نجحت وساطة قبلية، بدأت قبل أيام، في التوصل إلى اتفاق لتهدئة العمليات على الشريط الحدودي بين السعودية واليمن، فضلاً عن إطلاق الرياض لـ 8 يمنيين، مقابل استعادة عريف، كان معتقلاً لدى الميليشيات المتمردة.

Ad

قبل أسابيع قليلة من الذكرى السنوية لانطلاق عمليات التحالف العربي ضد المتمردين في اليمن في 26 مارس 2015، وفي بادرة هي الأولى من نوعها، نجحت وساطة قبلية بدأت قبل أيام في التوصل إلى اتفاق لتهدئة على الشريط بين السعودية واليمن، فضلاً عن استعادة الرياض لعريف كان بقبضة الميليشيات الحوثية مقابل إطلاق 7 يمنيين.

قيادة «التحالف»

وأعلن التحالف العربي ضد التمرد الحوثي، أمس، تجاوبه مع "التهدئة الحدودية".

وقالت قيادة قوات التحالف في بيان، نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أمس، إن "شخصيات قبلية واجتماعية يمنية، سعت إلى إيجاد حالة من التهدئة على الحدود اليمنية المتاخمة للمملكة، لإفساح المجال أمام إدخال مواد طبية وإغاثية للقرى اليمنية القريبة من مناطق العمليات، واستجابت قوات التحالف لذلك عبر منفذ علب الحدودي، الذي يصل الحدود الجنوبية للمملكة بمناطق شمال اليمن، حيث يسيطر الحوثيون على مناطق واسعة، بينها أبرز معاقلهم، محافظة صعدة".

وأضاف البيان "تمت استعادة المعتقل السعودي العريف جابر أسعد الكعبي وتسليم 7 يمنيين تم القبض عليهم في مناطق العمليات قرب الحدود السعودية الجنوبية".

وأعربت قيادة التحالف عن ترحيبها باستمرار حالة التهدئة في إطار تطبيقها لخطة "إعادة الأمل"، بما يُسهم في الوصول إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216، الذي ينص على خروج الحوثيين من المدن، وتسليم الأسلحة، ومسار انتقال سياسي.

اتفاق محدود

ويأتي الإعلان عن "الاتفاق المحدود"، غداة تأكيد مصادر بوجود وفد حوثي في جنوب المملكة للبحث في تهدئة، حيث قتل العشرات خلال الأشهر الماضية جراء سقوط قذائف وصواريخ وهجمات مصدرها الأراضي اليمنية.

وقال مصدر قريب من المفاوضين، أمس الأول، إن "وفداً حوثياً يوجد على الحدود الجنوبية للسعودية لإجراء مباحثات حول وقف لإطلاق النار على الحدود الجنوبية للمملكة".

وأكد مصدر آخر، أن المحادثات "تتركز فقط على وقف لإطلاق النار على الحدود، دون أي التزام بشأن قصف المدن والمناطق، التي توجد فيها الميليشيات الحوثية"، مشيراً إلى أن الوفد الحوثي، يضم "الناطق الرسمي محمد عبدالسلام وعسكريين آخرين".

وسبق للقوات الحكومية اليمنية والمتمردين، أن تبادلوا في ديسمبر الماضي أكثر من 600 أسير بوساطة من الأمم المتحدة، لكنها المرة الأولى التي يجري فيها تبادل للأسرى بين السعودية والمتمردين.

وتحاول الأمم المتحدة، من دون جدوى حتى الآن، استئناف المفاوضات بين أطراف النزاع الذي أدى، إلى مقتل زهاء 6100 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين، منذ 26 مارس 2015.

وكان من المقرر استئناف المفاوضات في 14 يناير الماضي، لكنها أرجئت من دون تحديد موعد جديد لها.

ترحيب مؤتمري

إلى ذلك، رحب ياسر العواضي القيادي بحزب "المؤتمر الشعبي" الذي يتزعمه الرئيس السابق علي صالح بإعلان التهدئة على الحدود السعودية - اليمنية، معتبراً أنها مقدمة لإمكانية التوصل إلى اتفاق بين حزبه وجماعة "أنصار الله" الحوثية من جهة، وقوات التحالف بقيادة السعودية من جهة أخرى.

تحرير صنعاء

في موازاة ذلك، تواصلت المعارك بين قوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والميليشيات الحوثية وقوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح في أنحاء اليمن. وأفادت مصادر ميدانية في المقاومة الشعبية الموالية لهادي، إن معارك عنيفة تجددت مساء أمس الأول، واستمرت حتى فجر أمس، بين القوات الشرعية والمتمردين، في قريتي المبدعة وبني بارق بمنطقة بران وجبال الصافح بمديرية نهم شرق العاصمة اليمنية صنعاء.

وقالت المصادر، إن المعارك احتدمت بعد تقدم القوات الموالية لهادي في منطقة الحول وصولاً إلى مدرسة بران على مداخل نقيل بن غيلان الاستراتيجية بريف صنعاء.

وواصلت مقاتلات التحالف، فجر أمس، قصفها لمواقع ومعسكرات الميليشيات في غيلمة ونوبة شكوان ونقيل بن غيلان بمديرية نهم شرق صنعاء، وقصفت مواقع أخرى في أماكن متفرقة من العاصمة، فيما تدخلت مروحيات "الأباتشي" وقصفت جيوب المتمردين في منطقة مسورة.

معركة تعز

وفي تعز، استعادت قوات الحكومة، أمس، السيطرة على مواقع استراتيجية من قبضة المتمردين بمحافظة تعز.

وقالت مصادر في المقاومة، إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين، استطاع من خلالها الجيش استعادة السيطرة على تبة الخوعة ومعبر الدحي، مؤكدة محاصرة الحوثيين وقوات صالح في تبة الأرانب. وأشارت المصادر إلى أن المتمردين شنّوا قصفاً عنيفاً على الأحياء السكنية وسط وشرق المدينة.

من جانب آخر، استهدفت مقاتلات التحالف مواقع للميليشيات في منطقة الشقب، ومقر اللواء 35 في المطار القديم غرب مدينة تعز، إلى جانب مواقع أخرى بالمخا غرب المدينة.

100 امرأة

في السياق، قال تكتل "المبادرات النسائية"، في محافظة تعز، إن "105 نسوة قتلن بنيران الحوثيين، وقوات صالح، وأصيبت 248 أخريات، منذ اندلاع المعارك في أبريل 2015".

وأضاف التكتل، في بيان، أن "3230 امرأة في مدينة تعز، أصبن بأمراض نفسية، وحالات فقدان للذاكرة، بسبب القصف المدفعي للمتمردين على الأحياء السكنية، الخاضعة لسيطرة المقاومة الموالية للحكومة".

اعتقال صرافين

من جهة أخرى، اعتقلت الميليشيات الحوثية 52 شخصا من أصحاب شركات الصرافة في العاصمة صنعاء لإجبارهم على التقيد بسعر محدد لصرف الدولار أمام الريال اليمني.

الملك سلمان في حفر الباطن

وصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس، إلى محافظة حفر الباطن لرعاية المناورة الختامية لتمرين "رعد الشمال"، والعرض العسكري للقوات المسلحة السعودية والقوات المشاركة من دول التحالف الإسلامي، اليوم.

ومن المقرر أن يشارك في اختتام المناورات بمدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن، سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والعاهل البحريني حمد بن خليفة، والرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والسوداني عمر البشير، إضافة إلى عدد من مسؤولي الدفاع بالدول المشاركة في المناورات.

كما وضع الملك سلمان حجر الأساس لمشروع إنشاء قاعدة الملك سعود الجوية.

وفور وصول الملك سلمان، استمع إلى شرح عن مشروع المخطط العام لقاعدة الملك سعود الجوية في القطاع الشرقي، ومرافق القاعدة، وشاهد فيلماً عن تصاميم ومرافق المشروع.

عسيري: لا تفاوض

شدد المتحدث باسم التحالف العربي في اليمن العميد ركن أحمد عسيري، أمس، على أنه لا توجد مفاوضات بين التحالف وأي طرف خارج مسار الحكومة اليمنية الشرعية والمبعوث الأممي المتحدة الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مؤكدا أن قيادة التحالف رحبت بخطوة القبائل في طلب التهدئة مع تواصل عمليات "إعادة الأمل" في اليمن.

وقال عسيري، في تصريح صحافي، أمس، وهو مستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي أيضاً، إن هناك تواصلا مستمرا مع الأشخاص الذين بادروا بالتهدئة لإيصال المساعدات إلى المناطق اليمنية المتضررة، لافتاً إلى أن قيادة التحالف تشجع أي خطوة إيجابية تجاه اليمن.

وأشار إلى أن التحالف يقدم المواد الإغاثية عبر مركز الملك سلمان إلى جميع المناطق اليمنية من دون تفرقة بين منطقة وأخرى.

وطالب منظمات الإغاثة الدولية بالقيام بدورها في إيصال المساعدات إلى مدينة تعز المحاصرة من قبل الميليشيات الحوثية المتمردية، منتقدا ما اعتبره "عدم وجود ضغط دولي على قوات الميليشيات الحوثية وحليفها الرئيس السابق علي صالح، لفك الحصار عن تعز".