أسامة هيكل لـ الجريدة•: أحذّر الحكومة من بيان غير مقنع

قبيل نحو أسبوعين من الموعد المقرر لإلقاء الحكومة المصرية برئاسة شريف إسماعيل بيانها أمام البرلمان، حذر وزير الإعلام الأسبق والبرلماني الحالي، نائب رئيس ائتلاف «دعم مصر»، أسامة هيكل، الحكومة من الأحاديث المرسلة، والخطابات غير المقنعة في البيان، لافتاً خلال مقابلة مع «الجريدة» إلى أن «الإعلامي في مصر حينما يخطئ لا يحاسَب»... وفي ما يلي نص الحوار:

● كيف ترى الجلسة المرتقبة لعرض الحكومة برنامجها أمام البرلمان؟

- نعترف أن هناك حقائب وزارية، يجب أن يتم تغييرها فوراً خاصة "المجموعة الاقتصادية"، وأحذر الحكومة من الأحاديث المرسلة، والخطابات غير المقنعة يومها، وأطالبها بتقديم خطط جدية والأهم من ذلك "فعّالة"، ويمكن إنزالها إلى ساحة التنفيذ، ومن جانبنا نتعهَّد بأن ننصت لها تماماً، فلن نتعجل في الحكم على بيان الحكومة، ولن يكون لنا موقف منه إلا بعد دراسته بدقة.

● كيف تقيم أداء البرلمان في الفترة الماضية؟

- حداثة عهد الكثير من النواب في البرلمان، خفضت سقف الأداء البرلماني المرجو من المجلس الجديد، وأعترف أن هناك قصوراً في أوجه عديدة، وأن هناك حالة "تربص" بين بعض النواب تنعكس سلباً خلال مجريات الأمور تحت القبة، ولذلك أناشد هؤلاء بالتعقل والحكمة ليخرج أداء البرلمان على مستوى توقعات المواطنين.

● ما رأيك في الانتقادات الموجهة إلى رئيس البرلمان؟

- الدكتور علي عبدالعال يتحمّل ضغوطاً كبيرة، وأتحدى أي قامة أخرى أن تجلس مكانه ولا تعاني، فالظرف والسياق الحالي فرض على البرلمان مناقشة والانتهاء من أمور "عويصة" مثل 340 قانوناً، و440 بنداً في اللائحة الداخلية، يصعب على أي كائن آخر، أن يُحكم سيطرته على كل تفاصيل المشهد (النواب والرأي العام وفنيات المواد وقصر المدد الزمنية)، وأدعو الله أن "يكون في عون" عبدالعال، وأطالب بعدم الحكم المبكر عليه.

● لماذا طغت المشاحنات على جلسات إقرار "لائحة البرلمان"؟

- الحسابات الجانبية والخلافات الشخصية، بين النواب بعضهم البعض، أدت أحياناً إلى حالة "غليان"، في جلسات اللائحة، لأن معظم أعضاء البرلمان يدخلونه لأول مرة، ولم يسبق لهم أن مارسوا العمل النيابي، وبالتالي فليس من المستغرب أن تحدث مشاحنات أو سجالات حادة أثناء مناقشة اللائحة، وأرى شخصياً أنه مهما بلغنا من جهد ورؤية فلن نتمكن من صياغة لائحة "مثالية"، لأنها ببساطة ليست "قرآن كريم"، فهي منتج بشري خالص، يجب أن يتم تجويده لا التنازع عليه لكي يخدم مصالح طرف على حساب آخر.

● ما رأيك في المطالبة بتشريعات لضبط الأداء الإعلامي؟

- التشريعات الخاصة بضبط الأداء الإعلامي من الأفضل أن تقدمها الحكومة، ولكن "ميثاق الشرف الإعلامي" تقدمه النقابة والمؤسسات الإعلامية والصحافية المختصة، وأميل إلى تقويم الأمور عبر حزمة تشريعات، لأنني أعتقد أن "ميثاق الشرف" لن يكون ملزماً لأيّ من الأطراف المتحكمة في المشهد الإعلامي، وللأسف لا يوجد لدينا أي نوع من التعامل القانوني مع الإعلام، سواء من ناحية التراخيص أو المراقبة، فالإعلامي حينما يخطئ لا يُحاسب، بينما الطبيب حينما يقصِّر أو يخطئ في عمله يجد جهاتٍ عدة تتصدى له وتمنعه من العمل وتغلق عيادته.

● هل يعيش "دعم مصر" الآن فترة عصيبة؟

- على العكس تماماً، لا أجد مبرراً لمن يتهمون التحالف بأنه يتعرض لهزائم وهزات، فنحن في أشد حالات التماسك، وحاليا نواصل عمليات بناء التحالف وترتيبه من الداخل بشكل يمكنه من أداء المطلوب منه على أكمل وجه، وننتظر إقرار اللائحة بشكل رسمي عقب ورودها من "مجلس الدولة" لكي نتمكن من إعلانه فوراً.