تحت الأمطار وفي شوارع خالية، جال أوباما والابتسامة تعلو محياه، هو وعائلته، على معالم تاريخية في العاصمة الكوبية هافانا، كاسرا الحظر المفروض على النظام الشيوعي في هذه الجزيرة الكاريبية الواقعة على مدخل خليج المكسيك.

Ad

بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما، مساء أمس الأول، زيارة تاريخية الى كوبا هي الأولى لرئيس أميركي منذ الثورة التي انتصرت في البلاد 1959، والأولى لرئيس أميركي إلى الجزيرة الكاريبية منذ العام 1928، كاسرا بذلك الحظر المفروض على النظام الشيوعي الحاكم.

وكان عدد من المسؤولين الكوبيين، من بينهم وزير الخارجية الكوبي برونو رودريفيز، والسفير الكوبي لدى الولايات المتحدة خوسيه كاباناس، في استقبال أوباما لدى وصول الطائرة الرئاسية "اير فورس وان" مطار هافانا، ولم يحضر الرئيس الكوبي راؤول كاسترو.

وقال أوباما إثر وصوله إلى هافانا "إنها زيارة تاريخية ومناسبة تاريخية" وغرد على تويتر بالقول: "كيف الحال يا كوبا؟". وجال الرئيس الأميركي أمس الذي رافقته زوجته ميشال وابنتاهما ماليا (17 عاما) وساشا (14 عاما) في المدينة القديمة على أماكن تاريخية ككاتدرائية هافانا و"قصر الجنرالات" تحت الأمطار الغزيرة.

اعتقالات

وبعد وضع إكليل من الزهر أمام نصب خوسيه مارتي، الرمز الاستقلالي الكوبي، وعد أوباما بالتطرق أمام كاسترو إلى ملف حقوق الانسان، غداة اعتقالات جديدة طالت حركة النساء المتشحات بالبياض المعارضة.

عشاء رسمي

وقبل عشاء رسمي في قصر الثورة بينهما، التقى أوباما ونظيره الكوبي، في دفعة لسياسة التقارب بين البلدين.

 وبحسب البيت الأبيض، لم يقرر أي لقاء مع الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو البالغ 89 عاما. وسيجتمع أوباما اليوم مع عدد من المنشقين من المجتمع المدني الكوبي داخل السفارة الأميركية أو مقر السفير الأميركي.

دفع التقارب

وتهدف زيارة أوباما إلى دفع جديد لعملية التقارب التي بدأت في نهاية 2014 بين الولايات المتحدة وكوبا. وبالنسبة إلى أوباما الذي سيغادر البيت الأبيض خلال 10 أشهر، فإن الهدف واضح، وهو أن تكون عملية التقارب مع هافانا نهائية ولا رجوع عنها أيا منكان خلفه في البيت الأبيض في العام 2017. وراؤول كاسترو الذي يكبر أوباما بثلاثين عاما سيدعو مجددا إلى إلغاء الحظر المفروض على بلاده منذ 1962.

وبمناسبة الزيارة وافق البيت الأبيض على تخفيف جديد للعقوبات، فقد أجازت الخزانة الأميركية لشبكة "ستاروود" للفنادق فتح فندقين في هافانا في سابقة منذ الثورة الكوبية في 1959.

لكن هافانا تريد المزيد وأعربت عن الرغبة في استقبال سياح أميركيين والقيام بتعاملات دولية دون عقبات وجذب استثمارات أجنبية لدعم الاصلاحات الاقتصادية التي اطلقها راؤول كاسترو.

وحول هذا الموضوع يبقى موقف السلطات الكوبية ثابتا وأكدت حزمها هذا الاسبوع على لسان وزير الخارجية برونو رودريغيز. وحذر الأخير من ان هافانا غير مستعدة "للتنازل عن اي من مبادئها (...) للتقدم نحو التطبيع".

وأعاد البلدان علاقاتهما الدبلوماسية في يوليو 2015 وشطبت واشنطن كوبا من قائمتها للدول الداعمة للإرهاب في مايو، لكن الخلافات تبقى كبيرة بين البلدين العدوين في حقبة الحرب الباردة.

وبالنسبة للشعب الكوبي فإن التطبيع الكامل للعلاقات يمر أولا بالرفع التام للحظر الذي يعود للكونغرس، وأيضا بإعادة قاعدة غوانتانامو الاميركية التي تم احتلالها في 1903. وترفض واشنطن بحث هذا الموضوع.

البيت الأبيض يرد على ترامب

وأكد البيت الأبيض أنه لا يعتبر عدم استقبال الرئيس الكوبي كاسترو لأوباما لدى وصوله إلى هافانا به أي إساءة. وقال عن نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي بن رودس قوله إنه لم يكن من المنتظر، أو حتى تمت مناقشة وجود الرئيس كاسترو بالمطار، وأضاف بن رودس في هافانا أن الكوبيين يعتبرون اجتماع أوباما وراؤول كاسترو، أمس هو بمثابة الاستقبال الرسمي للرئيس.

وعلق المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية الملياردير دونالد ترامب على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، إذ قال ترامب في تغريدة له إن هذه إشارة إلى إبداء "عدم الاحترام"، وكتب ترامب، في تغريدته، قائلا "الرئيس أوباما وصل إلى كوبا. حدث كبير، وراؤول كاسترو لم يكن في استقباله"، وأشار ترامب إلى أن كاسترو كان استقبل بابا الفاتيكان وآخرين من قبل.

الكرملين يدعم الزيارة

وعلقت موسكو الحليف التاريخي للنظام الكوبي أمس على زيارة أوباما التاريخية لكوبا قائلة إن من مصلحة روسيا أن يكون لهافانا علاقات طيبة مع الولايات المتحدة.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، "علاقات صداقة وشراكة تربط بين روسيا وكوبا منذ عشرات السنين. نحن مهتمون بكوبا التي تتعامل معنا بود وتبقي على علاقات طيبة مع كل جيرانها، وقبل كل شيء مع الولايات المتحدة".

كيري يلتقي «فارك»

اجتمع أعضاء في جماعة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية المتمردة" (فارك) مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في كوبا.

وهو أول اجتماع يعقد بين وزير خارجية أميركي ومفاوضين من فارك، وهي مجموعة "ماركسية" تُجري محادثات مع الحكومة الكولومبية في هافانا، منذ أكثر من ثلاث سنوات.