عندما بدأ النجوم خوض الإنتاج السينمائي، كان هدفهم الإنتاج لأنفسهم لتقديم الدور الذي يرغبون في أدائه، والاستئثار بأدوار البطولة المطلقة، لكن في الفترة الأخيرة تغير الأمر وأصبح نجوم كثر لا يشاركون في الأعمال التي ينتجونها، بل اكتفوا بالإنتاج لزملائهم.

Ad

أحمد حلمي مالك شركة «شادوز» الذي أنتج لنفسه أكثر من فيلم من بينها «بلبل حيران»، «على جثتي»، «صنع في مصر» و»عسل أسود»، أنتج أخيراً «شكة دبوس»، من دون أن يشارك فيه كممثل، واكتفى بدوره كمنتج. الفيلم من تأليف أيمن عبدالرحمن، إخراج أحمد عبدالله صالح، بطولة: خالد سليم، مي سليم ونيرمين ماهر.

كذلك اشترى سيناريو فيلم «الباب يفوت أمل»، تأليف مجدي الكوتش وفيصل عبد الصمد، وبدأ التصوير تحت الإدارة الفنية للمخرج أحمد البنداري. تدور الأحداث في سياق اجتماعي كوميدي رومانسي، حول زوجة تعمل محامية وتتعرض لمواقف ومشاكل حياتية.

بدورها خاضت أصالة نصري الإنتاج السينمائي في "ولاد رزق”، الفيلم الأخير لأحمد عز، وعندما أُعلن حينها أنها ستنتج فيلماً، توقع الجميع أنها ستؤدي دور البطولة المطلقة أو على الأقل تظهر فيه كممثلة. لكن المفاجأة أنها لم تشارك فيه، واكتفت بتقديم أغنية الفيلم. وقد شارك زوجها المخرج طارق العريان في الإنتاج معها. الفيلم من تأليف صلاح الجهيني، شارك في البطولة: عمرو يوسف، أحمد الفيشاوي، سيد رجب ومحمد ممدوح.

أما شركة "بيرد آي” التي يمتلك أحمد مكي أسهماً فيها، فصورت فيلم "جوز هندي” لمصطفى شعبان الذي يجسد فيه شخصية دكتور أكاديمي، يقرر بعد وفاة والده أن يترك الهند التي كان يقيم فيها، ويعود إلى القاهرة ليحقق طموحه في وطنه، لكنه يواجه عراقيل لعدم اهتمام المسؤولين في مصر بالبحث العلمي، وبعد أن ييأس من التغيير، تتحطم آماله ويقرر العودة إلى الهند، وفجأة تتصلح الأمور من دون مقدمات. الفيلم من تأليف جوزيف فوزي، إخراج سيف يوسف، يشارك في البطولة: لطفي لبيب، إنجي المقدم، أحمد حلاوة، تميم عبده وسامي مغاوري.

أما بشرى فتولت لفترة كبيرة مهمة المنتج المنفذ لشركة "دولار فيلم”، لذلك هي أول أبناء جيلها من النجوم الذين عبدوا طريق الإنتاج لزملائهم، فقدمت أفلاماً لم تشارك في أي منها على غرار "عائلة ميكي”، بطولة: لبلبة، أحمد فؤاد سليم، عمرو عابد، EUC بطولة عمرو عابد، "سامي أكسيد الكربون” بطولة هاني رمزي، درة وإدوارد.

شباب ووجوه جديدة

توضح بشرى أنها اقتحمت الإنتاج السينمائي لتقديم جيل جديد من الفنانين، لذلك تحرص في أعمالها على ظهور الشباب والوجوه الجديدة، في المقابل لا تشارك كممثلة، بل تحرص على أن تكون ثمة خلطة بين الأجيال، مؤكدة أنها ستعود قريباً إلى هذا القطاع.

بدورها صرحت أصالة أن مشاركتها في إنتاج «ولاد رزق» تنطلق من إيمانها بدور الفنان في دعم السينما وباقي الفنون، مؤكدة عدم رغبتها في الظهور كممثلة في الفيلم، خلافاً لما توقع البعض، مشيرة إلى أنها تعتبر «ولاد رزق» تجربة إنتاجية ناجحة بالنسبة إليها، وفاتحة خير، وستستكمل هذه الطريق بأعمال ذات قيمة تضيف إلى «الفن السابع»، وتكون داعمة له.

تؤكد هند صبري، مالكة «سلمى برودكشن» للإنتاج السينمائي، وفق بيان تدشين الشركة، أنها لن تشارك في أعمال شركتها، كونها تهدف إلى تقديم أعمال خاصة، وترغب في المشاركة بعناصرها من الألف إلى الياء، مؤكدة أن هدفها ليس منافسة شركات الإنتاج في العالم العربي، لأنها لن تتحول إلى منتجة أو سيدة أعمال في يوم ما.

تقدير واحترام

يرى الناقد السينمائي الأمير أباظة أن دور الفنان أكبر من أن ينتج فيلماً ليستحوذ على دور البطولة لنفسه، موضحاً أن دخول الفنان مجال الإنتاج السينمائي يستحق أن نقدره ونحترمه لأنها مهنة صعبة، ومجرد مخاطرة الفنان بأمواله، في حد ذاتها، تحتاج إلى تفكير وتروٍّ واتخاذ قرار صعب، مشيراً إلى أن اكتفاء الفنان بالإنتاج لزملائه وعدم استئثاره بالأدوار المهمة والبطولة المطلقة لنفسه يحسب له.

يضيف: «على مدار تاريخ السينما، خاض فنانون كثر هذه التجربة، سواء أنتجوا لأنفسهم أو لزملائهم، من دون أن يشاركوا فيها على غرار: ماجدة الصباحي، أنور وجدي وإسعاد يونس، مشيراً إلى أن غالبية نجوم هذه الأيام يلجأون إلى الإنتاج السينمائي بعدما هجر المنتجون السينما لمجرد تدهور حالها، وذهبوا إلى الدراما التلفزيونية المضمونة المكسب، وتدرّ ربحاً أكثر من «الفن السابع».