وصل الرئيس الصيني شي جينبينغ الثلاثاء إلى السعودية في مستهل جولة إقليمية تقوده إلى مصر وايران، في خطوة هي الأولى من نوعها تهدف لتعزيز الحضور الاقتصادي للعملاق الآسيوي في الشرق الأوسط.

Ad

وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز استقبل الرئيس الصيني الثلاثاء، وعرضت القناة السعودية الرسمية لقطات من اللقاء الذي تخللته مأدبة غداء تكريمية.

ووقع البلدان 14 اتفاقاً ومذكرة تفاهم بينها ما يتناول التعاون الاقتصادي وإقامة آلية للتشاور حول مكافحة «الإرهاب» وكذلك ينص اتفاق آخر على بناء مفاعل نووي، حسب ما ذكرت الوكالة السعودية.

وقال الرئيس الصيني حسب ما نقلت وكالة الأنباء الصينية الرسمية انه «منذ إقامة علاقات دبلوماسية قبل 26 عاماً بين الصين والسعودية، تطورت علاقاتنا مع ثقة سياسية متبادلة تتعمق باستمرار وتعاون اقتصادي قوي في عدة مجالات».

وتحدث عن زيارة مثمرة من شأنها أن «تؤدي إلى رفع مستوى تعاوننا في قطاعات مختلفة بالإضافة إلى التعاون بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي».

وسيشارك العاهل السعودي والرئيس الصيني الأربعاء في افتتاح مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية في الرياض، كما يعلنان تدشين شركة «ينبع ارامكو سينوبك» (ياسرف) لتكرير النفط، وهي ثمرة تعاون بين شركة أرامكو النفطية السعودية و«سينوبك» الصينية للبتروكيميائيات.

وفي إشارة إلى أهمية الزيارة، خصصت صحف سعودية صفحات عدة لها، علماً بأن العديد من الأعلام الصينية رفعت في شوارع الرياض.

وتـأتي زيارة الرئيس الصيني للرياض في خضم أزمة دبلوماسية بين السعودية وايران منذ إعدام المملكة في الثاني من يناير، رجل الدين الشيعي نمر النمر، وأعلنت السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران إثر تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لهجمات من محتجين على إعدام النمر.

كما تأتي الزيارة بعد أقل من ثلاثة أيام على إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رفع عقوبات اقتصادية عن ايران، بموجب الاتفاق حول برنامجها النووي، والذي تم التوصل إليه مع الدول الكبرى في يوليو.

وكانت الصين واحدة من الدول الست التي خاضت في مفاوضات شاقة مع ايران حول الملف.

وتعتمد بكين على الشرق الأوسط في القسم الأكبر من وارداتها النفطية لكنها لا تتدخل عادة في التوترات والنزاعات في المنطقة.

وكان نائب وزير الخارجية الصيني جانغ مينغ التقى في الآونة الأخيرة مسؤولين سعوديين ثم ايرانيين خلال زيارتين قام بهما للدولتين.

وفي السعودية عبر الدبلوماسي الصيني عن أمله في «أن يلتزم كل الأطراف الهدوء وضبط النفس ويسووا الخلافات بالحوار ويبذلوا جهوداً منسقة لدفع الوضع باتجاه الانفراج».

وفي طهران كرر الدعوة إلى «الهدوء وضبط النفس» وعبّر عن الأمل في أن «يعمل كل الأطراف معا للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة».

وفي حين أن زيارة الرئيس الصيني مقررة قبل التوتر الأخير بين البلدين، يُرجح أن تشكل الأزمة الناشئة مادة للبحث.

ويقول الاستاذ في كلية العلاقات الدولية في جامعات بكين تزو فينغ لوكالة فرانس برس «من الواضح أن ثمة توترات حالياً بين السعودية وايران، لذا سيذهب إلى هناك محاولاً تأدية دور المُقنِع».

يضيف «ستحاول الصين القيام بما يمكنها، لكنها لن تؤدي دوراً أساسياً».

وتعد الصين، نظراً لتأثيرها الاقتصادي وعضويتها الدائمة في مجلس الأمن، من الدول المؤثرة والمعنية بنزاعات الشرق الأوسط، وإن لم تنخرط فيها بشكل مباشر.

واستضافت بكين الشهر الماضي مسؤولين من النظام السوري والمعارضة، مكررة الدعوة إلى حل سياسي للنزاع المستمر منذ نحو خمسة أعوام، وسبق للصين أن استخدمت حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن رفضاً لقرارات قد تدين نظام الرئيس بشار الأسد، تماشياً مع موقف موسكو، أبرز الداعمين الدوليين للنظام.

أما الرياض الداعمة للمعارضة، فاستضافت في ديسبمر مؤتمراً موسعاً لأطياف مختلفة سياسية وعسكرية من المعارضة السورية، سعياً لتوحيد رؤيتها تجاه أسس التفاوض مع النظام، وتأمل الأمم المتحدة بجمع طرفي النزاع حول طاولة التفاوض قبل نهاية الشهر الجاري.

ويوضح تزو فينغ أن «الصين هي أكبر مستورد لنفط الشرق الأوسط لذا فالاستقرار في الشرق الأوسط هو ما ترغب الصين في رؤيته».

وسبق لسلف شي، هو جينتاو، أن زار السعودية في 2009، حيث وقع عقوداً اقتصادية شملت سكك الحديد والنفط والمواد البتروكيميائية.