في تطور جديد يدل على حجم «الهزة السياسية» التي أصابت المشهد السياسي اللبناني مع ترشيح زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، إلى رئاسة الجمهورية، وما تبعه من ترشيح زعيم «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع لزعيم تكتل «التغيير والإصلاح» العماد الجنرال النائب ميشال عون، ربط تيار «المردة» دعم حليفه السابق عون إلى الرئاسة أو الانسحاب له  بموقف الحريري من عون.

Ad

وفي رد ضمني على الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الذي قال، إن حزبه سيتخلى عن دعمه لعون إلى الرئاسة في حالة واحدة، هي إذا قام عون بنفسه بسحب ترشيحه، أكد الوزير السابق والقيادي في «المردة» يوسف سعادة، أمس، إنه «يتم مطالبتنا بالانسحاب وخلق جو طائفي وكذلك إحراج الفريق الذي دعمنا، في الوقت الذي انسحابنا لا يؤدي إلى فوز عون، وفي حال وافق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري على ترشيح عون للرئاسة، نحن أول من يتراجع عن الترشيح، ويدعم إيصال عون لسدة الرئاسة».

أما المسؤول الإعلامي في تيار «المردة» المحامي سليمان فرنجية، فقد ذكر بكلام عون عن «فدرالية» و»اتهامه الطائفة السنية بالداعشية»، منتقداً رد عون على فرنجية الذي زاره بعد تسريب خبر لقائه بالحريري، قائلاً «جواب عون لم يرض تطلعاتنا وتضحياتنا من أجل التيار الوطني الحر».

وعن خطاب نصرالله، قال فرنجية: «قرأت خطاب نصرالله وأجد أنه تحدث عن مرشحين عن الرئاسة فرنجية وعون، حيث شرح، إنه حتى ولو انسحب فرنجية لعون، فالمستقبل قد لا ينزل إلى المجلس النيابي للتصويت». من ناحيتها، اعتبرت عضو المكتب السياسي في تيار «المردة» فيرا يمين أن «مرشحنا الأكيد هو عون، ومن بعده يأتي فرنجية، وإذا وصلنا في يوم ما تراجعت حظوظ عون فهناك مرشح آخر وهو فرنجية».

وكان الحريري أوفد النائب السابق غطاس خوري إلى بنشعي حيث التقى فرنجية، وجدد دعمه ترشيحه إلى الرئاسة بعد خطاب نصرالله.

خطة أصيلة

وفي رد على مطالبة فرنجية بالاعتراف بأن ترشيحه هو «الخطة باء» في حال تعثر ترشيح عون، قال عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب عباس هاشم أنه «بمجرد الحديث عن خطة بديلة، لا تعد هناك خطة أصيلة».

وهاب

بدوره، أشار رئيس حزب التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهّاب بعد لقائه رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض في دارته في بعبدا، إلى أنه «إذا كان المكوّن السني غير مقتنع بالعماد عون رئيساً للجمهورية، فستكون هناك صعوبة حتى لدى حزب الله وكل 8 آذار للسير في هذا الترشيح، لأن لا أحد يريد أو يرغب في كسر الآخر»،  مضيفاً «الأهم أن نؤمّن  للعماد عون شبه إجماع يأتي به إلى الرئاسة، وهذا الأمر ما أزال أراه غير متوفر، لذلك فإن جلسة 8 فبراير لن تحصل ولن توصل الى أي مكان».

الجراح

أما عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح، فقد علق على خطاب نصرالله قائلاً: «هناك أمر إيراني واضح بعدم انتخاب رئيس جمهورية والأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله أكد هذا الموضوع عندما طلب بكلمته عدم الاستعجال في انتخاب الرئيس».

عدوان

وعلق نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان على خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله، قائلاً: «أبرز ما توقفت عنده في كلام نصرالله، هو التشبث في الدستور وعدم تعديله وبالطائف، وبعدم البحث بهيئة تأسيسية، وتوقفت عند نقطة، قال فيها، إنه طرح تسوية حتى يُسهل واذا كانت التسوية ستُعقِد فلا يُريد الحديث عنها».

وأضاف: «لا نريد للتسوية أن تأتي على حساب أحد، ونرفض أن تأتي على حساب المستقبل، ونريد أن يكون شريكاً كاملاً في هذه التسوية»، وختم قائلاً: «ما استنتجناه البارحة من كلام نصرالله مفاده أنه يريد للأمور أن تذهب نحو التسوية بين اللبنانيين»، وأضاف: «لدينا دور كبير نلعبه بين الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون».

 

الراعي

وبارك البطريرك الماروني بشارة الراعي المصالحة السياسية التي جرت منذ أسبوعين بين «القوات» و«التيّار الوطني»، معرباً عن اعتقاده بأنه لم يعد هناك أي مبرر لـ«تعطيل الجلسات الانتخابية».