"فوجئ القاضي بأن المتهم الذي ينظر في قضيته هو معلمه الذي تتلمذ على يديه في المرحلة الابتدائية، فما كان من القاضي إلا أن قام على الفور من مكانه، وقبّل يد معلمه، وقال له: هذا هو حكمي عليك يا معلمي".
وكان المعلم المسنّ قد تحول إلى القضاء بعد شكوى من أحد أولياء الأمور المتنفذين لأنه ضرب ابنه أثناء الحصة، ولي أمر يشتكي معلم ابنه إلى القضاء، لماذا؟ هل فقأ المعلم عينه وسبّب له عاهة مستديمة، هل كسر يده؟ لا، لا، كل هذا لم يحدث، بل ضربه على يده ضرباً تأديبياً عقوبة له، فقام الأب بتقديم شكوى إلى القضاء بذلك.في الماضي كان الأب يأتي بابنه إلى المدرسة ويقول للمعلم العبارة المعروفة "لك اللحم ولنا العظم"، ويقصد بها التعليم والتربية الصحيحة حتى لو استخدم المعلم الضرب التأديبي مع ابنه، أما الآن فالصورة قد تغيرت عن الماضي، فوليّ الأمر لا يرضى أن يعاقب المعلم ابنه أو يكلمه أو يزجره؛ مما أدى إلى تطاول بعض الطلبة على معلميهم باللفظ وأحياناً باليد!لذا نناشد المسؤولين في وزارة التربية الاستعجال في إصدار قانون حماية المعلم الذي نسمع به فقط ولم نره على أرض الواقع، فهل يرى قانون حماية المعلم النور؟ آمل ذلك.* آخر المقال: لو كان أمير الشعراء أحمد شوقي حياً يرزق لقال:قم للمعلم وفّه التبجيلكاد المعلم أن يكون «قتيلا»!
مقالات
مكانة المعلم في الماضي والحاضر
12-03-2016