نعم للانتخابات

نشر في 14-04-2016
آخر تحديث 14-04-2016 | 00:00
 علي البداح الجيل الجديد من شبابنا تعلم من التجارب السابقة ويريد مستقبلا أفضل له وللأجيال القادمة، ولم تعد تنطلي عليه الألاعيب، والمتابع لصوت الشباب يدرك مدى القلق الذي يعيشه على مستقبل البلاد، وقد قدموا أنفسهم بملاحظات قوية للناس دخل على إثرها بعضهم السجون من أجل حرية التعبير والعدالة.

لا شيء يثلج صدور المفسدين في الأرض مثل إعلان الامتناع عن المشاركة بالانتخابات، وحث الناس على مقاطعتها، فالنظام، أي نظام يسعى بكل إمكاناته إلى منع أو تقليل فرص المعارضة من الوصول إلى البرلمان،  وإعلان المقاطعة هدية مجانية تلقى كل الترحيب لمن يريد التفرد بالقرار.

دستورنا وإن كان فيه مواد متفوقة على العديد من الدساتير العربية إلا أنه ترك كثيرا من الثغرات لتحكم السلطة التنفيذية، ولن نستطيع محاربة الفساد والمشاركة في ترشيد القرار الحكومي إلا بالوجود في مجلس الأمة.  

يرى البعض أنه لا فائدة من المشاركة ما دام سمو الأمير قادرا على حل مجلس الأمة متى ما شاء، لكن هذا يعني استسلاما كاملا وتركا لكل القوانين الأخرى  بيد الحكومة تصوغها كما تريد، وبالتالي تحكمها في كل كبيرة وصغيرة، وبالتالي السيطرة على أحكام المحاكم وإزالة كل نواحي المراقبة والمحاسبة، والتحجج بنواحي الضعف في بعض مواد الدستور يعني ترك البلاد لتدار كما يريد البعض لا كما يختار الشعب، وفي رأيي المتواضع أن وصول أعداد بسيطة من النواب المخلصين الأوفياء يمكن أن يعرقل خطة الاستيلاء على السلطات الثلاث.

لندخل الانتخابات بصوت واحد أو بنصف صوت حتى، ولندعم مجموعة من أبناء الكويت المخلصين نختارهم من كل مناطق الكويت، ونعمل على إنجاحهم في الانتخابات بموجب برامج للإصلاح والتنمية والعدالة ونستمر في دعمهم ورقابتهم، وفضح أي نائب يخون الأمانة أو يضعف أمام الإغراءات، ولو تمكنا من إيصال مجموعة جيدة يمكن مراجعة كل القوانين غير الديمقراطية أو أي قوانين تميز بين المواطنين، وربما وصلنا إلى صيغة تعدل بعض مواد الدستور لمزيد من الديمقراطية والمشاركة الشعبية في إدارة البلاد. ربما نستطيع خلق التوازن المطلوب بين السلطات الثلاث ويكون الشعب هو السلطة العليا في البلاد فعلاً لا قولا.

الجيل الجديد من شبابنا تعلم من التجارب السابقة ويريد مستقبلا أفضل له وللأجيال القادمة، ولم تعد تنطلي عليه الألاعيب، والمتابع لصوت الشباب يدرك مدى القلق الذي يعيشه على مستقبل البلاد، وقد قدموا أنفسهم بملاحظات قوية للناس دخل على إثرها بعضهم السجون من أجل حرية التعبير والعدالة.

هناك من يريد الاستفادة من الفساد القائم، وهو يرى كيف ينتقل المنتخبون من حال إلى حال عند وصولهم إلى مجلس الأمة، ولا شك أن الإغراء قائم، والمفسدين فتحوا بورصة خاصة لتدوال الأسماء القابلة لدعم المفسدين، وهم مستعدون للدفع دائما لمن يضع التشريع في خدمة المتنفعين وتخريب مسيرة الديمقراطية، لكن غالبية الشعب، وفي مقدمتهم الشباب، ضد الفساد، وقد شاهدوا كيف أن غياب الرقابة وتقريب الأصحاب أوصل البلاد إلى هذه الحالة من الفساد.

لن يتوقف هذا الفساد إلا بوجود مجلس أمة صالح وقوي، وعلينا أن نوصل نوابا أقوياء إلى المجلس القادم.

back to top