حذر وزير الصحة د. علي العبيدي من ارتفاع نسبة انتشار السمنة بين الأطفال والتي تخطت نسبتها الـ ٢٠%. وقال إن هذا مؤشر خطير لجيل قادم قد يكون مصابا بالأمراض، لافتا إلى أن الوزارة تقوم بالمسوحات الصحية بهدف الوقاية من الأمراض.

وأعلن عن انطلاق فعاليات الحملة الوطنية لمكافحة السمنة وداء السكر في الكويت، وتشكيل اللجنة العليا لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية، مؤكدا أن هذه الخطوات تأتي في إطار الالتزام بالاعلان السياسى الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر 2011 للوقاية والتصدى للامراض المزمنة غير المعدية والتزاما بالاهداف والغايات العالمية للتنمية المستدامة حتى عام 2030.

Ad

وقال العبيدي، في كلمته خلال افتتاح ورشة العمل لمكافحة السمنة بحضور عدد من الجهات المعنية، إنه انطلاقا من الهدف الثالث من الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة والمتعلق بأنماط الحياة الصحية والرفاه في الحياة فإن وزارة الصحة أخذت على عاتقها منذ بداية الإعلان السياسي مكافحتها الأمراض المزمنة غير المعدية.

وأشار إلى أنه تم العمل بشكل متواصل ومستمر مع منظمات عالمية ودولية للتصدي لمثل هذه الامراض، وعليه جاءت وثيقة الكويت للتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية في إعلانها في عام 2014 في اجتماع وزراء الصحة بدول مجلس التعاون.

وأكد أن الصحة أصبحت مسؤولية مشتركة لا تقتصر فقط على الوزارة، وإنما تمتد إلى كل فرد من أفراد المجتمع، فالكل لديه دور في حماية الصحة، ولذلك وضعت الحكومة على عاتقها هذا الأمر فأعدت برامج لتكون الكويت مركزا إقليميا للتصدي للأمراض المزمنهيئة غير المعدية، من خلال مكافحة العادات الغذائية السلبية والممارسات الحياتية الخاطئة التي نتبعها في مجتمعاتنا مثل الخمول البدني وسوء التغذية، وكذلك إعداد قاعدة بيانات شاملة حول نسبة المرض ومعدل انتشاره والمراحل العمرية للإصابة وأسباب انتقاله وكيفية القضاء عليها، ومجرد الإعلان عن إنشاء المركز يعني أننا قطعنا شوطا كبيرا نحو إنجاز المشروع.

التصدي للأمراض

وأضاف أن الحكومة أخذت على عاتقها هذا الهدف فوضعت تصديها للامراض المزمنة غير المعدية كأولوية تنموية من برامج عمل الحكومة ووزارة الصحة، ولأهمية الموضوع فقد شكلنا اللجنة الوطنية العليا لمكافحة السمنة.

وأشار إلى أن وزارة الصحة خلال السنوات الماضية قامت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمكتب الاقليمي للشرق المتوسط بإجراء مسوحات صحية شاملة، فقد قامت في عام 2011 بالمسح الصحي للشباب بين طلبة المدارس، وفي عام 2013 قامت الوزارة بالمسح الصحي العالمي بدولة الكويت، وفي عام 2015 قامت الوزارة بالمسح الصحي لعوامل الخطورة للامراض المزمنة غير المعدية.

وذكر أنه تم أخيرا الاتفاق على تشكيل مرصد خليجي موحد لمكافحة الامراض المزمنة غير المعدية، وإنشاء قاعدة بيانات وآلية علاج وبرتوكولات موحد وشراء موحد لكل ما يلزم لمكافحة تلك الامراض.

وأوضح ان تلك المسوحات هي لتبيان الاعداد والاحصائيات للامراض المنتشرة في الكويت، لافتا إلى أن اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الامراض المزمنة غير المعدية وبشكل خاص مكافحة السمنة تضم ممثلين عن جميع الجهات المعنية الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدني وجمعيات النفع العام، حيث يرأسها وزير الصحة وبعضوية وكلاء وزارات الصحة والتربية والشباب ووكيل قطاع التلفزيون في وزارة الاعلام والهيئة العامة للغذاء والتغذية الى جانب اعضاء من جمعيات النفع العام وكل الجهات المعنية بمكافحة السمنة.

وقال وزير الصحة إنه تم التواصل مع شركة Johnson&Johnson وهي إحدى الشركات العالمية الكبرى ذات الاهتمام الخاص بمكافحة السمنة للتدريب والتدريس وإجراء البحوث ووضع الخطط والاقتراحات والحلول.

وشدد على أن الصحة مسؤولية مشتركة يجب على الجميع التعاون للوصول الى الهدف المنشود، مشيرا إلى أن هناك 4 محاور للعلاج تبدأ بالمسح الصحي، ثم بالوقاية من المرض ومن ثم العلاج والتأهيل. وأكد ان قيام الوزارة بهذه الحملة يهدف إلى تكوين قاعدة بيانية واضحة الأرقام لمعدل خطورة المرض وانتشاره في الكويت جغرافيا ورقميا.

وعن مدة حملة مكافحة السمنة، أوضح العبيدي أنها مستمرة، غير أنها ستكون مكثفة خلال العام الجاري.

مشاركة الجهات

من جانبه شدد وكيل وزارة الاعلام المساعد لشؤون التلفزيون يوسف مصطفى على أهمية الورشة في مكافحة الامراض المزمنة غير المعدية، حيث تضمنت مشاركة وزارات الصحة والاعلام والتربية والشباب، وغيرها من المؤسسات، لافتا إلى أنه سيتم وضع أجندة للنهوض بتشكيل اللجنة العليا لمكافحة الامراض المزمنة غير المعدية.

وقال إنه تم وضع الاسس نحو الانطلاق الى مرحلة جديدة في مكافحة هذه الامراض، حيث يجب ان تتواكب الجهود المبذولة من الجهات المشاركة مع حجم الامراض، مشيرا الى ان وزارة الاعلام تقدم كافة انواع الدعم اللوجيستي والإعلامي لهذه الحملة الوطنية وهي مشروع وطني بحد ذاته.

وأوضح أنه المجتمع يجب ان ينعم بالصحة، كما يجب أن تقدم المعلومات الوافية والكافية للجمهور عن هذه الامراض، موضحا ان الكويت ودول الخليج ضمن قائمة الدول العشرة الاولى في حجم الاصابات بالامراض المزمنة عالميا.

واشار إلى أنه سيتم الاستفادة من فصل الصيف وشهر رمضان المبارك في وضع الاسس ومعرفة مكامن الخلل ووضع الحلول لها من قبل الجهات المشاركة في الورشة، لافتا إلى أن الاعلام يقود المشاهد في السياسة والاقتصاد والامور الاجتماعية، مشددا على ضرورة اشراك الاعلام الالكتروني في ايصال الرسائل المهمة لهذه الحملة الوطنية التي تشارك فيها عدة جهات حكومية.