قالت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية إنها عممت زراعة «أشجار السدر» على مشاريع الزراعة التجميلية بالبلاد كونها أكثر أنواع الأشجار ملاءمة للبيئة الكويتية فضلاً عن احتلالها المركز الثاني من حيث القيمة الاقتصادية بعد النخيل.

Ad

وأضافت الهيئة في تقرير خصت بنشره وكالة الأنباء الكويتية «كونا» اليوم الثلاثاء أنها عمدت إلى اختيار أفضل أصناف «أشجار السدر» وعملت على إكثارها ونشرها في المشاريع التابعة نظراً لأهميتها.

وأوضح مدير إدارة الإرشاد الزراعي بالهيئة المهندس غانم السند أن إدارة مراقبة النخيل والأشجار المثمرة بالهيئة حرصت على تطعيم الأصناف المحلية بأجود الأصناف المستوردة، لافتاً إلى خضوعها للاختبار للوقوف على مدى قدرتها على التأقلم مع البيئة الكويتية.

وأشار السند إلى أن أشجار السدر هي نبات شجيري شائك بري موطنه الجزيرة العربية واليمن والكويت ويزرع في مصر وسواحل البحر الأبيض المتوسط تنمو بصفة عامة في المناطق الحارة والمعتدلة وتتميز بتحملها الظروف المناخية القاسية كالجفاف وقلة المياه وارتفاع درجة حرارة الجو ونوعية التربة الرملية وزيادة ملوحة التربة.

ولفت إلى أن الكثير من المزارعين توجهوا لزراعتها في مناطق الوفرة والعبدلي والفنطاس إلى جانب زراعتها بالحدائق العامة وفي الكثير من المنازل.

وبيّن أن أشجار السدر تعمل كمصدات للرياح وتحمي التربة من الانجراف لكنها لا تتحمل درجات الحرارة المنخفضة، مبيناً أنها تنمو في جميع أنواع الأراضي بشرط عدم ارتفاع منسوب المياه في الأرض.

وذكر أن هناك الكثير من أنواع «شجر السدر» تُزرع في الكويت منها تفاحي وكمثري وخلاص أم سليم وطويل، مبيناً أن إدارة مراقبة الأشجار المثمرة تعمل حالياً على إكثار أصناف جديدة من أشجار السدر المطعمة ومنها سكري ومسكي وعسلي وباكستاني بناتي وجوزي وكويتي.

وأفاد بأن نبات «السدر» يحمل عدة أسماء منها عرج وزجزاج وزفزوف واردج وغسل ونبق وكنار فيما يُطلق على ثمارها كنار ونبق وجنا، مشيراً إلى أنها تتميز بطعمها اللذيذ والمنعش ورائحتها العطرة علاوة على احتوائها على الفيتامينات والعناصر المعدنية مثلاً الكالسيوم والبوتاسيوم والفسفور والحديد.

وقال السند أن للسدر استخدامات طبية عديدة حيث تُستخدم أوراقه في علاج الأمراض الجلدية والصدرية والمعوية كما تستخدم كمسكن موضعي للألم وضد الصرع وفى علاج أمراض الكبد، مبيناً أن ثماره تُستخدم في علاج الحمى ومرض الحصبة وقرحة المعدة وتقوية الشعر.

وأضاف أن النحل يتغذى على أزهار «شجرة السدر» ورحيقها وينتج منها عسلاً جيداً ذو قيمة غذائية عالية يُسمى «عسل السدر» وهو من أغلى أنواع العسل البري المطلوبة.

وأكد أن الانتاج الكويتي من «عسل السدر» يمتاز بجودته العالية، لافتاً إلى فوز الكويت بالميدالية الذهبية خلال مؤتمر دولي عقد في كوريا الجنوبية العام الماضي.

وحول طبيعة «أشجار السدر»، قال السند إنها من الأشجار متباينة الطول إذ يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار فأكثر وهي شجرة سريعة النمو متوسطة إلى كبيرة الحجم دائمة الخضرة ساقها غير معتدلة عادة أسطوانية الشكل ذات أغصان متدلية ومجموعها الجذري عميق.

وأضاف أن أوراق شجرة السدر بسيطة بيضاوية الشكل يتراوح طولها ما بين 2 و4 سنتيمترات وتخرج متبادلة على الفرع، لافتاً إلى أن أزهارها صغيرة الحجم ولونها أخضر يميل إلى الاصفرار وتزهر في فصلى الصيف والخريف.

ولفت السند إلى أنه على الرغم من تحمل أشجار النبق للجفاف ولكن لابد من توفير الرطوبة حول منطقة انتشار الجذور حتى يمكن الحصول على محصول وافر ذو صفات ثمرية جيدة، مبيناً أن ري الأشجار يتوقف على نوعية التربة ولابد من توفير مياه الري أثناء موسم النمو على أن يلحق بالري الخفيف أثناء فترة التزهير وأثناء تكوين الثمار.

وأوضح أن «أشجار السدر» يجب أن تُروى كل ثلاثة أيام في الأراضي الرملية و10 أيام في الأراضي الطينية وعند مرحلة نضج الثمار يجب أن يُقلل الري.

وذكر أن أفضل طرق الري المناسبة لأشجار «السدر» هو الري بالتنقيط بمعدل 20 إلى 30 لتر للشجرة الحديثة مرتين أسبوعياً خلال فصل الشتاء وثلاث مرات في فصل الربيع ويومياً في الصيف، مشيراً إلى أنه بالنسبة للأشجار المثمرة فتُعطى من 50 إلى 70 لتر للشجرة مرتين أسبوعياً بنفس القدر.

وأوضح السند أن موعد التزهير الأول لأشجار «السدر» يكون في بداية فصل الخريف إذ تبقى الثمار عاقدة على الأشجار حتى يكتمل نموها وتنضج في شهر أبريل تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة حيث تحصل الثمار على احتياجاتها من الوحدات الحرارية العالية، لافتاً إلى أن موعد التزهير الثاني يكون في نهاية فصل الصيف وبداية الخريف.