فوز المرشح للرئاسة الأميركية الملياردير دونالد ترامب في ولايتي مسيسيبي وميتشيغن شكّل صفعة كبيرة، ليس لمنافسيه بل للمؤسسة الحزبية الجمهورية، التي حاولت على امتداد الأيام العشرة الأخيرة قطع الطريق على ترامب من الفوز بترشيح الحزب.

Ad

هذا على الأقل ما أعلنه ترامب بنفسه، وما صدر عن العديد من القيادات الجمهورية المستاءة من وصوله إلى البيت الأبيض.

فشل الحملات

ورغم الحملات السياسية والإعلامية التي انفق عليها نحو 40 مليون دولار في أسبوع واحد، في محاولة لتشويه سمعة ترامب التجارية، ووصفه برجل الأعمال الفاشل، ونشر الكثير من الروايات التي تشكك في ثروته وفي مصادرها وكذلك بنجاحها، تمكن ترامب من الصمود، لا بل وعزز أرقامه سواء في استطلاعات الرأي في الولايات أو على المستوى الوطني.

أصوات جمهورية عدة باتت مقتنعة بأن ترامب اجتاز نقطة اللاعودة، وأنه لا مجال لوقفه. حتى بدايات الانحياز إلى تيد كروز المرشح الانجيلي المتشدد وغير المرغوب من المؤسسة الحزبية الجمهورية، قد يكون فات أوانه مع تعزيز ترامب لأرقامه ولعدد المندوبين الذين سيمثلونه خلال تسمية مرشح الحزب في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو في يوليو المقبل.

الولايات الكبرى

لا أحد يتوقع أن يعلن منافسو ترامب الانسحاب من السباق، فهم يراهنون على الولايات الكبرى التي ستنتخب الثلاثاء المقبل، وعلى الأكثرية البيضاء التي لم تشارك بعد في تلك الولايات، وحاكم ولاية اوهايو جون كايسك يراهن على فوزه فيها ما قد يعزز أرقامه، خصوصاً انه احتل المرتبة الثانية في ولاية ميتشيغن، في حين يراهن ماركو روبيو على ولايته فلوريدا علها أيضاً تحسن فرصه.

لكن استطلاعات الرأي تقدم صورة مختلفة، حيث يتصاعد حجم التأييد لترامب يوماً بعد يوم، مع إحساس الناخبين الجمهوريين أن «حصانهم» في هذا السباق تبدو حظوظه جدية للفوز، الأمر الذي يترك أثراً نفسياً على خياراتهم ويزيدهم تمسكاً به.

في الجانب الديمقراطي، قد يكون من الحكمة التمهل في حسم نتيجة السباق، رغم ان نتائج هيلاري كلينتون لاتزال تمنحها حتى الساعة تقدماً ملحوظاً جداً على منافسها بيرني ساندرز.

فوزها في ولاية مسيسيبي حيث الأغلبية من الأفارقة الأميركيين السود لم يكن مفاجئاً. وفيه ختمت فوزها في ولايات الجنوب الأميركي كله حيث الأغلبية من السود، مع بون شاسع عن ساندرز.

تنافسها الشديد معه في ولاية ميتشيغن يظهر الانقسام العرقي، حتى داخل صفوف الحزب الديمقراطي، حيث تجهد لتحسين صورتها وحظوظها مع السكان البيض.

لكن هذا لم يمنعها من انتزاع نحو نصف عدد مندوبي الولاية، لتعزز رصيدها العام علها تستغني عن أصوات اكثر من 440 من «المندوبين الكبار» أو «السوبر ديليغيت»، الذين اعلنوا تأييدهم المسبق لها.

وبحسب النتائج شبه الكاملة حصل ساندرز في هذه الولاية على 50 في المئة من الأصوات مقابل 48 في المئة لكلينتون.

وقال سيناتور فرمونت: «كانت ليلة رائعة في ميتشيغن». وأضاف «هذا يعني ان الثورة السياسية التي نتحدث عنها تلقى أصداء قوية في كل أنحاء البلاد».

كلينتون لا يسعها حتى الساعة القول انها ضمنت السباق، ما لم تضمن الفوز على الأقل في ولايات كبرى اخرى، حيث الاغلبية من البيض كأوهايو وبنسلفانيا ونيويورك وصولاً إلى فلوريداً.

فوزها أو على الأقل تحقيق نتائج جيدة فيها سيمنحها تقدماً للفوز بالانتخابات التمهيدية المتبقية، والفوز في النهاية بترشيح الحزب الديمقراطي.

في المقابل، على ساندرز بذل جهود أكبر ليبقى في السباق، فالولايات الكبرى ليست محسومة الولاء لشعاراته «الديمقراطية الاشتراكية»، في ظل التنوع الكبير والفروقات التي تعيشها تلك الولايات اقتصادياً أو اجتماعياً أو سياسياً.

فهو فضلاً عن عدم تمكنه حتى الساعة من الفوز بتعاطف المؤسسة الحزبية بشكل محسوس، لم تعلن الكثير من المؤسسات الأميركية والعلمية والبحثية والمؤسسات الإعلامية المرئية والمكتوبة والمسموعة، وصولا الى هوليوود، والتي تصوت عادة للديمقراطيين، حتى الساعة، انجذابها الكلي نحو شعاراته.