رأى سفير خادم الحرمين الشريفين أن الإساءات التي تمسّ السعودية من بعض الأطراف لها أجندات خارجية ومعادية للمملكة، وتحاول إحداث شرخ في العلاقات بين الكويت والسعودية.

Ad

قال السفير السعودي لدى الكويت د. عبدالعزيز الفايز، إن التصريحات والإساءات التي صدرت من «حفنة» تخدم مصالح أنظمة أجنبية لها أجندتها وتوجهاتها المعادية للمملكة والأمتين العربية والإسلامية، معتبرا أن هذه الأنظمة تمارس دورا تخريبيا في المنطقة، لافتا إلى أن أي تشكيك في المملكة ومواقفها يخدم تلك الأنظمة، «لكن المزعج في الأمر أنها تصدر عن أشخاص محسوبين على أنهم كويتيون».

وأضاف الفايز خلال لقاء مع عدد من الصحافيين بمقر السفارة، أمس، أن الإساءات والتجاوزات التي صدرت من حفنة قليلة في الفترة الأخيرة بحق المملكة، قيادة وكيانا، مؤلم ومحزن، مشيدا بردود الفعل الرسمية والشعبية في الكويت، التي كما عبر، «أثلجت صدورنا».

وأشار إلى أن السفارة لا تقدم احتجاجات، إنما تعمل في حال رصد أي إساءة للمملكة على إحاطة وزارة الخارجية بها، وإيصال هذه الملاحظات إلى السلطتين التنفيذية والقضائية، «هناك إجراءات ستتخذ، ونحن على ثقة بقضاء الكويت الشامخ»، مشيرا إلى أن «أننا نفرق بين حرية التعبير عن الرأي، وهناك عقوبات وجزاءات لمن يتجاوز هذا التعبير إلى الإساءة بحق الدول».

وعن توجه بعض المواطنين الكويتيين لرفع دعاوى قضائية ضد من يسيء للمملكة، قال إن السفارة تقدر تلك المشاعر الوطنية لهؤلاء الأفراد الرافضين لهذه التصريحات الشاذة.

وأكد أن السفارة لا تشجع ولا تمنع أحدا من رفع دعوى، وفي الوقت نفسه لا ترفع دعاوى قضائية، لكن تسلك القنوات الدبلوماسية التي تمارسها وتعبر عما تراه، من خلال التواصل مع وزارة الخارجية الكويتية، التي تعد الجهة المعنية، مبينا أن رؤية السفارة من خلال التواصل مع المسؤولين الكويتيين متطابقة مع رؤية وزارة الخارجية، بعدم القبول بأي إساءة للمملكة.

إشادة

وأشاد الفايز بتصريح وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، «الذي عبر به عن خصوصية وحساسية التعرض للعلاقات بين الكويت والسعودية، وأكد رفضه المساس بالمملكة، مشددا على متانة العلاقات بين البلدين»، كما أكد عزم الحكومة على اتخاذ جميع الإجراءات القانونية.

وأوضح أن لقاءه مع نائب وزير الخارجية أمس الأول كان بهدف إحاطة الأشقاء بتلك الإساءات، مؤكدا «ليس لدينا مطالب معينة، فالإساءة وقعت، والسعي لتشويه العلاقات بين المملكة والكويت واضح، وهناك قوانين يتم الأخذ بها لمثل هذه الحالات، ونترك الأمر للأشقاء في الكويت، باتخاذ الإجراءات اللازمة».

وقال: «يحز بالنفس أن تصدر هذه الإساءات ممن يحسبون أنفسهم أنهم كويتيون»، معتبرا هذه الإساءات موجهة بالمقام الأول إلى الكويت، بقدر ما هي موجهة للمملكة العربية السعودية، وتسعى لإحداث شرخ في العلاقات التاريخية التي تربطها وحدة الدم والمصير، إضافة إلى العلاقات المشتركة والمصالح المتبادلة.

وعن تضامن الكويت مع المملكة، قال: «لاشك في صلابة الموقف الكويتي الرسمي والشعبي، وتضامنه مع المملكة في كل الأحوال»، مضيفا «أن يخرج شخص بآراء حاقدة ضد المملكة، فهو يسيء للكويت»، متسائلا: «هل هذه الإساءة مدفوعة بتوجيهات دول خارجية أم أحقاد ومواقف معادية؟»، مضيفا: «لكن المملكة تأمل ألا تصدر هذه الإساءات عن أشخاص يُحسبون على الكويت».

وبيَّن أن محاولات البعض لإحداث شرخ في العلاقات بين البلدين سوف ترتد على أصحابها وتفشل، مبينا أن هذه الأفكار الشاذة تزيد المتانة بين البلدين، مبينا: «حتى وإن تقدم من يسيء للمملكة بالاعتذار، تبقى الإجراءات القانونية مستمرة».

وأعرب عن تقديره للمشاعر الصادقة التي عبَّر عنها الأشقاء في الكويت، من خلال استنكارهم ورفضهم للإساءات التي وُجهت للمملكة.

تأشيرات «البدون»

وعن تأشيرات حملة جوازات مادة 17، قال السفير الفايز إنه مهتم شخصيا بمتابعة آخر تطورات منح التأشيرة لغير محددي الجنسية، ويتابع الإجراءات لحظة بلحظة، متوقعا قرب توصل الجهات المعنية إلى تنظيم دخول هذه الفئة وخروجها من المملكة، «ولاسيما في ظل الظروف التي تعيشها المنقطة، تبقى هناك حاجة لدراسة كيفية ضمان عدم استخدام التأشيرات لغير غرضها». وأشار إلى أن «الحصول على تأشيرة دخول المملكة ليس حقا لطالبها. المملكة لديها ضوابط وشروط، للتأكد من مدى مطابقتها لدى مقدم الطلب»، لافتا إلى أن مسألة الدخول حق سيادي لها، لما تقتضيه المصلحة العامة.