إضرابات الأجور تشل فرنسا والاستنفار يعزل باريس
إخلاء أشهر 5 مدارس في العاصمة... وهولاند يختتم زيارة الهند بعرض «الجمهورية»
شهدت فرنسا، أمس، تعبئة اجتماعية كبيرة للمطالبة بزيادة الأجور شارك فيها سائقو سيارات الأجرة والمدرسون والموظفون، ونفذوا إضراباً شل العمل مما سبب عزلاً وخللاً حول باريس خصوصاً في الملاحة الجوية وحركة النقل.واندلعت حوادث في غرب العاصمة حيث قطعت سيارات أجرة حركة السير في الاتجاهين في محيط باريس، وقام سائقوها بإحراق إطارات انبعث عنها دخان أسود كثيف، احتجاجاً على "تجاوزات" منافسيهم في شركة سيارات النقل الأميركية (في تي سي).
وتدخلت قوات الأمن، التي تعرضت للرشق بالحجارة لإزالة هذه الحواجز وإعادة حركة السير، وأوقف 19 متظاهراً، خصوصاً بسبب "أعمال عنف متعمدة وحيازة أسلحة وتعمد إشعال حرائق".وفي باريس نفسها، تدخلت لإخلاء مدارس ثانوية بعد أن تلقت سلطات التعليم تحذيرات هاتفية من وجود قنابل في أشهر خمس مدارس منها.وقال متحدث من مدرسة "لوي لو غران"، في منطقة سان جيرمان دي بريه، وهي إحدى المدارس التي تلقت التحذيرات: "التلاميذ في ساحة المدرسة ونحن في انتظار فريق المفرقعات".في غضون ذلك، حضر الرئيس فرنسوا هولاند في اليوم الأخير من زيارته الهند عرضاً عسكرياً في مناسبة "يوم الجمهورية" عرضت خلاله نيودلهي قوتها العسكرية وتنوعها الثقافي.وللمرة الخامسة، يحل رئيس فرنسي ضيف شرف على هذا العرض- وهو رقم قياسي- الذي يحتفل به في ذكرى الدستور الهندي الذي أعلن في 1950. وشارك في العرض، الذي بدأ في القصر الرئاسي وامتد على طول جادة راجباث وسط نيودلهي، وصولاً إلى إنديا غايت، حيث نصب الجندي المجهول، بدعوة استثنائية، فوج المشاة الـ35 في سلاح البر الفرنسي وفرقة المشاة الموسيقية خلف أربع آليات لقدامى المحاربين الهنود.وشارك في العرض جنود من سلاح البر والبحرية والجو، ثم حضرت قوات أمن الحدود على ظهر الجمال، خصوصاً أنها تقوم بدوريات في صحراء ثار على الحدود مع باكستان.وشمل العرض، الذي لم تشارك فيه أي قوة أجنبية إلى جانب الجيش الهندي، للمرة الأولى أيضاً منذ 26 عاماً، وحدة كلاب تستخدم عادة في كشمير لرصد متفجرات والألغام أو التفتيش في الانهيارات الثلجية. ثم قدمت الولايات الهندية عرضاً لثقافتها المحلية مع دبابات زينت بالورود، فيما أدت فرق مدرسية عروضاً راقصة.والعرض، الذي استمر ساعة ونصف الساعة جرى تحت مراقبة مشددة من الشرطة، حيث نشر نحو 50 ألف عنصر أمني، بحسب ناطق باسم الشرطة لمراقبة العاصمة.وتابع العرض هولاند ورئيس الوزراء نارندرا مودي من خلف زجاج مصفح، في إجراء أمني على الارجح بعد الاعتداءات التي شهدتها فرنسا والهند أيضاً.وقبل هذا اليوم الرمزي، شهدت زيارة الرئيس الفرنسي استمرار المحادثات الصعبة حول بيع الهند 36 طائرة"رافال"، الصفقة التي لا تزال متعثرة حول السعر، وإعلاناً مشتركاً يتعهد بتعزيز مكافحة الإرهاب، غداة توقيع الطرفين بالأحرف الأولى اتفاقاً حكومياً يهدف إلى شراء نيودلهي مقاتلات من شركة "داسو" للطيران يحتاجها الجيش الهندي بشدة.(باريس، نيودلهي- أ ف ب، رويترز)