هل سيكون الإضراب مستمراً وقت نزول المقال؟ حقيقة لا أملك الجواب، لكن إن طلب مني تعليق أو نصيحة للنقابات النفطية فسأقول: "لا تصالح". حكومة اعتادت مع هذا المجلس الضعيف أن تسمع "نعم"، يزعج مسامعها قول "لا" لذلك "لا تصالح"، ولا أعلم من هو مستشارها أو من يسديها النصائح، لكن بالتأكيد عليه الرحيل وترك مميزات المستشار لغيره، فما خسرته الكويت من الإضراب النفطي يعادل تقريبا المميزات لعام كامل، أما كان الأجدى الاستمرار في المفاوضات خلال عام مع إبقاء المميزات؟
من يقرأ "الكويت اليوم" أو يفتح صفحات الجرائد ويقرأ الأرقام المليونية لإصلاح شارع أو بناء مبنى، من يعرف الطوابق التي تؤجرها الحكومة في أفخم المجمعات لوزاراتها بضعف أسعار السوق الطبيعية، يعرف أن الخلل المالي ليس في مميزات الموظفين بالقطاع النفطي. نحتاج إلى رؤية واضحة لهذا الوطن، هدف أعلى تحته العديد من الأهداف الصغيرة القصيرة المدى والطويلة نستطيع أن نحاسب عليها مجلس الأمة والحكومة. ونحتاج إلى رؤية مفصلة لكل وزارة، وكل قطاع، ومهام وأهداف أصغرها لنستطيع أن نقيمها، فملايين الدنانير تصرف سنويا للأعمال الممتازة، ولم نرَ من الامتياز إلا "الميم والملاليم".أتفق مع ما كتبه النائب السابق والزميل حسن جوهر على أن هذا الإضراب يجب أن يكون بداية لا نهاية، بداية لإضرابات أخرى تطالب هذه المرة بإصلاحات حقيقية، بأهداف وأرقام وإحصاءات ترشدنا وترشدهم، لا إضرابات مادية كالتي حدثت خلال السنوات الماضية. متى يتحرك الشعب؟ متى تدب الحياة في أوصال الناس الذين أصبحوا لا أحياء ولا أموات، نرى اليأس في الأعين بشكل يومي، بالأيادي التي تسرق لأنها أمنت العقاب، في "التحويش" ليوم أسود قادم لا محالة، بالحديث اليومي عن الهجرة. هبوا للحياة وكونوا النور آخر النفق، فاليأس معدٍ، فارحمونا منه يرحمكم الله.
مقالات
إضراب النفط... لا تصالح
23-04-2016