«الحلال» بعد «راجل وست ستات»... كوميديا تسخر من الواقع

نشر في 15-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 15-01-2016 | 00:01
No Image Caption
«الحلال» بعد «راجل وست ستات»... كوميديا تسخر من الواقع
يملك أسد فولادكار مخزوناً غير عادي من الموهبة، بدليل أن الفيلم القصير «ارحمنا يا رب»، مشروع  تخرّجه، فاز بـ 13 جائزة دولية، وفيلمه الروائي الأول «لما حكيت مريم» مثّل لبنان في جوائز أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وحاز جائزة أفضل ممثلة (برناديت حديب) في «مهرجان السينما العربية» بباريس و{أيام قرطاج السينمائية»، وجائزة النقاد والخنجر الذهبي في «مهرجان مسقط السينمائي».

إلا أن أسد وجد نفسه في ساحة الكوميديا بعدما امتلك مفاتيحها برشاقة أسلوبه الإخراجي، وأناقة مشاهده وتقديم وجبة ضحك من دون ابتذال، اعتماداً على الموقف، والدليل الأجزاء التسعة من الـ «سيت كوم» «راجل وست ستات» لأشرف عبد الباقي، التي تستمرّ في تحقيق نسب مشاهدة عالية، ومن المتوقع تصوير أجزاء جديدة.

وفي الدورة الأخيرة من «مهرجان دبي السينمائي» عرض له فيلم «بالحلال»،  بطولة: دارين حمزة، ميرنا مكرزل، هند خضرة، حسين مقدم، علي سموري وفاديا أبي شاهين.

كوميديا ساخرة

يتمحور الفيلم حول ثلاث شخصيات نسائية يحاولن الاستمرار في حياتهن العاطفية والزوجية رغم المشاكل والعقبات التي تواجههن. كذلك يتطرق، بأسلوب كوميدي يصل إلى حد السخرية من النظرة التقليدية لمفهوم الحلال والحرام في علاقاتنا الإنسانية من دون ابتذال أو إساءة إلى هذه المفاهيم.

فها هي بتول المتزوجة حديثاً تعاني غيرة زوجها الجنونية التي تجعله يفقد أعصابه ويهينها أمام الجيران بأفظع الألفاظ والاتهامات، ودائماً تنتهي المشادات بينهما بالطلاق. يتكرر الأمر ثلاث مرات، فيقع الزوج في ورطة تجعله أشد جنوناً وهي ضرورة بحثه عن زوج «محلل» لزوجته حتى يستطيع إعادتها إلى عصمته. وفعلاً، يجد أحد العمال إلا أن الموقف ينتهي، أيضاً، بمشادة وعصبية الزوج، ما يجعل بتول تقرر عدم العودة إليه رغم محاولاته المتكررة.

لبنى المرأة الثانية، مطلقة وتحلم بالهجرة إلى إستراليا، تعيش قصة حب مع عبدالله، رجل متزوج يشعر طوال الوقت أنه مقسوم نصفين، النصف الأول يمارس من خلاله جنون الحب واندفاعه ومشاعره الجميلة والنصف الثاني التزامه كرب أسرة وأب يحاول أن يجعل صورته براقة في عيون أسرته.

وتقرر لبنى الزواج منه في السر إلا أن التجربة العاطفية بينهما تعلن هزيمتها وعدم قدرتها على الاستمرار أو الصمود أمام الواقع الذي تحاول لبنى أن تتجاهله أو تتناساه، ويزداد الحزن والخيبة في داخلها بعد أن تفاجأ برفض طلب الهجرة الذي تقدمت به.

عواطف

المرأة الثالثة في الفيلم هي عواطف، الزوجة المحافظة المطحونة يوميا لتلبية طلبات بناتها وبيتها، لا تعرف طعم الراحة أو الاسترخاء وتشعر بأنها فقدت إنسانيتها ولم يعد لها الحق في الحب أو الحنان، بعدما داس عليها الواقع بالتزاماته ومطالبه الروتينية التي لا تنتهي، وتبدأ معاناتها الحقيقية ليلا عندما يطلبها زوجها للفراش فتجد نفسها مجهدة وغير قادرة على التعامل مع احتياجاته الجنسية، فتقترح عليه فكرة مجنونة وهي تزويجه من امرأة أخرى تساعدها في شؤون البيت وتلبي احتياجاته، في الوقت نفسه.

إزاء هذه الفكرة يعنفها الزوج رافضاً وجود امرأة غريبة في المنزل، إلا أن عواطف تبدأ رحلة البحث عن هذه الزوجة إلى أن تعثر على فتاة على قدر بسيط من الجمال، وتسعى إلى إتمام الصفقة معها. بالفعل تحضر إلى البيت لنرى مشاهد شديدة الجمال والذكاء بين المرأتين في تنافسهما على قلب الزوج ومعدته.

 مع مرور الوقت تبدأ عواطف بالغيرة من الوافدة الجديدة، لا سيما بعدما شعرت بأن زوجها يميل إليها وابنتيها تتعلقان بها، وبأنها أصبحت على هامش الحياة، فتقرر وقف هذه المهزلة التي صنعتها لإرضاء زوجها.

صُوّرت المشاهد ببساطة وبراعة وسلاسة غير عادية في حركة الكاميرا، بالإضافة إلى أداء مشحون بالحس الكوميدي لمعظم أبطال الفيلم.

back to top