ظهر الهمس في الكواليس حول تعثر عدد من الصحف اللبنانية وعدم دفع رواتب موظفيها إلى العلن مع إرسال صحيفة "السفير" اللبنانية، أمس الأول، كتاباً معمماً إلى موظفيها وصحافييها، تبلغهم فيه أنه "عشية العيد الثالث والأربعين لإطلاق هذه الصحيفة المميزة وذات الدور التاريخي، نواجه ظروفاً وتحديات صعبة"، مضيفة أنه "في مواجهة هذا الواقع الصعب نطرح الاحتمالات جميعا للنقاش، بما فيها التوقف عن الصدور... المرشح بأن يزداد صعوبة، في المرحلة المقبلة، كان من الطبيعي أن يبادر مجلس الإدارة، وفي انتظار تبلور القرار تستمر "السفير" بالصدور حاملة شعاراتها ومواصلة التزاماتها".

Ad

تمهيد صحيفة "السفير" لتحولها لموقع إلكتروني فقط، جاء بالتزامن مع إبلاغ صحيفة "اللواء" موظفيها أمس الأول عن فتح باب الاستقالات. وقالت الصحيفة في مذكرة داخلية إلى موظفيها: "عطفا على إجراءت التقشف الأخيرة، وإفساحا للمجال أمام الزملاء لاتخاذ الخيار المناسب لكل منهم... تقرر فتح باب الاستقالة أمام من لا يستطيع الاستمرار في العمل في هذه الظروف القاسية".

وعقد مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية اجتماعا استثنائيا أمس خصص لبحث الأزمة المستجدة. وقرر المجلس وفق بيان صادر عنه "التصدي للأزمة بتحرك واسع من خلال عقد اجتماعات مع رئيسي المجلس النيابي والحكومة ووزيري الإعلام والعمل، والبحث في وسائل تأمين ديمومة عمل الصحافة اللبنانية واستمراريتها". ودعت النقابة إلى "عقد اجتماع طارئ مع نقابة الصحافة لتنسيق المواقف والاتفاق على خطة عمل لإنقاذ الصحافة الورقية".

وأشارت إلى أنها "ستتخذ نقابة المحررين كل الإجراءات الضرورية لتأمين ديمومة عمل الزملاء والتصدي لأي عملية صرف تعسفي"، داعية "أصحاب الصحف الى التريث في اتخاذ أي خطوات متسرعة بانتظار البحث عن حلول مشتركة".

وقالت: "من منطلق الحرص على حقوق جميع الصحافيين، تضع النقابة مكتب مستشارها القانوني المحامي انطون حويس بتصرف هؤلاء من أجل توفير الدعم القانوني اللازم والرد على استفساراتهم".

وقالت عضوة نقابة المحررين سكارليت حداد لـ"الجريدة"، أمس، إنه "على الموظفين المغبونين أن يتكتلوا من أجل إيصال قضيتهم إلى نهاية مقبولة". وأشارت إلى أنه "مطلوب من نقابة المحررين العمل بجدية أكثر من أجل احتضان هؤلاء الموظفين وتأمين حقوقهم".

وقال الأستاذ في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، د. أحمد زين الدين لـ"الجريدة"، أمس، إن "الصحافة الورقية الى زوال"، لافتا إلى أن "الأزمة واضحة المعالم منذ زمن، والمشكلة هي أن مؤسساتنا لم تتحسب لها كما يجب".

وأضاف: "الأزمة تطاول الورق وليس المهنة التي بالعكس، تتفتح أمامها سبل رحبة. كثير من المؤسسات التي كانت تعد أن اختصاصها السينما مثلا اختفت مع تطور التلفزيون، لم يصمد منها إلا من فهم أن اختصاصه هو الإنتاج الدرامي الذي أقلمه مع التلفزيون. الأمثلة على ذلك كثيرة في التاريخ، لكننا قلما نتعلم من التاريخ".

وختم: "لا أزمة وإنما عجز عن الاستباق، بفعل طغيان الارتجال على البحث وابتداع الحلول. من كان اختصاصه العمل الصحافي، لا يفترض أن يعيقه الناقل -الورق هنا- عن متابعة نشاطه".

يأتي كل ذلك مع كلام غير مؤكد يتردد عن نية صحيفة "النهار" التحول إلى صحيفة إلكترونية فقط، في وقت تتأخر المؤسسة للشهر السابع على التوالي عن دفع مستحقات موظفيها. ويتردد أن هناك توجهاً لصرف الموظفين في المؤسسة.

ويعاني أغلب وسائل الإعلام اللبنانية أزمة اقتصادية خانقة. فتأخرت رواتب موظفي مؤسسات تيار "المستقبل" الإعلامية (تلفزيون/ جريدة/ إذاعة الشرق/ وعدد من المواقع الإلكترونية) لأكثر من 8 أشهر، ولايزال الوضع على ما هو عليه حتى اليوم.