون ذلك، قال متحدث باسم وزارة الداخلية إن حظر التجول الليلي الذي فرضته السلطات في بن قردان تم احترامه، موضحا أن المواجهات تجددت مساء أمس الأول إثر تحصّن مجموعة إرهابية داخل أحد المنازل، وتدخل الوحدات الأمنية للسيطرة عليها.

وأفاد المتحدث بسماع دوي انفجار كبير وسط بن قردان ناجم عن إتلاف ثلاث قنابل يدوية، مشيرا إلى أن تعزيزات أمنية وصلت إلى المدينة، حيث تم التطويق الكلي لمداخلها.

من جانب آخر، تواصل إغلاق معبري باب جدير وذهيبة بين تونس وليبيا.

رفض ليبي

في هذه الأثناء، نفى المتحدث باسم الحكومة الليبية المعترف بها في طبرق، محمد العريبي، أن تكون ليبيا تصدر الإرهاب إلى تونس، وذلك في رده على تصريحات الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بهذا المعنى.

تضامن

إلى ذلك، أعربت العديد من العواصم العربية والغربية تضامنها مع تونس في مواجهة الإرهاب.

وأصدرت السعودية وقطر وألمانيا بيانات أدانت فيها هجوم بن قردان، في حين أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية،

د. نبيل العربي، عن الإدانة الشديدة للهجمات الإرهابية الجبانة التي استهدفت بلدة بن قردان.

وأشاد الأمين العام، في بيان أمس، بـ"الرد السريع والحازم من قبل قوات الأمن التونسية على الهجمات التي استهدفت زعزعة الأمن والاستقرار في تونس، والنيل من مسيرتها نحو التحول الديمقراطي السلمي".

وأكد العربي دعم الجامعة التام لتونس رئيسا وحكومة وشعبا في حربها على "الإرهاب الداعشي".

back to top