في تطور ميداني للأوضاع الأمنية بشبه جزيرة سيناء، التي تشهد تصاعدا في وتيرة العمليات الإرهابية، لمواجهة خطة قوات الجيش والشرطة للقضاء على العناصر المسلحة، عمّم تنظيم "ولاية سيناء"، الذي بايع خليفة "داعش" أبو بكر البغدادي، صور نحر سيناويين بزعم الوشاية بعناصره وأماكن تجمعهم، لمصلحة قوات الجيش.
اللافت أن القبضة الأمنية التي أعاقت حركة التنظيم المتطرف مؤخرا، دفعته إلى اللجوء إلى المدن ذات الظهير الصحراوي، بُغية الاختباء في التضاريس والجبال الوعرة، في حين كانت ظاهرة نحر السيناويين مستمرة حتى منتصف 2015، إلى أن أطلق الجيش عملية "حق الشهيد"، سبتمبر 2015، ما قلص إلى حد كبير من قوة التنظيم الإرهابي.الناشط السيناوي عبدالقادر مبارك، قال إن "التنظيم يتبع سياسة النحر لإرهاب المواطنين"، مضيفا في تصريحات لـ"الجريدة" أن "التنظيم اختطف خلال الأسبوعين الماضيين نحو 30 سيناوياً بزعم التعاون مع قوات الجيش".ولفت إلى أن سياسة "ولاية سيناء" لن تنجح في إثناء السيناويين عن التعاون مع أجهزة الأمن، لاستئصال شقفة الإرهاب، مرجحا "اندلاع صراعات بين القبائل على خلفية تلك الممارسات الإرهابية، بعد انتهاء الحرب على الإرهاب".وقال إن "العناصر الإرهابية معروفة للجميع، ومعروف مَن يدعمها من العشائر، مما يعزز من احتمالات الصدام القبلي".خبير الحركات الأصولية صبرة القاسمي، أوضح لـ"الجريدة" أن التنظيم يعتمد على أحاديث ضعيفة ومغلوطة، وردت عن النبي محمد (ص) مثل الحديث الذي رواه أحمد: (تسمعون يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح).وقال القاسمي: "ليس المراد بالذبح هنا قطع العروق المعروفة في موضع الذبح من الحلق بالسكين كما فهم بعض الجهلة، لأن الذبح تعذيب ومُثلى وقد نهى النبي عن المُثلى وأمر بالإحسان، والمفسرون قالوا إن النبي أراد هنا بكلمة الذبح أنه بشر بقتل كل من آذاه، وبالفعل كثير منهم لقوا مصرعهم بالقتل".وأشار القاسمي إلى أن "داعش" يعتمد بشكل رئيس على كتاب "إدارة التوحش" في سياستهم ببعض المناطق السيناوية، مبينا أن التنظيم يريد من تلك السياسات بث الرعب في النفوس لضمان البقاء والتمدد، كما أن الآلة الإعلامية للتنظيم تعمل على التضخيم لإيقاع الهزيمة النفسية في نفوس خصومهم.
دوليات
«داعش» يثأر من الجيش بنحر سيناويَّين
12-02-2016