{فتحي لا يعيش هنا بعد الآن} للمخرج ماجد نادر، فيلم مصري قصير شارك أخيراً في مهرجان برلين السينمائي في إطار المنتدى الموسع للأفلام. يحكي عن صورة {أيقونية} من فيلم {بيرسونا} للمخرج إنغمار برغمان تجمع بين بيبي أندرسون وليف أولمان، يجدها الشاب فتحي على علبة شامبو محلية الصنع مما يثير فضوله للبحث عن صاحب هذه الفكرة. تخرّج ماجد في المعهد العالي للسينما عام 2011، وسبق أن أخرج فيلمين قصيرين أثناء دراسته في المعهد هما {زيارة يومية} و«تواصل}.

Ad

في لقاء مع {الجريدة} يتحدّث عن تجربته مع الفيلم ومشاركته في المهرجان، وصعوبات واجهته خلال فترة التحضير.

لماذا اخترت اسماً طويلاً لفيلمك {فتحي لا يعيش هنا بعد الآن}؟

لم يشغلني هذا الأمر. كان العنوان ملاحظة كتبها أحد أصدقائي عبر صفحته على موقع التواصل  {فيسبوك} عام 2008، وحينما قرأتها أعجبت بها بشدة وتحمست لتحويلها إلى فيلم قصير، لكن الظروف لم تكن مناسبة وفضلت تأجيلها حتى إشعار آخر لتقديمها بصورة جيدة. في عام 2011، عدت إليها وفكرت في أن تكون مشروع تخرجي في معهد السينما، لكني لم أتوصّل إلى الشكل المناسب وقتها فأجلته مجدداً قبل أن أعود إليه عام 2015، وفعلاً بدأت في تنفيذه.

ما سبب اختيارك شركة {رحالة} لتقديم الفيلم من خلالها؟

تجمعني صداقة مع القيمين على الشركة ناي إسماعيل وفادي إسحاق، وكنت قد تحدثت عن الفيلم بالمصادفة أمامهما فتحمسا للمشروع، خصوصاً أن الشركة تعمل على هذه النوعية من الأفلام ثم بدأنا التحضير لتصويره، كذلك قدمنا للحصول على منحة دعم له لأجل تنفيذه.

قدمت أبطالاً جدداً في الفيلم، فهل قصدت ذلك؟

عندما أستقر على طريقة تصوير الفيلم أبحث عن أبطاله وسط شخصيات محيطة بي سواء في أصدقائي أو دائرة معارفي، وأحاول إقناعهم بالمشاركة في الفيلم والوقوف أمام الكاميرا لأن وجودهم سيكون أفضل بالنسبة إلي وإلى الفيلم، لا سيما أن التعاون مع الأصدقاء أو المعارف يكون أسهل بكثير، بالإضافة إلى تحملهم ظروف التصوير، خصوصاً تلك النوعية من الأفلام. ولكن قد تختلف هذه الطريقة عندما أشرع في التحضير لفيلم روائي طويل.

كم استغرق تصوير الفيلم؟

استغرق  ثلاثة أيام فقط، لكننا تأخرنا في الانتهاء منه في مجمل مراحله لأشهر عدة بسبب تحميض الخام في برلين وهي فترة أجلت الانتهاء منه بشكل كامل بسبب المشاهد المصورة بتقنية 16 ملم، وانتظرنا حتى الانتهاء منها ليخرج الفيلم بصورة جيدة. ولا أنكر أنني استفدت من هذه الفترة لتعلّم أمور عدة في ما يتعلّق بوضع الصوت وغيرها من أمور فنية ساهمت في تقديم الفيلم بصورة أفضل.

الجمهور والديجيتال

هل قصدت الانتهاء من الفيلم للحاق بمهرجان برلين؟

كنت حريصاً على الانتهاء من العمل قبل التفكير في المهرجانات التي سنحاول المشاركة والعرض فيها، وبصدق تزامن توقيت الانتهاء من {فتحي لا يعيش هنا بعد الآن} مع فتح برلين أبواب المشاركة فقدمنا الفيلم وتم قبوله، وأعتقد أننا لو انتهينا مبكراً لقدمنا في مهرجانات أخرى بخلاف مهرجان برلين.

 

ماذا عن رد فعل الجمهور؟

استقبل الجمهور الفيلم بشكل جيد، خصوصاً أنه عرض ضمن مجموعة أفلام تم تصويرها بالخام وليس الديجيتال ضمن حملة للترويج لاستخدام الخام في السينما والتأكيد أن هذا الأسلوب لا يزال يستخدم في التصوير، وأن ثمة مخرجين يصنعون أعمالهم  بالخام، مما جعل استقبال الجمهور للفيلم يأتي بشكل أفضل، فقد حرص على مشاهدته المهتمون بهذه النوعية من الأعمال، ونال إعجابهم الحمد لله.

لكن يفضل بعض المخرجين الديجيتال في تصوير الأعمال باعتباره يعطي جودة أعلى.

أختلف مع هذا الرأي. يعطي الخام والديجيتال الفيلم الجودة نفسها في التصوير والعرض، وجاء اختياري الخام مرتبطاً بطبيعة فيلمي حيث الصور الفوتوغرافية الثابتة كثيرة، بالإضافة إلى لقطات من فيلمين آخرين قدما في الستينيات، لذا وجدت أن التصوير بالخام سيكون أفضل ويناسب الفيلم أكثر من الديجيتال، أي أن استخدامي الخام هنا كان لضرورة فنية تتوافق وطبيعة الفيلم.

هل تحظى الأفلام القصيرة بفرصة أكبر في العرض بالخارج؟

تتحقّق فرصة عرض الأفلام القصيرة في مصر من خلال  المشاركة في المهرجانات أو عروض سينما خاصة، كتلك التي تقدمها سينما {زاوية} على فترات، وهو ما ينطبق في الخارج أيضاً، فالأفلام القصيرة تعرض في المهرجانات السينمائية فحسب.