حكومي أم خاص؟
اتفاق عينة عشوائية من المتابعين لي تختلف أعمارهم ودرجاتهم العلمية ومستواهم المادي على نصحي بتعليم ابنتي بالتعليم الخاص عوضا عن التعليم الحكومي ينبئ قطعاً بمشكلة بل كارثة تعليمية تعيشها الدولة، وهو أمر مفهوم في ظل كل هذا التخبط الدائر في البلاد.
طرحت تساؤلاً يهمني قبل يومين في حسابي بتطبيق "سناب تشات"، فقد شارفت ابنتي ليان على إتمام سنواتها الأربع، وحان وقت اتخاذ القرار للنظام التعليمي الذي ستنتهجه، وقد كانت حيرتي تكمن في اختيار نظام التعليم الحكومي أم الخاص، خصوصا أنها في حضانة خاصة لأن التعليم فيها باللغة الإنكليزية، وأنا أجد أنه من الضرورة بمكان أن تتعلم ليان اللغة العربية بالإضافة إلى استمرار تحصيلها اللغوي الإنكليزي، وقد كان التساؤل عن نوع التعليم الذي يجب أن أختاره هل هو حكومي أم خاص؟يتابعني 1000 شخص تقريبا عبر ذلك التطبيق بينهم عدد قليل نسبيا من أصدقائي ومن أعرفهم، أما البقية فهم ناس لا أعرفهم وأتشرف بمتابعتهم، وقد تلقيت ردودا تجاوزت مئتي رد على تساؤلي، كانت الغالبية العظمى من الردود تنصح بالتعليم الخاص والابتعاد عن التعليم الحكومي، بل عدم التفكير به كخيار تعليمي، أما بالنسبة إلى هاجسي المتعلق باللغة العربية فبالإمكان تقوية هذه اللغة عبر الدورات الخاصة التي يقدمها الأستاذ الفاضل حمزة الخياط، وهو لمن لا يعرفه أستاذ للغة العربية أعد منهجا خاصا للغة يتيح للتلاميذ تعلمها قراءة وكتابة بجودة عالية ومميزة، ولائحة الانتظار في دوراته التعليمية تمتد لسنة أو أكثر لجودة ما يقدمه.أن تتفق عينة عشوائية من المتابعين تختلف أعمارهم ودرجاتهم العلمية ومستواهم المادي على التعليم الخاص عوضا عن التعليم الحكومي فإن ذلك قطعا ينبئ بمشكلة بل كارثة تعليمية تعيشها الدولة، وهو أمر مفهوم في ظل كل هذا التخبط الدائر في البلاد. فوزارة التربية هي من قررت بعد التحرير أن تدمج عامين دراسيين في عام واحد لتعويض ما فات الطلبة وقت الغزو، فألغت الكثير من الدروس المهمة للطلبة بكل تأكيد بحجة عدم ضياع عام تعليمي من أعمارهم، فكانت التضحية بالمحتوى من أجل عدم التأخر بالسن، وهي من قررت أيضا الاستعانة بمعلمين من دول شقيقة دون النظر للجودة لتعويض رحيل معلمي "دول الضد" كما كنا نسميهم سابقا، وهي أيضا بالتعاون مع جامعة الكويت حددت أدنى نسب القبول الجامعي لكلية التربية التي يمارس خريجوها مهنة التدريس وتعليم الأجيال، بمعنى أن أقل الطلبة تحصيلا في المرحلة الثانوية هم من يلتحقون بكلية التربية ليصبحوا معلمي المستقبل!! وهي الوزارة نفسها أيضا التي رفضت تعميم منهج الأستاذ حمزة الخياط الفعال الذي أثبت نجاحه حتى أصبحت قوائم الانتظار لديه بهذه الضخامة.كل تلك المعطيات وأكثر دفعت مختلف الناس إلى نصحي بالتوجه للتعليم الخاص، وتكبد تكاليف قد لا يطيقها كل رب أسرة من أجل تعليم أفضل للأبناء.ضمن نطاق التغطية:لاحظت أن التكلفة السنوية للدراسة في التعليم الخاص للعام الدراسي الواحد تتراوح بين 2000 و3000 دينار كويتي، علما أن، وبحسب كلام وزارة التربية الرسمي في عام 2012، متوسط تكلفة الطالب في التعليم الحكومي للعام الدراسي الواحد هو 3682 ديناراً، وهو ما يعني أن تكلفة التعليم الحكومي أعلى من تكلفة التعليم الخاص الذي نصحني معظم الناس بالاتجاه إليه!!