رجّح عميد معهد الدراسات الإفريقية السابق، عضو مجلس النواب الحالي، د. السيد فليفل، أن تتعرض اتفاقية «كامب ديفيد» بين مصر وإسرائيل إلى المراجعة، إذا استكملت تل أبيب اتفاقها مع أديس أبابا على توزيع كهرباء سد النهضة، في وقت لم يتم التوصل إلى اتفاق بين مصر وإثيوبيا بشأن السد الذي يعتقد أنه سيؤثر سلباً على حصة القاهرة من مياه نهر النيل.

Ad

واعتبر فليفل خلال مقابلة مع «الجريدة» أن موقع إنشاء السد الإثيوبي يثير القلق حول رغبة أديس أبابا في الإضرار بمصالح مصر المائية. وفي ما يلي نص الحوار:

• كيف ترى الانتقادات التي وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي للبرلمان نتيجة رفض قانون الخدمة المدنية؟

- أعتبر ما قاله الرئيس مجرد عتاب ولفت الانتباه إلى الأوضاع الاقتصادية القائمة، فالقانون بحاجة إلى بعض التعديلات التي تؤكد حقوق العاملين والموظفين في جهاز الدولة، وستتم الموافقة عليه مع وضعها وطرحه للمناقشة مجدداً.

• كيف ترى نتائج المفاوضات التي تجريها مصر مع إثيوبيا في ما يتعلق بسد النهضة؟

- المفاوضات تتم إدارتها عبر أجهزة الدولة، والبرلمان سيكون له ملاحظات قوية في ما يتعلق بضمان الحفاظ على حقوق مصر المائية، مع مراعاة أن التفاوض في القضايا المرتبطة بالأنهار يأخذ وقتا طويلا وأعتقد أن هناك متغيرات كثيرة يمكن أخذها في الاعتبار باستمرار، ومفاوضات خزان تانا بين مصر وإثيوبيا على سبيل المثال استغرقت من أواخر العشرينيات حتى عام 1935.

• هل إثيوبيا بحاجة فعلية إلى سد بهذه الإمكانات الضخمة؟

- لا... سد النهضة تصميمه وموقعه أكبر بكثير من الحاجة لتوليد طاقة كهربائية، ولو أرادت إثيوبيا توليد نفس الكمية من الطاقة لكان يمكن تنفيذها بتكلفة أقل من النصف في أماكن أخرى، وكذلك توليد الطاقة من مصائد الرياح، فإثيوبيا تركت 12 حوضاً نهرياً وقامت بتصميم السد على النيل الأزرق، وهو الأمر المثير للشك حول رغبتها في الإضرار بمصالح مصر المائية.

• هاك من يرى أن الجانب الإثيوبي يراوغ لتنفيذ السد وفرض الأمر الواقع، ما تعليقك؟

- لدينا أمل في أن تلتزم الحكومة الإثيوبية بالاتفاقية الإطارية الموقعة بين الرؤساء في مارس الماضي وعدم الإضرار بحصة مصر في مياه النيل، إضافة إلى أن هناك أوضاعاً في القانون الدولي في صالح الطرف المصري.

• ما فرص التصعيد أمام الجهات الدولية؟

- ثمة وسائل يمكن لمصر اللجوء إليها حال فشل المفاوضات منها الوساطة أو التحكيم أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية باعتبار الآثار السلبية للسد التي أشار إليها الخبراء تؤدي إلى التأثير على حياة ملايين المصريين، ويمكن توجيه اتهام لإثيوبيا بأنها تسعى إلى نوع من الإبادة للفلاحين المصريين بحرمانهم من مياه الشرب والري، وللأسف إثيوبيا انتهزت فرصة توتر الأوضاع الداخلية في مصر وتصرفت بانتهازية واضحة.

• كيف ترى الموقف السوداني في أزمة السد؟

- المسؤولون السودانيون يقولون كلاماً طيباً، لكن الأفضل أن يفعلوا مثله، وأوجه اللوم إلى وزير خارجية السودان عندما تحدث عن سد النهضة قائلا إنه سد إثيوبي على أرض إثيوبية، وأقول له إن هذه هي نصف الحقيقة، والنصف الآخر أن هذا سد إثيوبي على نهر دولي، وعليه أن يضع هذا في الاعتبار، ولو أن إثيوبيا تصرفت بهذا الشكل فمن الممكن أن تقطع المياه عن جنوب السودان وشماله في المستقبل.

• هل تتفق مع الحديث المتواتر بشأن دور إسرائيلي في سد النهضة؟

- بالتأكيد، فالشك في الدور الإسرائيلي حقيقي، لأنها دولة معادية بشتى الصور للمصالح المصرية، ونادرا ما وجدنا من إسرائيل التزاما بأي شيء، فإذا كانت لدى البعض شكوك في أن إسرائيل تقف إلى جانب إثيوبيا ضد مصر، فعليها إذا كانت لا تفعل هذا أن تبرئ ساحتها، لكنها لن تفعل ذلك، لأن إثيوبيا أعلنت أنها اتفقت مع شركة إسرائيلية على توزيع كهرباء السد، وبالتالي لا أعتقد أن مصريا سيوافق على استمرار أي علاقة مع إسرائيل في المستقبل، سواء عبر اتفاقية "كامب ديفيد" أو غيرها ـ إذا تم اتفاقها مع إثيوبيا على توزيع كهرباء السد ـ في وقت لم يتم التوصل فيه إلى اتفاق بين مصر وإثيوبيا.