ليالي النيل...يا حبيبي
أمضى كاتب هذه السطور سنوات من أزهى أيام حياته في قاهرة النيل، وبعد أن اجتاز الآن مرحلة الكهولة، ودخل في عالم الشيخوخة، وبينما كان جالساً على نهر التايمز في مدينة لندن يتأمل، وإذا بذاكرته تتفجر لأيام قاهرته الجميلة ونيلها الخالد، فولدت هذه الكلمات:***
يا ليالي النيل - بالله - لقد طال عذابيوأرى لليأس أشباح أسىً تطرق بابيفاعطفي نفس حبيبي عله يدرك ما بيقبل أن تذوي يد الحزن أزاهير مُصابييا ليالي النيل بالأفراح عودينضّري بالأمل الحلو وجوديواسمع الأنغام مني يا حبيبي ***يا ليالي النيل يا وحي المنى والأغنياتأين أحلامي على موج الهوى والصبوات؟ما أحيلاها عهوداً زينت صدر حياتيملؤها الفرحة والشوق وسحر القبلاتأين أيامي على ذاك الغديرليتها ترجع للقلب الكسيرفأناجيها وأشدو لحبيبي*** أيها النيل ولي فيك غرام وشعورأنت للحب وللأمجاد تاريخ كبيرالحضارات على شطيك نور وعبيروخلود تتغنى بجماليه... الدهوروجمال ليس يحكيه جمالترقص البهجة فيه والخيالفاقبس النشوة منه يا حبيبي***اذكري أيتها الموجة أيام التلاقيسكر الزورق فيها بين ضم وعناقولنا من رقة الأنسام صهباء وساقيليت كيد الدهر لم يحكم علينا بالفراقأين محبوبي وفتّان اللياليراح... والأيام حالا بعد حالفمتى يُسعد بالوصل حبيبي؟***• إني لعلى ثقة تامة أن جميع من كانوا عُشاقاً للقاهرة في ستينياتها - من ربعي-، وبلغوا من أعمارهم ما بلغت إلى ما فوق السبعين، سيستشعرون هذه الكلمات، التي لا أزعم أنها تنتمي إلى عالم الشعر بصلة.ولكنها تموسقت بهذه الطريقة التي عبرت فيها عن مشاعري، وأنا أسترجع بذاكرتي أيام نهر النيل وأقارنه بنهر التايمز!...ويا له من فرق شاسع!